ما هي الجنابة
يعدُّ مصطلح الجنابة أحدَ المصطلحات الإسلاميّة التي ظهرت بظهور الإسلام ولم يكن موجودًا من قبل، وهو لفظ يُطلق على الشخص الذي يجب عليه أن يَغتسل بسبب قضاء شهوته بالجماع أو بالاحتلام أو بالاستمناء، وتعدُّ الجنابة من مبطلات الصلاة، في الإسلام، ويُقال: شخص جُنُب، أيْ عليه أن يغتسلَ من الجنابة، وتاليًا سيتمّ الحديث في هذا المقال عن حكم الجنابة في رمضان إضافةً إلى الحديث عن حكم تأخير غسل الجنابة بعد طلوع الشمس في رمضان.
حكم الجنابة في رمضان
إنّ الحديث عن حكم الجنابة في رمضان يعني الحديث عن حكم مَن جامَعَ في نهار رمضان، والحديث أيضًا عن حكم من جامع زوجته في ليل رمضان، ويكون التفصيل في هذين الأمرين على الشكل الآتي: [١] [٢]
- الجنابة في ليل رمضان: إذا حصلت الجنابة في الليل في شهر رمضان لا حَرَجَ فيها أبدًا، وصيام الإنسان صحيح سليم بإذن الله تعالى.
- الجنابة في نهار رمضان: إذا حصلت الجنابة في نهار رمضان فيختلف حكمها، فإذا حصلت الجنابة بالاحتلام، والاحتلام هو نزول المني أثناء النوم بشكلٍ خارجٍ عن إرادة الشخص، فإذا حصلت الجنابة بالاحتلام في نهار رمضان فلا حرج فيها وصيام الشخص صحيح تمامًا، أمَّا حكم الجنابة في رمضان التي حصلت بجماع أو باستمناء أيْ أنّها حصلت بإرادة الإنسان فإنَّها تفسد الصوم، ويجب على الإنسان أن يقضيَ هذا اليوم ويدفع كفارتَه إذا كانت الجنابة بسبب الجماع، أمَّا إذا كانت الجنابة في رمضان بسبب الاستمناء أو العادة السرية فعلى الإنسان أن يقضي ذلك اليوم، ولكنَّ الكفارة أمر اختلف فيه أهل العلم، فمنهم من قال تجب الكفارة ومنهم من قال لا تجب، بل على مَن استمنى في نهار رمضان أن يقضيَ ذلك اليوم وأن يتمَّ يومه ممسكًا عن الأكل والشراب لحرمةِ هذا الشهر الكريم والله أعلم.
تأخير غسل الجنابة بعد طلوع الشمس في رمضان
بعد الحديث عن حكم الجنابة في رمضان يجدرُ بيان حكم من أخَّر غسل الجنابة، فإنَّه ومن المعروف أنَّ الجنابة في ليل رمضان لا حرج فيها وتُوجب الغسل فقط وهي لا تبطل الصيام أبدًا، أمَّا من جامع أو احتلم أو استمنى في ليل رمضان وأخَّر غسله حتَّى دخل وقت الصيام فلا ضَيْرَ في ذلك ولا حَرج، فقد جاء في الحديث الشريف أنَّ السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: "أشهدُ على رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- أنَّهُ كانَ يصبِحُ جنبًا من جماعٍ غيرِ احتلامٍ، ثمَّ يصومُ ذلِكَ اليومَ" [٣].
وفي هذا دليل صريح على أنَّ تأخُّر الغسل إلى ما بعد الفجر لا حرج فيه ولا تحريم، وهذا الحكم ينطبق على الرجال والنساء إذا كان الجماع في الليل، أمَّا تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الشمس فلا يجوز؛ لأنَّ هذا يعني ضياع الصلاة، فالواجب أن يغتسل الإنسان ويصلي قبل طلوع الشمس، وهذا أيضًا ينطبق على الرجل والمرأة معًا، والله أعلم. [٤]
المراجع
- ↑ الجنابة في الصيام، أحوالها، وأحكامها،, "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-02-2019، بتصرّف
- ↑ ممارسة العادة السرية في رمضان, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-02-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: عائشة وأم سلمة، المحدث: ابن عبد البر، المصدر: التمهيد، الجزء أو الصفحة: 22/39، حكم المحدث: إسناده أثبت أسانيد هذا الحديث جاء من وجوه كثيرة متواترة صحاح
- ↑ حكم تأخير غسل الجنابة بعد طلوع الشمس في رمضان, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-02-2019، بتصرّف