حكم خروج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها

كتابة:
حكم خروج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها

مفهوم الاستئذان

سعت الشريعة الإسلامية إلى تحقيق أهداف عليا ومصالح كلية، حيث يتم تنظيم حياة الناس وتحقيق الخير والازدهار في هذا العالم، ومن هذه النوايا النبيلة هي الحفاظ على الأعراض وحماية الحقوق، حيث جاء الإسلام بتشريعات وأخلاقيات تحفظ فيها الأعراض، ويتحقّق ذلك من خلال الفضيلة السائدة في المجتمع المسلم، والأخلاق التي تحقق هذا الغرض السامي، ومن ذلك: أدب الإذن، وسنة الرّسول -عليه السّلام- تضمنت ثروة التشريع والتعاليم التي تقرر هذا الأدب وتحث عليه، وتدل على الناس لتأديبه بطريقة مثالية مع تصحيح الأداء، ولفظ الاستئذان مأخوذ من الفعل "استأذن" ومعناه في اللّغة: طلب الإذن، أمّا في الاصطلاح عرفه الجرجاني: "بأنّه إطلاق للتّصرّف بعدما كان ممنوعًا، أو هو طلب إزالة الحجر والسّماح بالتّصرّف"، وعرّفه ابن حجر: " بأنّه طلب الإذن في الحصول على الشّيء أو الإقدام لمحلّ لا يملكه المُستأذن"، ويُجدر بالذّكر أنّ طلب الإذن واجب على كلّ فرد ولا سيما الزّوجة، فما حكم خروج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها.[١]

حكم خروج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها

منع علماء الفقه المرأة من مغادرة منزل زوجها دون إذنه، واستندوا إلى العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحدد ضرورة بقاء المرأة في بيت زوجها، وعلى الرغم من أنّ العلماء قدموا بعض الاستثناءات إلّا أنّ حكم خروج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها لا يجوز، حتى وإن كان هنالك ضرورة، وقد ذهب العلماء إلى أبعد من ذلك بقولهم أنّه لا يجوز للمرأة أن تغادر منزل أسرتها إذا كانت تبيت عندهم لمدّة معيّنة حتى في هذه الحالة يكون حكم خروج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها الحرمة، ومن الأدلّة على ضرورة بقاء الزوجة في بيتها قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}،[٢] ومن الأدلّة من السّنّة النّبويّة أنّ عائشة -رضي الله عنها- في حادثة الإفك لم تخرج إلى بيت أهلها إلّا بعد استئذان زوجها الرّسول -عليه السّلام- ومن الأدلة أيضًا قوله عليه السّلام: "إذا استأذنَكم نساؤكم بالليلِ إلى المسجدِ فأذَنوا لهنَّ"،[٣] ويدلّ هذا الحديث على وجوب طلب إذن المرأة من زوجها قبل خروجها إلى المسجد الذي يُعدّ من أعظم الأماكن وأحبّها إلى الله، فمن باب أولى أن تطلب الإذن عند خروجها لأماكن أخرى.[٤]

ضوابط خروج المرأة من بيتها

من المعلوم أنّ الاختلاط في هذا الزّمن واضح وجليّ، كما أنّه لا يخفى على أحد حكم اختلاط النّساء بالرّجال في ظلّ العمل أو الدّراسة أو السّوق ونحوه، ويُجدر بالذّكر أن الاختلاط أصبح شائعًا أكثر من سابقه بسبب نشر الدّعايات التي تحثّ المرأة على الخروج والتّعامل مع الجنس الآخر، ولكن هذا لا يعني أن تبقى المرأة أسيرة خدرها دون علم أو عمل أو شراء احتياجاتها، ممّا يعني جواز خروج المرأة من بيتها وبإذن زوجها ولكن ضمن الضّوابط الشّرعيّة؛ كالحجاب الصّحيح وعدم التزيّن وعدم الخضوع بالقول مع الجنس الآخر ونحوه، فقد ورد أنّ الصّحابيّات علّمنَ الحديث وشاركنَ بالجهاد وغيرها.[٥]

المراجع

  1. "الاستئذان في السنة النبوية"، www.islamweb.net. بتصرّف.
  2. سورة الأحزاب، آية: 33.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 865، صحيح.
  4. "الحكم الشرعي في خروج المرأة من بيتها بدون إذن زوجها"، www.alukah.net. بتصرّف.
  5. "التعامل المشروع للمرأة"، al-maktaba.org. بتصرّف.
4961 مشاهدة
للأعلى للسفل
×