محتويات
زينة المرأة في الإسلام
كانت المرأة في الجاهليّة تواجه ظلمًا في شتّى المجالات، وكان يُنظرُ إليها نظرة شؤم وامتهان، فلمّا جاء الإسلام نظر إليها نظرة تكريم، ودعا الشرع الحنيف الأزواج إلى تقدير دورها في الأسرة والمجتمع، وجعل الإحسانَ إليهنّ عبادةً يتقرّب بها الزوج إلى الله تعالى؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي) [١]، وفي المقابل دعا الإسلام الزوجة إلى إظهار احترامها لزوجها، ومن مظاهر ذلك أنّ الزوجة تتزّين لزوجها، وتظهر له كلّ جميل، ويشتمّ منها أحسن ريح وطيب، وفي سبيل الحفاظ على حشمتها وحمايتها من مظانّ التّعرض للفتن دعاها الإسلام إلى إخفاء زينتها عن غير زوجها ومحارمها، ونهاها عن فعل ما يلفت الانتباه ويجذب الأنظار إذا خرجت من بيتها إلى السّوق أو العمل، وهذا المقال يناقش حكم تعطر المرأة ورأي أهل العلم فيه، وهل هو من الزينة التي يباح للمرأة الخروج بها أم لا.
حكم تعطر المرأة
لا خلافَ بين الفقهاء على جواز تعطّر المرأة بين نساء مثلها أو أمام محارمها، ويستحبّ لها أن تتعطّر لزوجها، ولكنّ النّهيَ ورد صريحًا عن تعطّر المرأة بأحاديث نبوية متعدّدة، وقد تناول العلماء تلك الأحاديث بالبيان والتّفصيل:
- جاء في الحديث الذي صحّحه الألباني أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(المرأةُ إذا استعطرتْ فمرّتْ بالمجلسِ، فهي كذا وكذا، يعني: زانيةٌ)، وفي حديث آخر يقول -عليه الصلاة والسلام-: (أيُّما امرأةٍ استَعْطَرت فمرَّت على قومٍ لِيجِدوا ريحَها فهي زانيةٌ وكلُّ عينٍ زانيةٌ) [٢]، وقد استخلص أهل العلم حرمة خروج المرأة وهي متعطّرة بريحٍ يشتمّه النّاس منها، وممّا يؤكّد هذه الحرمة أنّ النّهي شمل اللواتي يقصدن المساجد للصلاة إذا كانت متعطّرة، فكان النهي من باب أولى عند خروجها إلى الأسواق والعمل وغير ذلك، ولذا كان جديرًا بالمرأة المسلمة أنْ تكون وقّافة عند حدود الله، وتمتثل لأوامره -سبحانه-. [٣]
- كثير من أهل العلم فسّر الوعيد الوارد بالحديث والمشتمل على وصف المرأة بأنها زانية أنّ ذلك مقترنٌ بمَن تفعل ذلك بِقصد لفت الأنظار إليها، وإيقاع الناس الذين تمرّ عليهم في الفتنة، فهي حينئذ أصابت كبيرة من الكبائر، وأنّ الزنا المقصود في الحديث ليس الزنا الذي وَجَب إقامة الحدّ عليها بسبب التّعطر، ولكنّ المقصود هو ما تسببت به من زنا العين بنظر الرجال إليها، فقد هَيّجت شهوة الرجال وحَمَلَتْهم على النظر إليها، ودعتهم بشكل غير مباشر إلى الوقوع في الزّنا. [٤][٥]
- قال أهل العلم إنّ المرأة أو الفتاة المسلمة إذا غلب على ظنّها أنّها ستتعرّض بخروجها للرّجال فلا يحلّ لها أنْ تتعطّر بعطر تظهرُ ريحه لهم، حتى لو لم يكن في نيّتها جذب أنظارهم أو لفت انتباههم؛ وذلك لأنّ فعلها هذا فتنة بحدِّ ذاته؛ فلا تشفع لها نيّتها الحسنة. [٤]
حالات يباح للمرأة فيها الخروج متعطرة
معلومٌ أنّ الإسلام يقيمُ شرائعه وأحكامه بعللٍ ظاهرة في كثير من حالاتها، أو بما استنبطه أهل العلم من قرائنَ وشواهد، وبناء على هذا الفَهم كان الحكم الشرعي يدور مع العلة حيث دارتْ، فإذا انتفت العلة ارتفعَ الحكم، ومن هنا كان لأهل العلم نظرة في حكم تعطر المرأة وخروجها من المنزل، حيث إنّهم:
- ذهبوا في حكم تعطر المرأة إلى جواز تعطُّرها وخروجها من بيتها في حالات مشروطة، كأنْ تكونَ في مَأمَن من المرور برجالٍ، مثل أنْ تخرج إلى بيت أهلها برفقة زوجها في سيارته، أو أنْ تذهب في رحلة مع عائلتها في مكان خالٍ من الرّجال ومجامعهم؛ لأنّ علّة التّحريم منعدمة، وهي إحداث الفتنة وإثارة الشّهوات، ويُقاس على ذلك ما هو في حكمه دون توّسع أو تمادٍ في الرّخص الشرعية. [٤][٦]
- أفتوا -أيضاً- بجواز تعطّر المرأة بعطرٍ خفيّ، بمعنى لا تنبعث منه رائحة تثير مكامن الشّهوة، كمزيل العرق، أو أي مواد عطرية غير نفّاثة، تضعها المرأة بقصد إزالة الرائحة الكريهة.[٧][٨]
فيديو عن حكم تعطر المرأة
يُنصح بمشاهدة الفيديو الآتي والذي يوضح فيه فضيلة الدكتور بلال إبداح حكم تعطر المرأة. [٩]
المراجع
- ↑ أخرجه ابن حبان في صحيحه
- ↑ رواه ابن حبان في صحيحه
- ↑ الأدلة على حرمة تعطر المرأة عند الخروج من المنزل, ، "www.fatwa.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-07-2018، بتصرّف
- ^ أ ب ت هل لها أن تتعطر إذا خرجت مع زوجها ؟, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-07-2018، بتصرّف
- ↑ حكم استخدام النساء للعطور التي تصل رائحتها للرجال, ، "www.ar.islamway.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-07-2018، بتصرّف
- ↑ تعطر المرأة وتزيينها وخروجها من بيتها إلي مدرستها, ، "www.ar.islamway.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-07-2018، بتصرّف
- ↑ حكم تطيب المرأة لإزالة رائحة العرق, ، "www.fatwa.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-07-2018، بتصرّف
- ↑ حكم خروج المرأة بعطر لا رائحة له, ، "www.fatwa.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-07-2018، بتصرّف
- ↑ "حكم تعطر المرأة"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019.