حكم ذبح الخروف لدفع البلاء

كتابة:
حكم ذبح الخروف لدفع البلاء

حكم ذبح الخروف لدفع البلاء

أجاز العلماء ذبح الخروف لرفع البلاء، وأنه أمرٌ مستحبٌ، واعتبروه وسيلة لشكر الله -تعالى- ومن باب أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، ولكن يجب على المسلم الانتباه، إلى أن ذبح الخروف لدفع البلاء، هل كان نذراً عليه أم لا؛ فإن كان نذراً وجب عليه، ويكون مصرف الصدقة، للجهة التي حددها بنذره، وإذا لم يكن نذراً عليه فالأمر فيه متسع لذلك.[١]

وإذا كان القصد من هذا الذبح، التقرب من الله ودفع البلاء، وأن النفع والضر بيد الله -عز وجل- فهو مشروع، لما في الصدقة من أثر كبير لرفع البلاء، بشرط أن يخلو من أي اعتقاد فاسد، مثل أن دم الخروف يدفع شر الجانَّ المتسبب بالبلاء، لأن هذا يعتبر من الشرك بالله، والأولى له أن يدفع الأموال مباشرة للفقراء، والمحتاجين، كونه أنفع لهم.[٢]

النفع والضر بيد الله -تعالى-

يجب على المؤمن أن يعتقد بأن الذي ينفع ويضر هو الله -عز وجل- ومقادير الخلق والأمر والنهي بيده، فيعرف حقوق الله وأوامره ونواهيه، فلا يسأل ويستعين إلا بالله وحده، ولا يلجأ إلا إليه، ويطلب الرزق والهداية، والمغفرة منه -سبحانه- فيحفظ حقوقه، وأوامره ونواهيه.[٣]

يقول -عليه الصلاة والسلام-: (واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ)،[٤] وقال -سبحانه-: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ).[٥]

أهمية الصدقة في حياة المسلم

الصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله -تعالى- وأحسنها لتفريج هموم المسلمين، وأصحاب الكروبات، وتظهر آثارها في حياة المسلم، والصدقة بركة يتصدق بها المسلم لشكر الله -تعالى- على نعمه، أو بنية دفع الضرر عنه وعن أهل بيته، ومن أهميتها ما يأتي:[٦]

  • تقي الصدقة من عذاب الله بسبب ذنوب العبد وخطاياه، وتطفئ شؤم المعصية، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فاتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ).[٧]
  • تقي مصارع السوء، وتوجب حسن الظن بالله، وتحفظ المال، وتجلب الرزق، وتزكي النفس، وتهون عليه شدائد الدنيا والآخرة.
  • لها تأثير قوي في رفع البلاء عن العبد، ودفعه، ولو كانت من فاجر، أو ظالم، وتفرج الكربات.
  • تؤدي الصدقة إلى انشراح القلب، وسعة الصدر، قال -سبحانه-: (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[٨]
  • يدخل المتصدق من باب الصدقة، فهي وقاية بينه وبين النار، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ومَن كانَ مِن أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّدَقَةِ).[٩]
  • تهدم حصن الشيطان، وترد كيدهم، وتصدهم، لقول الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام-: (ما يُخرِجُ رجلٌ شيئًا منَ الصَّدقةِ حتَّى يفُكَّ عنها لَحيَيْ سَبعينَ شيطانًا).[١٠][١١]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 775. بتصرّف.
  2. "موقف الشرع من الذبح لدفع البلاء"، إسلام ويب، 17/4/2011، اطّلع عليه بتاريخ 6/3/2022. بتصرّف.
  3. أحمد فريد، دروس الشيخ أحمد فريد، صفحة 6. بتصرّف.
  4. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2516، صحيح.
  5. سورة يونس، آية:107
  6. عبد المحسن القاسم، خطوات إلى السعادة، صفحة 72-74. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عدي بن حاتم الطائي، الصفحة أو الرقم:7512، صحيح.
  8. سورة الحشر، آية:9
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ابو هريرة، الصفحة أو الرقم:1897، صحيح.
  10. رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن بريدة، الصفحة أو الرقم:176/4، توقف في صحته.
  11. مجموعة من المؤلفين، ارشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 8. بتصرّف.
6501 مشاهدة
للأعلى للسفل
×