القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كلام الله -تعالى- المُنزل على رسوله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- المنقول بالتواتر والمتعبد بتلاوته، فالقرآن الكريم معجزة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الخالدة، وهو منهج المسلمين، ومن عظمة القرآن الكريم أنّ الصلاة والتي هي الركن الثاني من أركان الإسلام لا تصح إلّا بقراءة آياته، وقد جعل الله -تعالى- الأجر والثواب الجزيل لمن يقرأ كتابه العظيم، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول الم حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ"،[١] وبالقرآن الكريم ترتفع المنازل والدرجات، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يقالُ لصاحِبِ القرآنِ: اقرأْ وارقَ ورتِّلْ، كما كنتَ تُرَتِّلُ في دارِ الدنيا، فإِنَّ منزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيةٍ كنتَ تقرؤُها".[٢][٣]
حكم بل الأصابع بالريق لتقليب أوراق المصحف
في الحديث عن حكم بل الأصابع بالريق لتقليب أوراق المصحف، فقد اختلف العلماء في حكم ذلك، فقد ذهب بعض العلماء إلى تحريم تقليب أوراق المصحف بلعاب الإنسان، لأنه ينبغي تعظيم القرآن الكريم والابتعاد عن لمسه بما لا يُستحب، وقد قال الله تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ}،[٤] وقال سبحانه: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}،[٥] وقد ذهب بعض علماء المذهب الشافعي إلى جواز بل الأصابع بالريق لتقليب أوراق المصحف؛ لأنه من يفعل ذلك لم يقصد الاستهانة أو الاستخفاف بالقرآن الكريم وإنما أراد التسهيل على نفسه في تقليب أوراق المصحف، والأفضل أنّ يبتعد المرء عن ذلك،[٦] فيستطيع العبد أنّ يضع الماء بجانبه ويُقلبّ صفحات المصحف كما أراد بدلًا من تقليبها بريقه.[٧]
آداب تلاوة القرآن الكريم
بعد الحديث عن حكم بل الأصابع بالريق لتقليب أوراق المصحف، من الجدير الحديث عن بعض آداب تلاوة القرآن الكريم، وعلى رأس هذه الآداب الإخلاص في قراءة القرآن الكريم، فتكون قراءة المسلم لوجه الله -تعالى- بعيدًا عن الرياء والسمعة، فعلى المسلم أنّ يكون كلُ عباداته لله تعالى، وقد قال سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}،[٨] كما أنّ من الآداب أنّ يكون القارئ متطهرًا من الحدث، فإذا كان يقرأ المسلم من حفظه كان ذلك مستحبًا أما إذا كان يقرأ من المصحف كان ذلك واجبًا عليه، ومن الآداب أيضًا أن يستعيذ القارئ بالله -تعالى- من الشيطان الرجيم، فقد قال سبحانه: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}،[٩] كما يستحب أنّ يكون القارئ بهيئة حسنة وبلباس حسن، ومن آداب تلاوة القرآن الكريم القراءة بخشوع وتدبر وتمهل، وقد قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}.[١٠][١١]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2079، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:8122، حديث صحيح.
- ↑ "معنى القرآن وفضله واحترامه"، al-maktaba.org، 2020-05-11، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:30
- ↑ سورة الحج، آية:32
- ↑ "حكم بل الأصابع بالريق لتقليب أوراق المصحف"، al-maktaba.org، 2020-05-11، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.
- ↑ "حكم بلّ الأصبع بالريق ، ثم تقليب أوراق المصحف به ."، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-14. بتصرّف.
- ↑ سورة البينة، آية:5
- ↑ سورة النحل، آية:98
- ↑ سورة ص، آية:29
- ↑ "آداب التلاوة"، al-maktaba.org، 2020-05-11، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.