محتويات
العقيقة عن المولود شكرٌ لله وفرحٌ بعطائه
العقيقة عن المولود تأتي من باب شكر الله تعالى على نعمة العطاء، فالأبناء والبنات زينة الحياة الدنيا، تأنس النّفس بهم، وتسعد القلوب بمخالطتهم، ويُرجى نفعهم وخيرهم عند بلوغ أشدّهم، قال الله -عز وجل-: (المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا) (الكهف: 46)، ومن هنا كان الهدي النبوي الكريم بإظهار الفرح بقدومهم إلى الدنيا، واستبشارًا بهم، وطمعًا بمعافاتهم وسلامتهم، وإظهارًا لنسبهم بين النّاس، وقد جرتْ هذه السّنة الحميدة بين النّاس حتى غدا يوم عقيقة المولود يوم فرح يغمر كلّ أهل البيت، والعقيقة كونها تدخل في باب النُّسك الشرعي فإنّ لها أحكامًا وآدابًا هامّة، حيث يجدر بالمسلم اتباعها تحقيقًا لسلامة هذه القُربى، وأملًا بحصول نفعها للمولود، ورجاء نيل ثوابها من الله تعالى.
أحكام العقيقة عن المولود
العقيقة سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تُسنَّ لوليِّ الأمر حين يُرزق بمولودٍ ذكرًا كان أو أنثى، وحثّ عليها في مواطن متعدّدة، ولها أحكام متعلّقة بها، لعلّ من أهمّها:
- يستحب ذبح شاتين عن الغلام، وواحدة عن البنت، علمًا أنه لو ذبح عن الذكر ذبيحة واحدة أجزأه ذلك، ويحصل به أصل السنة، ويستحبّ أنْ يكون ذلك في اليوم السابع من ولادته أو في اليوم الرابع عشر أو ما تلاه من أسابع. [١]
- يشترط في العقيقة كل ما يشترط في الأضحية من حيث الجنس والسن والسلامة من العيوب، بحيث تكون سليمة من كل عيب ينقص اللحم أو القيمة، أمّا السنّ المعتبرة عند كثير من أهل العلم فيشترط في الضأن تجاوزها السّنة، أو تكون سقطت أسنانها، ويطلق على الشاة التي سقطت أسنانها عند أهل الاصطلاح بالشّاة التي أجذعت، وأما المعز والبقر فيجب أن تكون قد أتّمت السنتين ودخلت في الثالثة. [٢]
- جمهور أهل العلم أنّه يجزئ في العقيقة ما يجزئ في الأضحية من الأنعام، سواء كان إبل وبقر وغنم، ولا يجزئ غيرها، وهذا متفق عليه بين الحنفية والشافعية والحنابلة، والأفضل أن تكون العقيقة من الغنم، اتباعاً للسنة. [٣]
- في الحقيقة أنّه لا حدّ فيما يأكل ويتصدق ويطعم الفقراء والأقارب والجيران، إن شاء نيئًا وإن شاء مطبوخًا، وذلك لتعدّد الروايات في المسألة، ولقول النبي -عليه السلام-: (فَكُلُوا مَا بَدَا لَكُمْ وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا)، وذهب بعض الفقهاء إلى أنّ السنة تتحقّق بتقسيمها ثلاثة أثلاث كما في الأضحية، ويجوز أن يحتفظ بها كلها بشرط أن يخرج منها قدرًا ولو يسيرًا للفقراء والمساكين. [٤]
- أهل العلم متّفقون على أنّه لا يجوز بيع أي جزء من لحم العقيقة لأي أحد، وكذلك يحرم البيع من غير لحمها كالجلد أو الأحشاء، أو غير ذلك، ولا يجوز إعطاء الجزار جزء منها بدلًا من أجرة ذبح العقيقة، وهذا كلّه قياسًا على أحكام الأضحية. [٥]
- يستحبّ للمسلم أن لا يكسر من عظم العقيقة شيئًا ما استطاع، ويحرص على تقطيع كل عظمة من مفصلها، وفي ذلك تفاؤل بسلامة أعضاء المولود. [٦]
- ذهب أهل العلم إلى استحباب أن يعقّ المسلم عن نفسه إذا علِم أن والده لم يعق عنه سابقًا؛ فيذبح عن نفسه، تحقيقًا للسنة، والتماسًا للأجر والثواب. [٧]
