حكم التكبير في أيام التشريق

كتابة:
حكم التكبير في أيام التشريق

هل التكبير في أيام التشريق واجب؟

يُعدُّ التكبير في أعيادِ المسلمين من الشَّعائر العظيمة والتي تُشعِرُ المُسلمَ ببهجةِ العيد وعظَمةِ شعائر الله، فهل التَّكبير في أيَّام التَّشريق واجبٌ؟ وما هي أنواع التَّكبير فيها؟ وما هو فضلُ هذه الأيَّام؟ ومتى يبدأ التكبير في العيد؟ كلُّ هذه الأسئلة ستتمُّ الإجابة عنها في هذا المقال.

ذهب جمهور الفقهاء من الشَّافعيَّة والمالكيَّة والحنابلة إلى أنَّ التَّكبير في أيَّام التَّشريق سُنّةًٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والقيامُ بها مُستحَبٌ؛ لفعلِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لها والمواظبةِ عليها، وذهب الحنفيَّةُ إلى وجوبه للأمرِ في قول الله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)،[١] والمقصود بأيَّامٍ معدودات أيامَ التَّشريق.[٢]

ما هي أنواع التكبير في أيام التشريق؟

التكبير المطلق

يبدأ التَّكبير المطلق من فجر يومِ عرفة وحتى نهاية أيَّام التَّشريق؛ أي خمسة أيَّامٍ، تبدأ من اليوم التَّاسع وحتى غروب شمس اليوم الثَّالث عشر من ذي الحجَّة، ويكونُ التَّكبير عامّاً يشمَلُ جميع الأوقات وبعد الصَّلوات.[٣]

التكبير المقيّد

ويكونُ التَّكبير المُقيَّدُ خاصّاً بأوقاتِ ما بعد الصَّلوات الخمس، في الأيّام الخمسة: يوم عرفة، ويوم العيد وأيَّام التشريق الثلاثة، وأمَّا للحاجِّ فيبدأ بعد رمي جمرة العقبة وحتى غروب شمس اليوم الثالث من أيَّام التَّشريق.[٤]

أنواع الذكر في ذي الحجّة

تجدُرُ الإشارة إلى أنواعِ الذِّكر في أيَّامِ ذي الحجَّة، ومنها ما يأتي:[٥]

  • ذكرُ الله -تعالى- لما سخَّره لنا من الأنعام وعند الذبح، قال -تعالى-: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ).[٦]
  • ذكرُ الله -تعالى- كثيراً في أيَّام الحجّ ومناسِكِه، قال -تعالى-: (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ* ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).[٧]
  • ذكرُ الله -تعالى- بعد يومِ النَّحر وانتهاء المناسك، قال -تعالى-: (فإِذا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً).[٨]
  • التكبير والتَّهليل والتَّحميد، ويكون التَّكبير في عشر ذي الحجَّة كما ورد عن السَّلف بقول: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، أو يكون التكبير ثلاثًا: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد).[٩]

ما هو فضل أيام التشريق؟

بعد بيان حكم التَّكبير في أيَّام التَّشريق، فلا بدَّ من ذكر فضل هذه الأيَّام المباركات، والتي ذكرها الله -تعالى- في القرآن الكريم، وعظَّم من شأنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سُنَّته، وممَّا ورد في فضل أيَّام التشريق ما يأتي:[١٠]

  • قول الله -تبارك وتعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ[١١] وذهب أهل العلم ومنهم ابن عمر إلى أنَّ الأيَّام المعدودات هي أيَّام التشريق.
  • قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن أيَّام التشريق: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ)،[١٢] فالإنسان يستعين بالطَّعام والشَّراب على ذكر الله -عزَّ وجل- في هذه الأيَّام المباركات، كما أنّ في هذا دليلًا على أنَّ هذه الأيَّام هي أيَّام يتنعَّم فيها المسلم فيأكل ويشرب وهذا من تمام نعمة الله -تعالى- عليه.
  • ورد عن الصَّحابة -رضوان الله عليهم- استحباب الدُّعاء في هذه الأيَّام المباركات؛ فالإنسان قبل أن يدعو يكثر من ذكر الله -تعالى-، وهذه الأيَّام هي أيَّام ذكر لله -عزَّ وجل-، الإنسان يقترَّب من الله -تعالى-؛ فيدعوه ويناجيه، ويطلب منه خيري الدُّنيا والآخرة.
  • يتأكَّد في هذه الأيَّام تكبير الله -عزَّ وجل- المقيَّد؛ فيكون وقت التكبير المقيد بعد الصَّلوات المكتوبة، ويكون التكبير المطلق في سائر الأوقات.

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:203
  2. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية (الطبعة 2)، الكويت:دار السلاسل، صفحة 325، جزء 7. بتصرّف.
  3. عبد العزيز بن باز، كتاب مجموع فتاوى ابن باز، صفحة 89. بتصرّف.
  4. عبد العزيز الراجحي، فتاوى منوعة، صفحة 29. بتصرّف.
  5. ابن رجب الحنبلي (2004)، كتاب لطائف المعارف لابن رجب (الطبعة 1)، صفحة 270.
  6. سورة الحج، آية:37
  7. سورة البقرة، آية:198-199
  8. سورة البقرة، آية:200
  9. محمد بن عثيمين، كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين، صفحة 192، جزء 26. بتصرّف.
  10. "أيام التشريق"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 01-08-2019. بتصرّف.
  11. سورة البقرة، آية: 203.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نبيشة الخير الهذلي، الصفحة أو الرقم: 1141، صحيح.
3439 مشاهدة
للأعلى للسفل
×