محتويات
حكم الصيام عند نزول الدم البني وقت الدورة
ما هو الدم البني وهل يُعدّ حيضًا إذا نزل في موعد الدورة؟
للدم النازل من المرأة أثناء الحيض والعادة الشهرية ألوان متعددة فمنه ما يكون دم أسود وبعضه أحمر ثخين غير ذلك من الألوان والأوصاف التي تراها المرأة، وقد يكون لون الدم متكدرًا مزيجًا من الأسود والأبيض قريبًا من اللون البني وهو ما يمكن تسميته بالكدرة،[١] وهي كالماء الوسخ الذي يقع بين السواد والبياض فيكون للبني أقرب منه للأحمر،[٢]
وجميع ما ينزل بهذه الصفة في وقت الدورة يُعدّ حيضًا سواءٌ كان في أول الحيض أو آخره -فالكثير من النساء قد ينزل عليها الدم يوم أو يومين ثمّ ينزل الدم الصريح- وكذلك الأمر بالنسبة للإفرازات التي تتنوّع ألوانها ما بين البني والزهري والأصفر وغيره، عليه فلا يجوز للمرأة أن تصوم في فترة الدورة ونزول الدم البني،[٣] ويجب عليها قضاء الأيام التي أفطرتها بسبب الحيض.[٤]
حكم الصيام عند نزول الدم البني في غير وقت الدورة
هل نزول السوائل النية في أيام الطهر معدودة من الحيض؟
قد ينزل الدم البني أو الكدرة في أي وقت حتّى في أثناء الطهر وانتهاء الدورة الشهرية من أيام، وقد اختلف الفقهاء وفصّلوا في حكم الكدرة في غير أيام الحيض،[٥] وفقًا لما يأتي:
قول الحنفية والحنابلة
قال الحنفية والحنابلة إنّ المرأة إذا رأت الكدرة وهي الإفرازات البنية اللون وما شابهها في فترة طهرها فإنّ هذا لا يُعدّ حيضًا، وذلك لقول أم عطيّة الأنصارية رضي الله عنها: "كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرةَ والصُّفْرةَ بعدَ الطُّهرِ شَيئًا"،[٦] أيّ أنّها لا تُعدّ من الحيض ويظل الصيام واجبًا في حقّها.[٥]
قول المالكية والشافعية
قال المالكية والشافعية إنّ الكدرة إذا نزلت بعد الطهر فهي حيض، وعلى هذا فمن نزل عليها شيء من هذا القبيل في غير وقت دورتها فلا يجوز لها الصيام، ويجب عليها قضاء الأيام التي تفطرها.[٥]
حكم الصيام عند نزول الدم البني بعد الدورة
ماذا تفعل المرأة إذا استمر نزول الدم البني بعد انقضاء مدّة عادتها الشهرية؟
الدم البني الذي ينزل بعد الدورة ويتصل بها يُعدّ من الحيض ما لم تتأكد من الطهر بنزول القصة البيضاء وهي سائل شفاف ينزل من فرج المرأة دليل على طهارة الرحم، أو بجفاف المحل وتتم معرفة ذلك بانقطاع نزول الإفرازات بشكل تام، أو عن طريق إدخال قطنة بيضاء إلى موضع نزول الدم وخروجها بيضاء غير ملونة بأي لون، وتستمر المرأة في ترك الصيام إذا استمر الدم البني بالنزول ولم ترَ الطهر حتّى تتم خمسة عشر يومًا، فإذا أتمت ذلك واستمر نزول الدم فتأخذ حكم المستحاضة فيجب عليها الصيام ولا يجوز لها الفطر، ويجب عليها قضاء جميع الأيام التي أفطرتها بسبب الحيض وما اتصل به من سوائل بنية وما شابه.[٣]
حكم الصلاة عند نزول الدم البني وقت الدورة
هل تقضي المرأة الصلاة بعد طهرها وانقطاع نزول الدم البني عنها؟
إنّ الدم البني الذي ينزل في وقت الدورة وما يكون متصلًا بها كأن يأتي قبلها أو بعدها يُعدّ حيضًا، ويجب على المرأة الحائض أن تترك الصلاة في مدّة حيضها،[٣] ولا يجب عليها قضاء هذه الصلوات بعد الطهر وانقطاع نزول الدم والإفرازات المصاحبة له،[٤] وذلك لقول السيّدة عائشة رضي الله عنها: "كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ"،[٧] أي أنّ النساء كانت يأتيهنّ الحيض على عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيأمرهن بقضاء الصوم ولا يأمرهن بقضاء الصلاة، ونزول الدم البني في وقت الدورة يُعدّ حيضًا فيأخذ حكمه.[٨]
