حكم المبيت بمنى أيام التشريق

كتابة:
حكم المبيت بمنى أيام التشريق

حكم المبيت بمنى أيام التشريق

تنوعت آراء العلماء في حكم المبيت بمنى أيام التشريق، على النحو الآتي:

المبيت بمنى أيام التشريق واجب

يرى الجمهور أن المبيت بمنى أيام التشريق واجب على الحاج، ويجب عليه الدم عند الشافعيّة والحنابلة بترك المبيت كله، ومَنْ ترك ليلة مُدّ من الطعام، ومُدّين لمن ترك ليلتين.[١]

وعند المالكيّة يجب الدم على مَنْ ترك المبيت أكثر الليل، ورخَصّ المالكية بعدم المبيت في منى لراعي الإبل ولأصحاب السقاية بعد رميه لجمرة العقبة يوم العيد، ولكنه يأتي في اليوم الثالث من أيام العيد، ويقضي رمي الجمرات في لليومين الأول والثاني لأنهما فاتا عنه، وكذلك رخّصوا لأصحاب السقاية.[١]

واستدل الجُمهور بما ورد عن العباس بن عبد المُطلب عندما استأذن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في المبيت بمكة لأجل السقايّة، فأذن له، فقالوا: لولا أنه واجب لما احتاج إلى إذن، وكذلك اتباعاً لسُنة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في حجِّه.[١]

المبيت بمنى أيام التشريق سنة

ذهب الحنفيّة إلى أنّ المبيت في منى سُنّة، واستدلوا بجواز النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- للعباس بترك المبيت لأجل السقاية، ففي الحديث الذي يرويه عبدالل هبن عمر -رضي الله عنهما- قال: (اسْتَأْذَنَ العَبَّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه- رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أَنْ يَبِيتَ بمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى، مِن أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فأذِنَ له).[٢]

وقالوا أنّ المبيت في منى لو كان واجباً لما رخّص له النبي ذلك، واعتبروا الحاج الذي لم يبت في منى أيام التشريق مسيئاً، ولكن لم يوجبوا عليه دماً.[٣]

مدة المبيت في منى أيام التشريق

يُعرف المبيت في منى؛ هو قضاء الحاجّ فيها مُدةً تزيدُ على نصف ليلة،[٤] فيتحقق المبيت بقضاء أكثر الليل وليس كُله، سواءً كان المبيت من أول الليل أو آخره، وسواءً نام أم لم ينم،[٥]وجاء عن ابن الأثير أنّ المبيت يتحقق بإدراك الليل.[٦]

حكم المبيت في منى يوم التروية

يُعدُّ المبيت في منى يوم التروية من السُّنة، ولكن من تركه فقد أساء، ولا شيء عليه لمن تركه، فيُشرع للحاج المبيت يوم التروية، وليلة التاسع من شهر ذي الحجة؛ وذلك اتباعاً لِسُنة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وفعل الصحابة -رضي الله عنهم-.[٧]

فيُسنُّ للحاج الخُروج من مكة إلى منى في يوم التروية، وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، بعد طُلوع الشمس، ويُصلّي بها الصلوات من الظهر إلى فجر اليوم التاسع، ثُمّ يذهب إلى عرفات بعد طُلوع الشمس.[٧]

سنن قبل الخروج إلى المبيت في منى

توجد العديد من السُنن التي يُستحبُ للحاج فعلها قبل خُروجه إلى المبيت في منى، نذكرها فيما يأتي:[٨]

  • يُسنّ للحاج فعلُ ما يفعلهُ عند إحرامه؛ كالغُسل، وقص الأظافر، وحلق العانة، ونتف الإبط، ولبس الإزار والرداء، وغير ذلك من السُنن.
  • يُسنّ للحاج أن يحرم بالحج من مكان سكنه، مع أداءه لجميع الفروض عند إقامته في منى مع قصر الصلاة الرُّباعيّة، ومبيته حتى يُصلّي الفجر في يوم عرفة، وبقاءه حتى طُلوع الشمس.[٩]
  • يُسنّ للحاج الخُروج إلى منى قبل الظُهر، مع ذهابه إلى منى راكباً، مع الإكثار من التكبير عند ذهابه من منى إلى عرفات، وأن يُقيم له خيمة في نمرة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2265-2266. بتصرّف.
  2. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 1634، صحيح .
  3. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 254. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 59. بتصرّف.
  5. عبد الله البسام، توضيح الأحكام من بلوغ المرام، صفحة 186. بتصرّف.
  6. سامي الصقير، أحكام المبيت في منى، صفحة 582. بتصرّف.
  7. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 46. بتصرّف.
  8. كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 240. بتصرّف.
  9. عبد العظيم بدوي، الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز، صفحة 252. بتصرّف.
3320 مشاهدة
للأعلى للسفل
×