حكم تفضيل الولد على البنت

كتابة:
حكم تفضيل الولد على البنت

حكم تفضيل الولد على البنت

حكم التفضيل بين الأبناء

للأبناء على أبويهم حق من الحقوق المهمّة وهو العدل بينهم وعدم تفضيل بعضه على الآخرين فلا يجوز تفضيل الأبناء الإناث على الأبناء الذكور كما لا يجوز تفضيل الذكور على الإناث بالرعاية أو الأعطيات أو غيرها من الأمور التي يفعلها كل من الأم والأب لأبنائهم، فهذا الفعل يورث المفاسد الكثيرة والانعكاسات السيئة على الأبناء لشعورهم بالتمييز.[١]

ولا يجوز التمييز بين الأبناء ذكوراً أم إناثاً بكافة أشكال التمييز كالجانب المعنوي بالتعبير عن الحب والتقدير والتكريم، أو بالمعاملة وشكلها وأسلوبها، وكذلك الجانب المادي بالأعطيات والنفقات.[٢]

إذ يجب على الأب إذا أعطى أحد الأبناء شيئاً أن يعطي الآخرين؛ لأن إعطاء أحدهم على حساب الآخر يفضي إلى الكراهية والأحقاد بين الأبناء؛ مما يؤثر على علاقتهم وتعاملهم مع بعضهم البعض وبنظرتهم للوالدين والأسرة.[٢]

وعلى الأم والأب أن يكونا على تقوى من الله -تبارك وتعالى- فلا يفضلوا أي ابن على آخر، أو أن يفضلوا الأبناء الذكور على البنات الإناث والعكس، وعليهم أن يدركوا أن الأبناء هم زينة الحياة الدنيا وعليهم أن يحمدوا الله عليهم ويحسنوا تربيتهم، ومن حسن التربية أن لا يشعر الابن أن والديه يظلمونه لمصلحة أخ آخر أو أخت أخرى؛ فالعدل مأمورٍ به الإنسان يؤتى يوم دين مغلولاً يفكه عدله.[١]

أدلة العدل بين الأبناء

هناك العديد من النصوص الشرعية في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تتحدث عن واجب العدل بين الأبناء، فقد ذكر الله -عز وجل- كيف أن المشركين في الجاهلية كانوا يمتعضون إذا أخبر أحدهم أنه سيرزق ببنت، وكيف أن وجهه يسود غضباً؛ فكانوا يفضلون الذكور على الإناث ويعتبرون الإناث مصدراً للعار أو ما شابه ذلك.[١]

يقول الله -تعالى- في محكم كتابه الكريم في سورة النحل في وصف حال هؤلاء المشركين في الجاهلية: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ).[٣]

تذكر الآية الكريمة كيف يتمعّر وجه هؤلاء الجهلة وكأنه قد قيل له أن شيئاً سيئاً سيصيبه، ثم يسكت ويكون قد نوى الشر، وأما المسلم فيعتبر المولود نعمة وفضلاً من الله ويفرح به ويشكر الله -تبارك وتعالى- على هذه النعمة التي وهبه إياها دون تمييز أكانت بنتاً أم ولداً.[٤]

حال السلف في العدل بين أبنائهم

وقد كان السلف الصالح -رحمهم الله- يحرصون على أن يعدلوا بين أولادهم لكي لا يصنعوا بينهم العداوة والبغضاء، ومما يدل على هذا الحرص عند السلف في العدل بين الأبناء أنهم كانوا لا يميزون حتى في القبلة فإذا قبّل أحدهم ابنه قبّل الآخر، وقد نصح النبي -صلى الله عليه وسلم- صحابي بأنه إذا أراد لأبنائه أن يبروه ويكونوا في بره سواء فعليه أن يعدل بينهم.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت محمد المختار الشنقيطي، فقه الأسرة، صفحة 7. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 271. بتصرّف.
  3. سورة النحل، آية:58
  4. أحمد حطيبة، تفسير، صفحة 6. بتصرّف.
  5. محمد المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 14. بتصرّف.
3572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×