حكم التكبير في عيد الفطر

كتابة:
حكم التكبير في عيد الفطر

حكم التكبير في عيد الفطر

التكبير المطلق والمقيد

التكبير المطلق

التكبير المطلق هو التكبير الذي يكون في كل وقت وفي كل مكان، فيسنُّ التكبير المطلق في عيد الفطر؛ ويُكبِّر الرجال والنساء الصغار والكبار أينما كانوا؛ سواء في البيوت أو في الأسواق أو غير ذلك من الأماكن التي يجوز ذكر الله -تعالى- فيها، كما يسنُّ الجهر بالتكبير للرجال؛ وذلك لإظهار شعيرة من شعائر الإسلام، أما النساء فلهنّ أن يجهرن بالتكبير إذا لم يكن حولهنّ رجال.[١]

ومن الأدلة التي تدل على سنة التكبير في عيد الفطر:

  • قال الزهري في الحديث الضعيف جداً: (كان رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَخرُجُ يَومَ الفِطرِ فيُكبِّرُ مِن حينِ يَخرُجُ مِن بَيتِه حتى يأتيَ المُصَلَّى، فإذا قَضى الصَّلاةَ قَطَعَ التَّكبيرَ).[٢]
  • أنَّ ابنَ عُمَرَ كان يَغدو إلى العيدِ منَ المَسجِدِ، وكان يَرفَعُ صَوتَه بالتكبيرِ حتى يأتيَ المُصَلَّى ويُكَبِّرُ حتى يأتيَ الإمامُ.[٣]
  • عن أم عطية قالت: (كُنَّا نُؤْمَرُ بالخُرُوجِ في العِيدَيْنِ، وَالْمُخَبَّأَةُ، وَالْبِكْرُ، قالَتْ: الحُيَّضُ يَخْرُجْنَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، يُكَبِّرْنَ مع النَّاسِ).[٤]

التكبير المقيد

وهو التكبير الذي يتقيّد بأن يكون بعد الصلوات، ولا يوجد في عيد الفطر تكبيرات مقيدة؛ وإنما ذلك يكون في عيد الأضحى فقط وهذا باتفاق الفقهاء، فلم ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو عن أصحابه أنهم كانوا يكبرون بعد الصلاة في عيد الفطر.[٥]

أوقات التكبير

وقت ابتداء التكبير

يبدأ أول وقت التكبير في عيد الفطر من غروب شمس آخر يوم في رمضان حتى صلاة العيد وهو مذهب الجمهور، بدليل قوله -تعالى-: (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ).[٦]

أي أنه إذا اكتمل رمضان فابدؤوا التكبير، واكتمال رمضان يكون بغروب شمس آخر يوم فيه فالمراد هنا من الآية الترتيب،[٧] وذهب بعض الفقهاء إلى أن وقت ابتداء التكبير في عيد الفطر يكون عند الغدو أي بعد صلاة الفجر.[٨]

وقت انتهاء التكبير

تعددت أقوال الفقهاء في وقت انتهاء التكبير في عيد الفطر على عدة أقوال، وهي:[٩]

  • القول الأول: بانتهاء الخطبة

ينتهي وقت التكبير بانتهاء الخطبة، وإليه ذهب ابن تيمية وبعض الحنابلة وبعض الشافعية؛ لأن الناس تتبع الإمام في أفعاله، والإمام ينقطع عن التكبير بعد انتهائه من الخطبتين كذلك يفعل الناس؛ ولأن التكبير من شعائر الصلاة فيدوم التكبير ما دامت الصلاة والخطبة قائمتين.[١٠]

  • القول الثاني: بحضور الإمام

ينتهي وقت التكبير بحضور الإمام وإلى هذا القول ذهب ابن عمر وبعض الشافعية، والمالكية وبعض الحنابلة؛ وذلك لأن عند حضور الإمام ينشغل الناس عن التكبير بالصلاة وسماع الخطبة، ثم إن الإمام يقطع التكبير؛ لأنه يستعد للخطبة والصلاة فكذلك الناس.

  • القول الثالث: حتى يحرم الإمام لصلاة العيد

يستمر الناس في التكبير في عيد الفطر حتى يحرم الإمام لصلاة العيد؛ وهو ما ذهب إليه بعض فقهاء الشافعية.

  • القول الرابع: حين انتهاء الصلاة

ينتهي وقت التكبير حين انتهاء الصلاة؛ وهو ما ذهب إليه بعض الحنابلة.

المراجع

  1. ابن عثيمين، الشرح الممتع على زاد المستقنع، صفحة 157. بتصرّف.
  2. رواه أحمد، في العلل ومعرفة الرجال رواية عبدالله، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، الصفحة أو الرقم:310، منكر.
  3. رواه البيهقي، في السنن الكبرى، عن نافع مولى ابن عمر ، الصفحة أو الرقم:279، الصحيح موقوف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:883، صحيح.
  5. ابن الصلاح، شرح مشكل الوسيط، صفحة 327. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:185
  7. محمد نعيم، موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي، صفحة 236. بتصرّف.
  8. بدر الدين العيني، البناية شرح الهداية، صفحة 134. بتصرّف.
  9. عبد الكريم الرافعي، العزيز شرح الوجيز المعروف بالشرح الكبير، صفحة 351. بتصرّف.
  10. أبو يعلى ابن الفراء، الروايتين والوجهين المسائل الفقهية منه، صفحة 189. بتصرّف.
4841 مشاهدة
للأعلى للسفل
×