حكم زيارة قبر الرسول

كتابة:
حكم زيارة قبر الرسول

حكم زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-

الأحاديث الواردة في ذلك

وردت الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي تحثُّ على زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد تكلَّم فيها العلماء وقالوا بأنَّ هذه الأحاديث لا يستدلُّ بها ولا يعضُدُ بعضُها بعضًا.[١]

شد الرحال وآراء العلماء

وبالتالي فإنَّ آراء العلماء قد تعددت في مسألة شدُّ الرحال إلى غير هذه المساجد؛ فقد قال بعض أهل العلم: أنه لا يجوز للمسلم بأن يقصد من سفره زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-.[١]

أمَّا إذا قصد بسفره زيارة المسجد النبوي والصلاة فيها وبعدها ذهب وزار النبي -عليه والصلاة والسلام- فإنَّه يجوز له ذلك، وذلك لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأقْصَى).[٢][١]

وقد سُئل أحد العلماء عن ذلك فأجاب: أنَّ قبر النَّبِي -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- لَا تشدُّ إليه الرِّحال؛ وَإِنَّمَا تُشد الرّحال إِلَى مَسْجده، فَإِذا وصل الرجل إلى الْمَسْجِد النبوي فَإِنَّه يجوز ويُسن لَهُ زِيَارَة قبر النَّبِي -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم-، وَأمَّا النِّسَاء فيُسن لَهُنَّ زِيَارَة قبر النَّبِي -صلى الله عَلَيْهِ- وَسلم وَالله الْمُوفق.[٣]

وبعض العلماء قال بجواز شدُّ الرحال إلى غير مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ كزيارة قبور الصالحين وغيرهم، وأجابوا عن الحديث بأن المراد في أنَّ الأفضليَّة والأجر التام إنما هي في شد الرحال إلى هذه المساجد بخلاف غيرها فإنه جائز، كما أنَّه يجوز الذهاب لغير هذه الأماكن لطلب العلم ونحوها.[٤]

"من حج فزار قبري"

وأمَّا عن الحديث الذي يرويه الإمام الدارقُطني: (مَن حجَّ فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي)، فإن علماء الحديث قد تكلموا في الحديث كالطبراني وابن تيمية والألباني وغيرهم الكثير وقالوا إن من رواة هذا الحديث من هو متروك وكاذب، وقالوا أيضًا إنَّه لم يرد في كُتب الصحاح أو السُنن ما يثبت جواز شدِّ الرحال لزيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٥]

حكم رفع الصوت عند قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-

قال العلماء في مسألة رفع الصوت في حضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعد وفاته عند قبره، فإنه وكما يُكره رفع الصوت في حضرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنَّه يُكره كذلك في حال مماته وهو من الأمور المنهي عنها ولا تجوز، وذلك عملًا بقول -الله تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ).[٦][٧]

حكم استقبال قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الدُّعاء

لم يرد عن أحدٍ من الصحابة أو التابعين أو حتَّى تابعين التابعين أنَّ أحدًا كان يستقبل قبر النبي -عليه الصلاة والسلام- عند الدعاء، بل قال بعض العلماء أنَّ هذا من الأمور المُحدثة، إلا إن كان قاصداً المولى في دعائه وابتهل وأشفق في ذلك الموضع.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ابن جبرين، دروس للشيخ ابن جبرين، صفحة 26. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1397 ، صحيح.
  3. ابن باز، مجموع فتاوى ابن باز، صفحة 336-337. بتصرّف.
  4. الشيخ عَلَوي بن عبد القادر السَّقَّاف (17/3/2021)، "مَسألةُ السَّفَرِ لزِيارةِ قَبرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2022. بتصرّف.
  5. الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك (15/2/2015)، "زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/3/2022. بتصرّف.
  6. سورة الحجرات، آية:2
  7. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8382. بتصرّف.
  8. محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 3994. بتصرّف.
5099 مشاهدة
للأعلى للسفل
×