حكم الزكاة في مال الصغير والمجنون

كتابة:
حكم الزكاة في مال الصغير والمجنون

تعريف الزكاة

تعريف الزكاة: هي المقدار الواجب إخراجه لمن يستحقه تعبدا لله -تعالى- إذا بلغ نصابه بشروط مخصوصة، فالزكاة هي زيادة وبركة، وتطهير للنفوس والأموال،[١]قال -تعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم).[٢]

حكمة مشروعية الزكاة

شرع الله -تعالى- الزكاة عبادة وطهارة للنفس والمال، فالمشروعية الزكاة حِكم نذكرها فيما يأتي:[٣]

  • الزكاة بذل لما تحبه النفس البشرية، من أجل مرضاة الله -تعالى-.
  • تطهير للنفس من الشح والبخل، حتى يكون الإنسان سيدا لماله لا عبدا له.
  • تطهير للمال، وتنميه وتزيده زيادة حسية ومعنوية.
  • تسد حاجة الفقراء، وترفع عنهم الذل، وتقطع دابر الجرائم والسرقات.
  • تزرع المودة بين الأغنياء والفقراء، فتصفو النفوس، وتزول الأحقاد، وأروع الذل عن الفقراء، وتنشر المحبة بينهم.
  • تزيد الزكاة الحسنات لمن يوديها، وتكفر خطاياه، وتزيد المال كمية وبركة، وتزيده إيماناً من إخراجها.
  • والزكاة سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، قال -تعالى-: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٤]

منزلة الزكاة في الإسلام

للزكاة منزلة عظيمة في الإسلام، وقد حظيت بهذه المكانة لما يأتي:[٥]

  • اقتراتها بالصلاة في مواضع متعددة في القرآن الكريم، فقد ورد الأمر بالصلاة مقترن بالزكاة، فالصلاة والزكاة من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة.
  • إن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام فقد ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ). [٦]
  • إنها أفضل من سائر الصدقات لأنها فريضة، فقد ورد في الحديث القدسي: (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه).[٧]

حكم الزكاة في مال الصغير والمجنون

ذهب العلماء في حكم زكاة الصغير والمجنون إلى قولين كما يأتي:[٨]

  • القول الأول: قول جمهور الفقهاء

ذهبوا إلى وجوب الزّكاة في مال الصبي والمجنون، وهو قول أكثر أهل العلم، وقول عمر وعلي وعبد الله بن عمر وعائشة وجابر بن عبد الله من الصحابة، واستدلوا على ذلك بعموم الأدلة الدالة على وجوب الزكاة في مال الأغنياء، ولا يوجد في هذه النصوص ما يستثني الصبي والمجنون من هذا الحكم، والمقصود من الزكاة هو سد حاجة الفقراء من مال الأغنياء، وأن الزكاة حق الآدمي فوجب أداءها من المكلف وغير المكلف.

  • القول الثاني: قول الحنفية

وبعض من السلف لا تجب الزكاة في أموالهم، أو في بعض أموالهم، وقالوا بأن الزكاة عبادة كالصلاة، فهي تحتاج إلى نية، والصغير والمجنون لا تتحقق منهم النية، ولأنه سقط عنهم التكليف، والزكاة طهور لمن يريد أن يزكي، والتطهير يكون من الذنوب، والصغير والمجنون لا ذنب لهم وحفاظا على مالهم.

المراجع

  1. صالح السدلان، رسالة في الفقه الميسر، صفحة 59. بتصرّف.
  2. سورة التوبة، آية:103
  3. محمد التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 9. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:261
  5. مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 229-230. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  7. رواه بخاري، في صحيح البخاري ، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، صحيح.
  8. كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وادلته وتوضيح مذاهب الائمة، صفحة 12-13. بتصرّف.
5866 مشاهدة
للأعلى للسفل
×