حكم حضور ومشاهدة ذبح الأضحية

كتابة:
حكم حضور ومشاهدة ذبح الأضحية

حكم حضور ومشاهدة الأضحية

اعتنى الإسلام بأحكام الأضحية عنايةً شديدةً وبأدقّ التفاصيل؛ فهي من شرائع الإسلام العظيمة، وهي من السنن المؤكّدة، والتي ينبغي على من أراد أن يضحّي أن يبحث عن أحسنها وأكملها، فلا يختار المريضة أو العرجاء أو العجفاء أو العوراء، بل استحسن الفقهاء اختيار لونها،[١]ومن تلك الأحكام حكم حضور ومشاهدة الأضحية.

الأفضل أن يحضر صاحب الأضحية ذبحها وأن يذبحها بيده؛ فقد كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يفعل ذلك،[٢]ولهذا قال أهل العلم: يستحب لمن أراد أن يضحّي أن يحضر ذبح أضحيته وأن يذبحها بيده، فإن لم يكن يريد ذبحها بيده ووكّل غيره بذبحها فيستحب حضور ومشاهدة ذبحها،[٣]فلا يجب ذلك، ولكن لا يترك حضور ذبحها إلّا لعذر.[٤]

حكم حضور ومشاهدة ذبح الأضحية إذا ذبحها غيره بدون إذنه

سنذكر حكم حضور ذبح الأضحية إذا تعينت وذبحها شخص آخر بغير إذنٍ من المضحي كما يأتي:

  • القول الأول: يصحّ ذلك، وهو قول جمهور العلماء من الحنفيّة والحنابلة،[٥]والقول الثاني عند الشافعيّة،[٦] فقد ذهبوا إلى أنها تكون أضحيةً صحيحةً وأجزأت عن صاحبها؛ لأنّ صاحبها قد عيّنها سابقاً، فلا تحتاج لنيّة عند ذبحها، فإذا ذبحها غيره أجزأ ذلك.[٧]
  • القول الثاني: لا يصحّ ذلك، وهو أحد القولين عند الشافعيّة -وهو قول الأكثريّة منهم-: فقد ذهبوا إلى أنها لا تصح؛ لأنّها تحتاج للنيّة،[٨]ولأنّ الذبح عبادة فإذا فعلها غير صاحبها بدون إذنه فلا تصح.[٩]

وتتعيّن الأضحية بعدّة أمورٍ منها ما يأتي:

  • أن يقول صاحبها: هي أضحية، أو أن ينوي عند شرائها بأنّها أضحيةٌ -كما نقل ذلك ابن قدامة عن الحنفيّة والمالكيّة-.[١٠]
  • أو أن ينذرها الإنسان بأن يقول: عيّنت هذه الشاة عن نذري، أو لله عليَّ أن أضحّي بهذه الشاة.[١١]

حكم حضور ومشاهدة الأضحية بالتوكيل

التوكيل إذنٌ بالذبح كما ثبت ذلك عنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه: (نحر ثلاثًا وستّين بدنةً بيده، ثمّ وكّل عليًّا -رضي الله عنه- بذبح ما بقي منها)،[١٢]ولأنّ هذا قربة لله -تعالى- فيستحبّ أن لا يفعلها غير صاحبها، وإن فعلها غيره فإنّه يجوز بلا خلافٍ بين أهل العلم أن لا يحضر ولا يشاهد صاحب الأضحية ذبحها، وأن يوكل غيره بذلك.[١٣]

الحكمة من استحباب حضور ومشاهدة ذبح الأضحية

سنذكر حكم استحباب حضور ومشاهدة الأضحية فيما يأتي:

  • إنّ في حضور ومشاهدة ذبح الأضحية إقامةٌ للسنّة، وهي قربةٌ لله -تعالى- فقد فعل ذلك النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كما سبق ذكره؛ ولهذا استحبّ أن يذبحها بيده أو أن يشهد ذبحها إن لم يذبحها بيده.[١٤]
  • إنّ حضور ومشاهدة الذبح بحضور الأهل يرسّخ عندهم عظمة هذه الشعيرة، ولهذا استحبّ العلماء أن يذبح الإنسان أضحيته بداره وأن يشهد ذبحها هو وأهل بيته.[١٥]
  • إنّ حضور صاحب الأضحية ومشاهدته للذبح يجعله يستشعر معنى التقرّب إلى الله -تعالى- بالأضحية، ويستشعر معنى الخضوع لله، وكذلك يحصل معه مقصود هذه العبادة.[١٦]

المراجع

  1. عمر بن الملقن، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، صفحة 182-184. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5564، صحيح.
  3. محيي الدين النووي، روضة الطالبين، صفحة 200. بتصرّف.
  4. عمر بن الملقن، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، صفحة 185. بتصرّف.
  5. ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 391. بتصرّف.
  6. محيي الدين النووي، روضة الطالبين، صفحة 200. بتصرّف.
  7. ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 391. بتصرّف.
  8. محيي الدين النووي، روضة الطالبين، صفحة 200. بتصرّف.
  9. ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 391. بتصرّف.
  10. ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 377. بتصرّف.
  11. محيي الدين النووي، المجموع، صفحة 424. بتصرّف.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.
  13. ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 389. بتصرّف.
  14. ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 389. بتصرّف.
  15. محيي الدين النووي، المجموع، صفحة 425. بتصرّف.
  16. أحمد خليل، شرح زاد المستقنع، صفحة 253. بتصرّف.
3829 مشاهدة
للأعلى للسفل
×