حكم خروج الأرملة من بيتها فترة العدّة

كتابة:
حكم خروج الأرملة من بيتها فترة العدّة

saba

مفهوم العدة

العدّة في الإسلام هي مدة من الزمن تتربص بها المرأة لتعرف إذا ما كان رحمها قد برأ، وللتعبّد، ويكون ذلك في الطلاق وعند موت الزوج، وعدّة المرأة المُطلقة تختلف عن عدّة المرأة الأرملة التي توفي زوجها، فعدّة المطلقة ممن يحضن من النساء ثلاثة حيضات، أمّا عدتها إذا كانت ممن لا يحضن لكبرٍ في سنّها أو صغر فعدتها ثلاثة أشهر،[١] وأمّا عدّة المتوفى عنها زوجها أيّ الأرملة فعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام، وذلك لقوله -تعالى- في سورة البقرة: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً}،[٢] باستثناء من مات زوجها وهي حامل فعدتها حتّى انقضاء حملها، وسيتحدث هذا المقال عن حكم خروج الأرملة من بيتها فترة العدّة.[٣]

الحكمة من العدة

قبل الحديث عن حكم خروج الأرملة من بيتها فترة العدّة، لا بدّ من معرفة الحكمة من تشريع فترة العدة على المرأة، وإنّ الحكمة من ذلك هي الحفاظ على المرأة وحمايتها من أن تلحق بزوجها الأول نسل ليس بنسله، فتتربص بنفسها فترة العدّة؛ حتى تتأكد من براءة رحمها من الحمل من زوجها الأول، فلو كانت حاملًا لظهرت آثار الحمل في هذه الفترة، فلربما تزوجت المرأة بعد طلاقها أو بعد وفاة زوجها مبكرًا دون أن تلتزم بالعدة وحملت من زواجها وادّعت بأنّه من زوجها الأول مُلحقةً به من ليس منه، فجاءت العدّة لمصلحة المرأة والرجل، وخاصّة المرأة التي تتأثر لفراق زوجها، فتكون العدة مدة فاصلة بينها وبين الزواج الآخر، وصيانة لها من أن تتزوج بآخر فتشتبه الأمور في الزواج والحمل، وأيضًا حماية لنسب الزوج الأول.[٤]

وقد زادت مدّة العدة للمتوفى عنها زوجها عن المُطلقة، وذلك لأسباب وهي أنَّ فراق الزوج بوفاته لم يكن بالاختيار، لذلك فهو أمر عظيم وكانت مدة الوفاء له أطول، ولأنّ فترة عدة الأرملة اقترنت بالمدة التي يتحرك فيها الجنين في حال كانت المرأة الأرملة حامل، وبذلك حفظ لنسب الزوج المُتوفى، على عكس الطلاق الذي يعلم فيه المُطلق حال مطلقته من طهر أو غيره، ففيه براءة ظنيّة، وأيضًا تفاوت مدة العدة لما تكون عليه حال المرأة من حزن وألم عظيمين يحتاج لأكثر من ثلاثة شهور ليهدأ، كما أنّ زواج الأرملة بسرعة يسيئ إلى أهل زوجها الأول، فعليها أن تكون وفيّة لزوجها وتمنع أن يخوض أحد بأمرها، والله أعلم.[٥]

حكم خروج الأرملة من بيتها فترة العدّة

في الحديث عن حكم خروج الأرملة من بيتها فترة العدّة، فمن غير الجائز أن تخرج المعتدّة من بيتها في فترة العدّة سواء أكانت أرملةً أو مطلقة، وللعلماء أقوال تؤّكد ذلك ولكن تبُيح خروجها من بيتها لضرورة؛ كقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: "فيجوز للمعتدة عن وفاة الخروج لهذه الحاجات: شراء طعام، أو بيع، أو غزل، ونحو ذلك"، وذلك بشرط ألا تنام ليلها خارج منزلها، كذلك في قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- عن المعتدة لوفاة زوجها: "فإن خرجت لأمر يحتاج إليه ولم تبت إلا في منزلها فلا شيء عليها"، وبناءً على أقوال العلماء فمن كانت معلمةً ولم تستطيع أن تُجاز من عملها وكانت بحاجة راتبها فلا حرج بأن تخرج لعملها في فترة عدتها بقدر حاجتها، والعودة للمبيت في منزلها، والله أعلم.[٦]

فيديو عن حكم خروج الأرملة أثناء العدة

يمكن الاستفادة من مشاهدة الفيديو الآتي الذي يتحدث فيه فضيلة الدكتور بلال إبداح عن حكم خروج الأرملة من بيتها فترة العدّة، ويُفصّل في إمكانية خروجها في حال دعت الضرورة إلى ذلك:

المراجع

  1. "معنى العدة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 34.
  3. "مدة عدة المتوفى عنها زوجها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
  4. "الحكمة من مشروعية العدة"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
  5. "الحكمة من زيادة عدّة المتوفّى عنها زوجها عن عدّة المطلّقة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
  6. "متى تخرج المعتدة من بيتها؟"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
4597 مشاهدة
للأعلى للسفل
×