حكم تشبّه النساء بالرجال

كتابة:
حكم تشبّه النساء بالرجال

مفهوم التشبّه

يقصد بالتشبّه؛ التقليد والتمثّل والاقتداء في الهيئة والأفعال والأقوال، وقد نهت الشريعة الإسلامية عن أنواع التشبّه، كالتشبّه بأهل الكفر الذي قد يوقع المسلم بالافتتان بهم، ويأتي على رأس ما نُهي المسلم عنه في هذا الباب؛ تشبه الرجل بالمرأة، وتشبه المرأة بالرجل، ومعلوم ما لخصوصية صفات وسمات كل جنس منهما، ولذلك كان التشبه بالجنس الآخر خروج عن الفطرة السليمة التي فطر الله الإنسان عليها، وهو شذوذ وانحراف زاد انتشاره بين الناس، وكثر في بعض المجتمعات حتى صار بين عدد منهم عاديّ وطبيعي، وباتت مظاهره فيهم أكثر من أن تعدّ حتى تعدّى الأمر قضية الهيئة الخارجية إلى رغبة البعض دون سبب ومرض خَلقي بتغيير جنسه، ويأتي تاليًا إيضاح حكم تشبه النساء بالرجال مع ذكر بعض مظاهره.[١]

حكم تشبّه النساء بالرجال

أمّا عن حكم تشبه النساء بالرجل، فهو حرام منكر سواء كان التشبّه في الهيئة، أو في طريقة الكلام والأفعال لما ورد في السيرة النبوية من: "أنَّ رَسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لعَنَ الواصِلَةَ والمَوصولَةَ، والمُتشَبِّهينَ مِن الرِّجالِ بالنِّساءِ، والمُتشَبِّهاتِ مِن النِّساءِ بالرِّجالِ"،[٢] وفي صيغة الحديث بيان على عظم هذا الفعل وشناعته التي تصل به حد الكبائر،[٣] ومما يتعلق بتفاصيل حكم تشبه النساء بالرجال ضرورة الابتعاد عن الزواج بالمرأة التي تتشبه بالرجل في ملبسها وخروجها؛ لأنها استحقت اللعنة؛ مما يخرجها عن الصفات التي يجدر بالرجل تحرّيها في المرأة قبل اختيارها زوجةً، فقد حثّ دين الإسلام على ضروري اختيار الصالحات من المؤمنات أمّا إذا سمعت نصيحة الرجل وعادت إلى صوابها ودينها، وتركت كل فعل أو قول مما يختص به الرجال فذلك خير لها، وإذا شعر الرجل من زوجته رغبةً في فعل أفعال الرجال أو ارتداء ما يختص من أنواع ملابسهم؛ فإنّ عليه أن يمنعها بالنّصح والترغيب والترهيب تطبيقًا لقوله -تعالى- في سورة التحريم: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}،[٤] وليس له أن يتركها على ما هي عليه حرصًا على أخلاقها وأخلاق بناته اللائي يتأثرن بأفعال وأقوال أمهم بلا شكّ.[٥]

مظاهر تشبّه النساء بالرجال

وبعد معرفة حكم تشبه النساء بالرجال لا بدّ من ذكر بعض مظاهر هذا التشبّه التي ركّز عليه الفقهاء ونبهوا من وقوع المرأة فيه؛ حيث إنّ التّشبه قد يحدث ولو بغير علم أو قصد من المرأة، ولذلك كان على المرأة أن تكون على دراية بهذه المظاهر ومنها:

  • اللباس: ينتشر بين كثير من النساء رغبتهم باقتناء بعض أنواع اللباس التي تختص بالرجل أو تلك التي حيكت من أقمشة عرفت باختصاصها لملابس الرجل، وهذا يدخل في باب التشبّه، وفيه يقع حكم تشبه النساء بالرجال، أمّا إذا كان اللباس من المشترك الذي يلبسه كلا الجنسين؛ فلا بأس فيه ما دام يستر العورة، ومعلوم ما يجب الحذر فيه كلبس البنطال للنساء، وغيره مما يجب أن يحقق شروطًا لا يجب أغفالها.
  • قَصّة الشّعر: وهي من الأمور التي تحدّث عنها الفقهاء في باب حكم تشبه النساء بالرجال، فمنهم من كره قصّ المرأة شعرها وتقصيره إلى ما يشبه طريقة الرجل ومنهم من أجازوه بشرط ألّا تكون تصفيفة الشعر مما يختص بشكل واضح في الرجال، أو بما يشبه تصفيفات شعر بعض النساء الماجنات.
  • المجوهرات والحلي: وهو يدخل أيضا في باب حكم تشبه النساء بالرجال، فلا يجوز للمرأة لبس خواتم الفضة التي عرفت للرجال، وليس لها أيضا أن تلبس أنواع وأشكال الساعات التي يضعها عادةً الرجال في أيدهم.
  • الأفعال وطريقة الكلام: وهذا يكثر في بعض المجتمعات، وعلى المرأة أن تحرص ألّا تتشبه بالرجل؛ لا في طرق مشيه ولا في جلوسه ولا في طريقة كلامه، وحدود الكلام للمرأة معروفة من الموازنة والتصرف الطبيعي، فلا تخضع بالقول، ولا تنبر بصوتها كما يتكلم الرجال.
  • تمثيل دور الرجل: وهو ما تحدّث به بعض الفقهاء، ويرونه غير جائز، فليس للمرأة أن تتقمص دور رجل وتلعبه في مسرح أو غيره؛ ولو كان التمثيل أمام النساء لما قد يؤثر ذلك في شخصيتها والله أعلم.

المراجع

  1. "التشبه بالجنس الآخر...أسبابه...ومخاطره"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2020. بتصرّف.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3059، حديث صحيح.
  3. "لا يجوز للمرأة التشبه بالرجال"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2020. بتصرّف.
  4. سورة التحريم، آية: 6.
  5. "الزواج من امرأة تتشبه بالرجال"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2020. بتصرّف.
3568 مشاهدة
للأعلى للسفل
×