قراءة الكف
تُعتبر قراءة الكف من إحدى الطرق المنتشرة في العالم للتنبؤ بالمستقبل وهي إحدى أقدم الطرق التي كانت منتشرةً في ثقافات الشعوب القديمة، والتي تفترض أن قارئ الكف يستطيع الوصول إلى معلومات عن مستقبل الشخص وصفاته وطباعه، وذلك من خلال تتبع خطوط وتعرجات كف اليد بناءً على تقسيم اليد إلى مناطق يعتقد القارئ أنّها خطوطٌ تدلّ على صفات معينة، وتُعتبر قراءة الكف من الأمور الزائفة بالمنظور العلميّ وأنّه لا وجود لأبحاثٍ تؤكدّ صحة ما يزعمه قارئ الكف، وسيتم التعرف في هذا المقال عن وجهة نظر الإسلام في هذا الأمر وحكم تعلم قراءة الكف.[١]
حكم تعلم قراءة الكف
تعتبر قراءة الكف في وجهة نظر الإسلام نوعًا من التنجيم لهذا كان تعلم قراءة الكف من الأمور المحرمة شرعًا، وقد جاء ذكر تحريمها في أكثر من موضع في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- والقرآن الكريم، فمنها ما كان تحذيرًا من سؤال المنجم عن أي شيء لمعرفة ما سيحصل وهو ما قاله -عليه الصلاة السلام- في نصّ الحديث الشريف: "مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً"[٢]، وينطبق هذا الحديث على من أتى العراف أو قارئ الكف أو المنجم بأيّ وسيلةٍ كانت ولكنّه لم يصدقه فلن تُقبل صلاته أربعين يومًا.[٣] وأمّا من أتى قارئ الكف أو العراف وسأله وصدّقه فقد اعتبره الإسلام كافرًا، وذلك لما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد قال:" مَن أتَى كاهنًا فصدَّقه بما يقولُ : فقد كفر بما نُزِّلَ على محمدٍ صلَّى اللّهُ عليهِ وسلَّمَ"[٤]، لأنّ من صدّق المنجم والعراف فقد أشرك بالله -جلّ وعلا- الذي قال في كتابه الكريم بأنّه وحده من يعلم الغيب وما سيكون في المستقبل وذلك في قوله -تعالى-: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}[٥]، وبهذا يكون حكم تعلم قراءة الكفّ أمرًا منكرًا ومحرّمًا، وعلى المسلمين الحذر من إتيان أيّ وسيلةٍ من وسائل التنجيم حتى لو على سبيل المزاح.[٣]
عقوبة قارئ الكف
إذا كان من يسأل عرافًا أو كاهنًا أو حتى قارئ كفًّ ولم يصدقه لا تُقبل صلاته أربعين يومًا، ومن صدّقه كان مشركًا بالله وكافرًا، فما عقوبة من ينجم ويقرأ الكفّ ويدّعي معرفته الغيب كالساحر والكاهن والعرّاف، وفي بيان هذا الأمر يرى الإمام أبو حنيفة أنّ العرّاف أو الساحر هو مشركٌ بالله وكافرٌ ومرتدٌّ عن دين الله -جلّ وعلا-، وبهذا تكون عقوبته هي القتل، واستدلّ بذلك بما جاء عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه أمر بقتل كلّ ساحرٍ وكاهن فقد قال: "اقتلوا كل ساحِرٍ وفرقُوا بين كلِّ ذي محرمٍ من المجوسِ وانهوهُم عن الزمزمةِ فقتلنا في يومٍ ثلاثةَ سواحرِ"[٦]، أمّا إذا تاب واستغفر وترك ما يقوم به ابتغاء مرضاة الله فإنّ الله يغفر توبة العبد فهو التواب الرحيم بعباده، وقد جاء هذا الوعد في قوله -تعالى-: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[٧]، والله -تعالى- أعلم.[٨]
المراجع
- ↑ "قراءة الكف"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، الصفحة أو الرقم: 2230 ، صحيح.
- ^ أ ب "يكفرون وهم لا يعلمون"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن عثيمين ، في مجموع فتاوى ابن عثيمين ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 184/2، صحيح.
- ↑ سورة النمل، آية: 65.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن عبد الرحمن بن عوف ، الصفحة أو الرقم: 3043 ، صحيح.
- ↑ سورة الزمر، آية: 53.
- ↑ "كتاب: فقه السنة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-06-2019. بتصرّف.