حكم جمع صلاة التراويح مع القيام

كتابة:
حكم جمع صلاة التراويح مع القيام


حكم جمع صلاة التراويح مع القيام

صلاة التراويح

هي سنة مؤكدة فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه)،[١] واتفق الفقهاء أن معنى القيام في الحديث هو صلاة التراويح، وسميت بذلك؛ لأن المصلين يستريحون بعد كل أربع ركعات فيها فيجلسون ويذكرون الله تعالى، أما النداء لصلاة التراويح فذهب الجمهور إلى عدم النداء لها.[٢]


عدد ركعاتها فهو على خلاف بين الفقهاء:[٣]

  • القول الأول: ذهب الجمهور إلى أن عدد ركعاتها عشرون ركعة بدون ثلاث ركعات الوتر، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه جمع الناس على صلاة عشرين ركعة ولم ينكر عليه أحد من الصحابة.[٤]
  • القول الثاني: في رواية عن مالك أنه قال بأن عدد ركعات صلاة التراويح ست وثلاثون ركعة، ودليلهم عمل أهل المدينة حيث أنهم كانوا يصلون ست وثلاثين ركعة.
  • القول الثالث: رواية عن مالك أنه قال أنها إحدى عشرة ركعة.
  • الراجح: أن الأمر على التوسعة دون تحديد لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر ما قد صلى)،[٥] وهذا ما أفتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية.


صلاة القيام

هي سنة مؤكدة لقوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً)،[٦] ولقيام الليل فضل كبير لما في ذلك من مشقة القيام من النوم في الليل[٧] قال تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وطئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً)[٨] وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله عز وجل في تلك الساعة، فافعل).[٩]


وعدد ركعاتها إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشر ركعة ويمكن الزيادة على ذلك، فتُصلّى مثنى مثنى، وللمسلم أن يصلّي أربعاً بسلام واحد، أما أفضل أوقاتها فهو في ثلث الليل الأخير،[١٠] لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه).[١١]


حكم جمع صلاة التراويح مع القيام

بالنسبة للفرق بين صلاة التراويح والقيام ذهب ابن عثيمين إلى أنه لا يوجد فرق بينهما، إلا أن الناس يصلون في العشر من أواخر رمضان في آخر الليل لإحيائه اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فقد كان يحرص على إحياء الليل كله في العشر الأواخر من رمضان، فجعل الناس صلاة التراويح بعد العشاء؛ لأنها صلاة خفيفة ويتركون صلاة القيام لآخر الليل.[١٢]


والنية في صلاة التراويح لا يمكن أن تكون مطلقة، وإنما يجب تحديدها بنية التراويح أو قيام الليل فمما سبق تبيّن أنه لا فرق بين صلاة التراويح وصلاة قيام الليل، فمهما نوى تجزئ، وإن نوى الجمع في الصلاة بين صلاة التراويح وصلاة القيام فهي واحدة ولا فرق بينهما.[١٣]


ويمكن للمسلم في رمضان أن يقسّم صلاة الليل إلى قسمين؛ القسم الأول من الليل يصلّي فيه صلاة خفيفة فتكون تلك صلاة التراويح، والقسم الثاني من الليل يصلّي ويطيل فيه صلاته فيكون هذا صلاة القيام، وقد حث النبي –صلى الله عليه وسلم- على زيادة الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان.[١٤]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:37، صحيح.
  2. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 358. بتصرّف.
  3. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 359-360. بتصرّف.
  4. رواه الزيلعي، في نصب الراية، عن الحسن البصري، الصفحة أو الرقم:126، منقطع.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:990، صحيح.
  6. سورة الإسراء، آية:79
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 167. بتصرّف.
  8. سورة المزمل، آية:6
  9. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن عمرو بن عبسة، الصفحة أو الرقم:3971، إسناده صحيح على شرط البخاري.
  10. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 171. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:1131، صحيح.
  12. ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، صفحة 37. بتصرّف.
  13. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية، صفحة 82. بتصرّف.
  14. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 140. بتصرّف.
4207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×