حفظ النفس
لقد أوجب الله -عزَّ وجلَّ- على الإنسان أن يحافظ على حياته وأن يؤدي كلَّ الأعمال التي من شأنها أن تحافظ على إبقاء المرء على قيد الحياة كالأكل والشرب واللبس والسكن وما شابهها من احتياجات أساسية للحياة،[١] وقد حرَّم الله تعالى على الإنسان القتلَ، قتل نفسه أيّ الانتحار، حيث قال تعالى في سورة النساء: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}،[٢] وحرَّم على الإنسان قتلَ غيره، حيث قال -تعالى- في سورة المائدة: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}،[٣] فحفاظ المرء على حياته وعلى حياة الآخرين من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، ومن أهم الأعمال التي دعا إليها الشرع، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن حكم النرجيلة في الإسلام وأضرار النرجيلة أيضًا.[٤]
حكم النرجيلة في الإسلام
في الحديث عن حكم النرجيلة في الإسلام، إنَّ مما لا يُشكُّ فيه أبدًا أنَّ الدخان من السموم الخبيثة التي يُبتلى بها الإنسان، وتؤدي هذه السموم بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية إلى قتل 5.4 مليون إنسان في العالم، مع توقعات بوصول هذا الرقم إلى حوالي 10 مليون إنسان في عام 2020م، وبالنظر إلى كمية الضرر الذي تسببه النرجيلة على الإنسان أفتى علماء اللجنة الدائمة بتحريم النرجيلة والشيشة والدخان واعتبارها جميعها من الخبائث، وهذا التحريم جاء بسبب ما في هذه الخبائث من الأضرار على جسد الإنسان، وقد استدلَّ أهل العلم في تحريم النرجيلة بحديث رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: "لا ضررَ ولا ضِرارَ"،[٥] فلا يجوز أن يدخِّن المسلم النرجيلة أو الشيشة أو ما شابهها ولا يجوز له أن يتَّجر بها أو يروَّج لها أيضًا، والله تعالى أعلم.[٦]
أضرار النرجيلة
بعد التفصيل في حكم النرجيلة في الإسلام، جدير بالذكر إنَّ الشريعة الإسلامية لا تحرّم أو تمنع أمرًا إلَّا لحكمة بالغة، وتحريم النرجيلة جاء بسبب الأضرار الكبيرة التي تتسببها للإنسان ولمن حوله أيضًا، ولعلَّ أبرز هذه الأضرار ما يأتي:[٧]
- تدخين النرجيلة يسبب الإدمان عند الإنسان.
- يقلل تدخين النرجيلة من قوَّة الرئتين ويضعف أداءهما ويسبب مرض انتفاخ الرئة والالتهاب الشعبي المزمن، مما يؤدي إلى إضعاف قدرة الإنسان على بذل الجهد في أي عمل كان.
- يؤدي تدخين النرجيلة إلى الإصابة بالسرطانات المختلفة، كسرطان الرئة والفم والمعدة.
- يؤدي تدخين النرجيلة أيضًا إلى ارتفاع تركيز غاز أول أكسيد الكربون في الدم.
- تدخين النرجيلة يسبب نقص في خصوبة الرجل والمرأة أيضًا.
- تدخين النرجيلة للحامل يؤدي إلى تعرّض الطفل إلى بعض الأمراض التنفسية في المستقبل وقد يؤدي بالجنين غلى الموت السريري المفاجئ عند الولادة.
- يؤدي تدخين النرجيلة إلى صدور روائح كريهة من المدخن، ويؤدي إلى بحَة في صوته واحتقان في عينيه وظهور تجاعيد الوجه بشكل مبكر.
- يُعد الدخان المنبعث من تدخين النرجيلة من أهم ملوثات الهواء، ويسبب الضرر للآخرين الذين يستنشقون هذا الدخان.
المراجع
- ↑ "كتاب مقاصد الشريعة الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-04-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 29.
- ↑ سورة المائدة، آية: 32.
- ↑ "كتاب مقاصد الشريعة الإسلامية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-04-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1910، حديث صحيح لغيره.
- ↑ "كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-04-2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم التدخين عن طريق " الأرجيلة " – الشيشة – وبيان مضار ذلك"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 17-04-2020. بتصرّف.