حكم شراء الأضحية من زكاة المال

كتابة:
حكم شراء الأضحية من زكاة المال


حكم شراء الأضحية من زكاة المال

قال -تعالى-: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيم)،[١] فقد بيّنت هذه الآية الكريمة مصارف الزكاة الثمانية التي لا تصح زكاة الأموال إلا للأصناف المذكورة بها.[٢]

وهذا يعني أنه لا يصح شراء الأضحية من زكاة المال؛ وذلك لأن المال ليس مُلكاً للمُزكي حتى ينفقه في شراء أضحية أو في أي عمل آخر حتى لو كان هذا العمل مشروعاً في أصله، وقربة لله -تعالى-.[٢]


حكم شراء الأضحية من مال الصدقة

حكم شراء الأضحية من مال الصدقة، فيجوز إلا إن كانت هذه الصدقة واجبة على هذا الشخص؛ ومن الصدقات الواجبة النذر، فإن كانت واجبة من النذر فلا يجوز شراء الأضحية بها.[٣]


حكم شراء الأضحية من الدين

إن كان الشخص لا يملك ثمن الأضحية، وأراد أن يُضحي بأن يستدين مالاً فإن العلماء من حكم الدين حتى يضحي على قولين، فمن قال بوجوب الأضحية يرون أنها واجبة على الشخص الذي يستطيعها، إذاً فعلى القولين ليس واجباً على الشخص غير الغني الاستدانة ليُضحي باتفاق العلماء، وإن كان الشخص يستطيع وفاء دينه فاستدان للأضحية فلا بأس بذلك.[٤]


حكم شراء الأضحية قبل العيد

ثبت عن الصحابة -رضوان الله عليهم- أنهم كانوا يُسمّنون الأضاحي في المدينة، أي إنهم كانوا يُعدونها قبل يوم العيد بمُدة حتى تسمن ويهتمون بها، وفي هذا دليل على أنه لا حرج في شراء الأضحية قبل يوم النحر بأسبوعين أو أكثر، ولم يقل أحدا من أهل العلم في تحديد مدة زمنية لشراء الأضحية قبل يوم العيد.[٥]


الحكمة من مشروعية الأضحية

فقد جُعلت الأضحية من شعائر الدين الإسلامي؛ وذلك إحياءً لسنة سيدنا إبراهيم الخليل -عليه السلام- فقد أمره الله -عز وجل- بأن يذبح ولده إسماعيل -عليه السلام- ولما انتقل لأمر الله وانقاد وصبر بلا اعتراض، ففداه الله بذبح عظيم.[٦]

وذلك لتكون هذه الأضحية لشكر الله -تعالى- على نعمه العظيمة على عباده، وإحدى هذه النعم هي نعمة الحياة التي وهبها الله للإنسان،[٦] فقد قال -تعالى-في سورة الصافات: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).[٧]


واقتداءً بهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد ثبت في صحيح البخاري: (ضَحَّى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا).[٨]

ومعنى هذا الحديث أن الكبش هو الذكر من الضأن، والأملح هو الكبش الذي يكون لونه من البياض الخالص، وقيل هو الذي فيه بياض وسواد وقيل هو الذي فيه بياض وحمرة، والأقرن هو الذي له قرن، ووضع رجله؛ لتثبيتها وتمكينها حتى يستطيع -صلى الله عليه وسلم- ذبحها وألا تضطرب فتمنعه من إكمال الذبح أو تؤذيه.[٩]






المراجع

  1. سورة التوبة، آية:60
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 20651. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 20561. بتصرّف.
  4. محمد صالح المنجد، موقع الاسلام سؤال وجواب، صفحة 4534. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 20624. بتصرّف.
  6. ^ أ ب عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 118. بتصرّف.
  7. سورة الصافات، آية:117
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5565، صحيح.
  9. عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الامام مسلم، صفحة 478. بتصرّف.
4729 مشاهدة
للأعلى للسفل
×