حكم الصيام عن الميت

كتابة:
حكم الصيام عن الميت

حكم الصيام عن الميت

استند علماء المسلمين في حلّهم لمسألة صيام المسلم عن أخيه المسلم المتوفى؛ على حديثٍ متفق عليه ترويه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه)،[١] ونوضح أقوالهم في ذلك كما يأتي:

  • جواز الصيام عن الميت إذا مات وهو قادرٌ على الصيام

لأنّه لا يعذر بعدم صيامه؛ فيصح صيام أحد أوليائه عنه، أمّا إذا كان قد ماتَ عن قضاءٍ بسبب عذر شرعي كالمرض مثلاً فلا يصوم عنه أحد.[٢]

  • عدم جواز الصيام عن الميت

إذ يحمل القائلون به الحديث على الإطعام عن الميت لا الصيام، صرفاً له عن المعنى الظاهر منه.[٣]

وفي جانبٍ آخر للمسألة إذا كان المتوفى قد نذر الصيام ثمّ مات قبل أن يفي بنذره، استحب العلماء في هذه الحالة أن يصوم عنه وليه -والولي هو الوارث-، كما لم يمنعوا أن يصوم عنه غير وليه.[٤]

أعمال ينتفع بها الميت

قررت الشريعة الإسلامية مجموعةً من الأعمال التي قد ينتفع بها الميت بعد موته، نذكر منها ما يأتي:[٥]
  • الدعاء له بالخير

فقد اتفق العلماء على مشروعية الدعاء للميت، مستدلين بالآية الكريمة: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٦]

  • الصدقة

اتفق العلماء على أن الميت ينتفع ويصل إليه ثواب صدقة الحي عنه، وقد صحّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)،[٧] وفي حادثة أخرى أن رجلاً قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن أمي افتلتت نفسها، وإني أظنها لو تكلمت تصدقت، فلي أجر أن أتصدق عنها؟، قال: نعم).[٨]

  • الحج عنه

لورود حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ أجاب فيه عن سؤال امرأة في جواز الحج عن أمها الراحلة، فقال: (نعم، لو كان على أمها دين فقضته عنها، ألم يكن يجزئ عنها؟، فلتحج عن أمها).[٩]

  • تلاوة القرآن عنه، وورد القول بهذا عن طائفة من العلماء.
  • تقديم الأضاحي عنه.

تعريف الصيام وشيء من حكمه وفوائده

إنّ الصيام لغةً هو الإمساك، أمّا شرعاً فهو ترك الطعام والشراب والمفطرات عموماً، من أذان الفجر حتّى أذان المغرب بنية العبادة، وقد فرضه الله -تعالى- على المسلمين بهذه الصورة،[١٠] إذ جاء في كتابه الحكيم قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).[١١]

الحكمة من الصيام

للصيام حكم عظيمة وفوائد جليلة، نذكر منها ما يأتي:[١٢]

  • الصيام فرصة عظيمة لاستشعار نعم الله -تعالى- علينا.
  • الصيام تدريبٌ على قوة التحمل والصبر على محبوبات النفس؛ فمن ترك الطعام والشراب تمكن من ترك الحرام والصبر عليه.
  • يدفعنا الصيام إلى العطف على الفقراء والمساكين والمحرومين.
  • يقوم الصيام على مقاومة الشهوات ولذات النفس، وبه نقهر الشيطان ونغيظه؛ لأنه حريص على إغوائنا للوقوع في الشهوات وإدمان الملذات.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:1952، صحيح.
  2. محمد بن إبراهيم التويجري ، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 58. بتصرّف.
  3. حسن أبو الأشبال الزهيري، شرح صحيح مسلم، صفحة 25. بتصرّف.
  4. محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 635. بتصرّف.
  5. حسام الدين عفانة، مسائل مهمات تتعلق بفقه الصوم والتراويح والقراءة على الأموات، صفحة 40. بتصرّف.
  6. سورة الحشر، آية:10
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:255، صحيح .
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:73، 1004.
  9. رواه النسائي، في سن النسائي، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم:116، صحيح الإسناد.
  10. محمد صالح المنجد، دروس الشيخ محمد المنجد، صفحة 3. بتصرّف.
  11. سورة البقرة، آية:183
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 278. بتصرّف.
5224 مشاهدة
للأعلى للسفل
×