حكم تلقين الميت

كتابة:
حكم تلقين الميت

حكم تلقين الميت

تلقين الميت: فهو أنّ يعمد المسلم لمخاطبة أخيه الميت، وتذكيره بالشهادتين وبعض قواعد العقيدة الإسلامية نحو الجنة حق، والنار حق، والموت حق، والبعث حق، والدعاء له بالمغفرة والرحمة وبالتثبيت حال تعرضه لسؤال الملكين في القبر،[١] وسيتم فيما يأتي بيان حكم تلقين الميت بشيءٍ من التفصيل:

حكم تلقين الميت حال احتضاره وقبل دفنه

أجمع العلماء على استحباب تلقين المحتضر الذي قربت وفاته كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، وذلك حتى تكون الشهادة هي آخر كلامه في الدنيا، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَقِّنوا موتاكم لا إلهَ إلا اللهُ، فإنَّ مَن كان آخرَ كلامِه لا إلهَ إلا اللهُ عند الموتِ دخلَ الجنةَ يومَا الدَّهرِ، وإن أصابَه قبلَ ذلك ما أصابَه).[٢][٣]

وقد ذهب جمهور العلماء على أنّ التلقين المراد به في هذا الحديث هو ما يكون حال الاحتضار، وقد لقّن النبي -صلى الله عليه وسلم- عمه أبا طالب كلمة التوحيد حال احتضاره لكنّه أبى ذلك ولم يستجب له وكان آخر كلامه أنّه سيبقى على دين عبد المطلب.[٤][٣]

حكم تلقين الميت بعد دفنه

يجدر بالذكر أنّ المشروع بعد دفن الميت الوقوف على قبره والدعاء له بالمغفرة والرحمة والثبات عند السؤال، لِما ثبت عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا فرغَ مِن دفنِ الميِّتِ وقفَ علَيهِ، فقالَ: استغفِروا لأخيكُم، وسَلوا لَهُ التَّثبيتَ، فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ)،[٥][٤] أمّا تلقين الميت بعد دفنه فقد تعددت أقوال العلماء في حكم ذلك كما يأتي:[٦][٧]

  • الحنفية والمالكية: قالوا بكراهة تلقين الميت بعد دفنه، ولا يشرع بعد دفنه إلّا الدعاء له بالمغفرة والرحمة والثبات عند السؤال للحديث المشار إليه مسبقاً.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا باستحباب تلقين الميت بعد دفنه، مستدلين بالحديث الضعيف الذي روي عن أبي أمامة وقال فيه: (إذا أنا متُّ فاصنعوا بي كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات أحد من إخوانكم فسوّيتم التراب على قبره؛ فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل: يا فلان بن فلانة، فإنه يسمعه ولا يجيب، ثم يقول: يا فلان بن فلانة، فإنه يستوي قاعداً، ثم يقول: يا فلان بن فلانة، فيقول: أرشدنا يرحمك الله، ولكن لا تشعرون. فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبيّاً وبالقرآن إماماً. فإن منكراً ونكيراً يأخذ كل واحد بيد صاحبه ويقول: انطلق بنا ما يقعدنا عند من لُقِّن حُجَّته؟!) فقال رجل: يا رسول الله، فإن لم يعرف أمه، قال: (ينسبه إلى أمه حواء: يا فلان بن حواء)، فالحديث وإن كان ضعيفاً لكن يُعمَل به لأمرين:[٨]
    • أوّلهما: أنّ الحديث الضعيف يُعمل به في فضائل الأعمال.
    • ثانيهما: أنّ الحديث يتقوّى بشواهد من الأحاديث الصحيحة التي تُثبت سماع الميت في قبره، ومنها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (العَبْدُ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وتُوُلِّيَ وذَهَبَ أصْحَابُهُ حتَّى إنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ)،[٩] وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن أحدٍ يَمُرُّ على قبرِ أخيه المؤمنِ فيُسَلِّمُ عليه إلا عَرَفَه، وردَّ عليه)،[١٠] وممّا لا شكّ فيه أنّ الميت في تلك اللحظات يكون بأمسّ الحاجة لسماع كلمات التلقين والشهادتين.

المراجع

  1. " حكم تلقين الميت"، الإفتاء الأردني، 16/7/2012، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
  2. رواه الالباني ، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5150 ، صحيح.
  3. ^ أ ب "متى يكون تلقين الميت"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
  4. ^ أ ب شحاتة صقر، الرد على اللمع، صفحة 209. بتصرّف.
  5. رواه الالباني، في صحيح أبي داود، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:3221 ، صحيح.
  6. وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وأدلته، صفحة 1565-1566. بتصرّف.
  7. ابن تيمية، مجموع الفتاوى، صفحة 297-298. بتصرّف.
  8. " حكم تلقين الميت"، الإفتاء الأردني، 16/7/2012، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1338 ، صحيح.
  10. رواه الشوكاني، في نيل الاوطار، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:305، صحيح.
5097 مشاهدة
للأعلى للسفل
×