محتويات
مفهوم السحور
قبل الحديث عن حكم تأخير السحور، لا بُدّ من بيان مفهوم السحور، فالسحور: هو ما يؤكل ويشرب في السحر، والسحر: الوقت الذي يكون في آخر الليل قبيل الفجر،[١] والسحور بالفتح: هو أكل السحور، والسحور بالضم: فعل السحور،[٢] لذلك فقد قال ابن الأثير رحمه الله: " هُوَ بِالْفَتْحِ اسْمُ مَا يُتَسَحَّرُ بِهِ وَقْتَ السَّحَرِ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ، وَبِالضَّمِّ الْمَصْدَرُ وَالْفِعْل نَفْسُهُ، أَكْثَرُ مَا رُوِيَ بِالْفَتْحِ"، وقد قيل أنّ الصواب يكون بالضم؛ وذلك لأنه بالفتح يُقصد الطعام والبركة، والثواب والأجر يكون في الفعل وليس في الطعام والبركة، وقد أمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالتسحر، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً"، ففي هذا الحديث دليل على أهمية السحور للصائم.[٣]
حكم تأخير السحور
قد يتسائل البعض عن حكم تأخير السحور، وقد اتفق الفقهاء على أنّه يستحب تأخير السحور إلى قرب طلوع الفجر، ما لم يخش من طلوع الفجر، فإنّ خشى طلوعه فعليه المبادرة إلى التسحر، وقد استدل الفقهاء على ذلك بالحديث المروي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، حيث قال: "أنَّهُمْ تَسَحَّرُوا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قَامُوا إلى الصَّلَاةِ، قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ أوْ سِتِّينَ، يَعْنِي آيَةً"،[٤] وعن سهل بن سعد رضي الله عنه، حيث قال: "كُنْتُ أتَسَحَّرُ في أهْلِي، ثُمَّ يَكونُ سُرْعَةٌ بي، أنْ أُدْرِكَ صَلَاةَ الفَجْرِ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، ففي الحديثين السابقين دليل على أنّه كان من هدي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- تأخير السحور إلى قبيل صلاة الفجر بقليل.[٥]
حكم تأخير السحور إلى وقت الشك
بعد الحديث عن حكم تأخير السحور، من الجدير الحديث عن حكم تأخير السحور إلى وقت الشك، والمقصود بوقت الشك: أيّ الشك في طلوع الفجر، فقد اختلف الفقهاء في حكم تأخير السحور إلى وقت الشك كما يأتي:
الجواز
فقد ذهب الشافعية والحنابلة ومحمد بن الحسن من الحنفية إلى جواز ذلك، والدليل على ذلك أنّ الأصل بقاء الليل، وقال الآجري رحمه الله: "لَوْ قَال لِعَالِمَيْنِ: ارْقُبَا الْفَجْرَ، فَقَال أَحَدُهُمَا: طَلَعَ، وَقَال الآْخَرُ: لَمْ يَطْلُعْ، أَكَل حَتَّى يَتَّفِقَا عَلَى أَنَّهُ طَلَعَ"، وقد ذهب إلى هذا القول عددٌ من الصحابة.[٦]
الكراهة
وقد ذهب الحنفية إلى كراهة تأخير السحور إلى وقت الشك، والدليل على ذلك الحديث المروي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْل الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُل مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ"، ففي الحديث السابق يحث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على الابتعاد عن الأمور التي فيها شك.[٧]
الحرمة
أما أكثر المالكية على حرمة تأخير السحور إلى وقت الشك، وعليه القضاء، إلاّ إذا تبين من تسحر في وقت الشك أنّه تسحر قبل الفجر، والقضاء يكون في صوم الفرض، أما صوم التطوع فلا خلاف بأنّه ليس عليه القضاء، وعند المالكية على من يُفطر عمدًا في نهار شهر رمضان الكفّارة، لكن لا كفّارة على من أكل في وقت الشك.[٧]
المراجع
- ↑ "السحور"، www.almaany.com، 12-3-2020، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "سحور?سحور"، al-maktaba.org، 12-3-3020، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "سحور"، al-maktaba.org، 12-3-2020، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "وقت السحور واستحباب تأخيره"، al-maktaba.org، 12-3-2020، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "تأخير السحور"، al-maktaba.org، 12-3-2020، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "تأخر السحور إلى وقت الشك"، al-maktaba.org، 12-3-2020، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "تأخر السحور إلى وقت الشك"، al-maktaba.org، 12-3-2020، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.