حكم الصلاة عند نزول الدم البني في غير وقت الدورة
هل تصلّي المرأة إذا نزل منها دم بني في فترة طهرها؟
تمّ بيان اختلاف الفقهاء في اعتبار الكدرة والدم البني النازل في غير وقت الدورة حيضًا أم عدم اعتباره كذلك، وفيما يأتي بيان لحكم الصلاة عند نزول الدم البني في غير وقت الدورة بناءً على اعتبارتهم هذه:[٥]
قول الحنفية والحنابلة
قال الحنفية والحنابلة إنّ الكدرة بعد الطهر لا تُعدّ حيضًا وبهذا فلا يجب على من نزلت عليها تلك السوائل أن تترك الصلاة لأنّها ما زالت طاهرة وغير متلبسة بحدث وفقًا لقولهم هذا.[٥]
قول المالكية والشافعية
الكدرة وهي السوائل والإفرازات ذات اللون المتكدّر الشبيه بالماء المتعكّر بالتراب تُعدّ حيضًا وإن نزلت في غير موعد الحيض، وبالتالي فالصلاة لا تجب على من نزلت منها هذه الإفرازات في غير وقت دورتها عند المالكية والشافعية.[٥]
حكم الصلاة عند نزول الدم البني بعد الدورة
كيف تتعامل المرأة مع استمرار نزول الدم البني بعد انتهاء مدّة الدورة؟
إنّ الدم البني والإفرازات التي تكون مصاحبة للدورة ومتصلة بها تُعدّ من الحيض على اختلاف أشكالها وألوانها، وفيما يأتي تفصيل للمدّة التي تنقطع فيها المرأة عن الصلاة بسبب استمرار نزول الدم البني بعد الدورة:
استمرار نزول الدم لمدّة خمسة عشر يومًا فقط
يجب على المرأة التي استمر نزول الإفرازات البنية لديها أن تترك الصلاة وتظل كذلك حتّى تتم خمسة عشر يومًا، فإن توقّف نزول الدم البني بهذه المدّة فتعدّ تلك المدّة جميعها حيضًا وإن كانت عادتها أنّها تحيض ستة أو سبعة أيام، وذلك لأنّ أكثر الحيض هو خمسة عشر يومًا، وما زاد عليه فهو استحاضة.[٤]
استمرار نزول الدم لأكثرمن خمسة عشر يومًا
إذا استمر نزول الدم البني لأكثر من خمسة عشر يومًا فيجب على المرأة أن تغتسل وتُصلي، وأن تغتسل وتتوضأ لكل صلاة وفقًا لما أفتى به الإفتاء الأردني، ويجب عليها أيضًا أن تقضي الصلوات في الأيام التي زادت عن مدّة دورتها الشهرية وهي تظنّ نفسها حائضًا ثمّ تبيّن بعد ذلك أنّها مستحاضة،[٣] ولكنّ الواجب عند الجمهور هو الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها لا الاغتسال لكل صلاة، والله تعالى أعلم.[٩]
المراجع
- ↑ وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 613-614. بتصرّف.
- ↑ سيد سابق، كتاب فقه السنة، صفحة 83. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "حكم الصيام عند نزول الدم البني"، دار الإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "أحكام تخص المرأة المسلمة"، دار الإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح عبد الله الطيار، كتاب الفقه الميسر، صفحة 142-143. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:307، حديث سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:335، حديث صحيح.
- ↑ محمد حسن عبد الغفار، كتاب تيسير أحكام الحيض، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ سيد سابق، كتاب فقه السنة، صفحة 88-89. بتصرّف.