- شراء الشاة المذبوحة لا تعد عقيقة، فهي لم تذبح بهذه النية، والعقيقة تحتاج إلى انعقاد النية لها. [٨]
- أباح العلماء شراء العقيقة بالتقسيط، أو أن تقترض ثمنها قرضًا حسنًا من أحدهم في حال غلب على الظنّ الوفاء بالقسط أو بالقرض، إلا أنّ الأوْلى عدم فعل ذلك، ولكن من استدان لتحقيق السنة رجونا أن يخلف الله عليه ويعينه على أمره، مع العلم أنّ العقيقة يسقط حكمها عند العجز عن دفع ثمنها، مصادقًا لقول الله -تعالى-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة: 286) فلا ينبغي للمسلم أن يكلف نفسه بالعقيقة إن كان فقيرًا غير مستطيع. [٩]
أهم أحكام المولود في الهدي النبوي
من أهم الأحكام والآداب الشرعية التي يحسُن بالمسلم مراعاة الالتزام بها عند قدوم مولود له أنْ يظهر الفرح به، سواء كان المولود ذكرًا أو أنثى، لأنه عطية من الله تستوجب الشكر وإظهار الفرح والاستبشار، ومن الآداب كذلك إماطة الأذى العالق به بعد خروجه من رحم أمه، ثم يسارع في أنْ يكون أوّل سماعه ذكر الله -سبحانه-؛ فيؤذّن في أذنه اليمنى، ويحصنه بآيات الله ويقرأ عليه المعوذات، ويُستحبُّ أن تمضغ تمرة ثم يدّلك بها حنك المولود، وهو ما يسمى في السّنة بتحنيك المولود، ومن حقوق المولود الشرعية أنْ يرضع رضاعة طبيعية من أمّه عامين كاملين ما لم يمنع مانع من ذلك، وقد أثبتت الدراسات الطبية أثر الرضاعة الطبيعية على صحة وشخصية المولود مستقبلاً، وعلى الوالدين أن يحرصا على تسميته باسم حسن، وأنْ يتجنّبا الأسماء المحرّمة أو التي لا تحمل فألًا طيّبًا، ومن السّنة أنْ يُحلق شعر المولود في اليوم السابع، ويتّصدّق بقيمة وزنها من الفضة أو ما يماثلها من النقد، وعلى الوالد أنْ يبادر إلى ختان المولود الذكر؛ فإنه من سنن الفطرة وكمال الطّهر. [١٠]
فيديو عن حكم العقيقة عن المولود
يُنصح بمشاهدة الفيديو الآتي والذي يوضح فيه فضيلة الدكتور بلال إبداح حكم العقيقة عن المولود. [١١]
المراجع
- ↑ ما هي أحكام العقيقة للمولود الذكر؟, ، "www.islamqa.info"، اطُلع عليه بتاريخ 06-07-2018، بتصرّف
- ↑ الذبائح والأضاحي والعقيقة والصيد, ، "www.aliftaa.jo"، اطلع عليه بتاريخ 06-07-2018، بتصرّف
- ↑ العقيقة عبادة والعبادة لا تصح إلا بنية, ، "www.fatwa.islamweb.net"، اطُلع عليه بتاريخ 06-07-2018، بتصرّف
- ↑ توزيع لحم العقيقة, ، "www.islamqa.info"، اطُلع عليه بتاريخ 06-07-2018، بتصرّف
- ↑ لا يجوز بيع شيءٍ من العقيقة أو الأضحية, ، "www.islamqa.info"، اطُلع عليه بتاريخ 06-07-2018، بتصرّف
- ↑ استحباب عدم تكسير عظام العقيقة, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُلع عليه بتاريخ 06-07-2018، بتصرّف
- ↑ يسن لمن لم يعق عنه والده أن يعق عن نفسه, ، "www.aliftaa.jo"، اطُلع عليه بتاريخ 06-07-2018، بتصرّف
- ↑ حكم العقيقة من اللحوم المستوردة, ، "www.aliftaa.jo"، اطُلع عليه بتاريخ 06-07-2018، بتصرّف
- ↑ لا حرج في شراء العقيقة بالتقسيط, ، "www.aliftaa.jo"، اطُلع عليه بتاريخ 06-07-2018، بتصرّف
- ↑ مختصر في أحكام المولود, ، "www.alukah.net"، اطُلع عليه بتاريخ 10-07-2018، بتصرّف
- ↑ "حكم العقيقة عن المولود"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019.