حكم شكر النعم في الإسلام

كتابة:
حكم شكر النعم في الإسلام


حكم شكر النعم وكيفيته

إنّ شكر النعم في الإسلام واجبٌ شرعاً،[١]ويكون بتحقق ثلاثة أمورٍ نذكرها فيما يأتي:[٢]

  • أولاً: بالاعتقاد

وهو الإيمان أن مصدرالنّعم الظاهرةً والباطنة هو الله -عز وجل-، فهو صاحب الفضل والمنّة والكرم على الإنسان أن آتاه من النعم ما لا يعد أو يحصى، قال تعالى في كتابه الكريم: (وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)،[٣]وقال في موضعٍ آخر: (وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّهِ لا تُحصوها).[٤]

  • ثانياً: بالفعل

ويكون بانصياع المسلم لأوامر الله -عز وجل- وترك معاصيه ونواهيه، فكيف يعصي المسلم ربه الّذي غمره بالنّعم والعطايا، قال تعالى في كتابه الكريم: (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).[٥]

  • ثالثاً: بالقول

ويكون بتعبير المسلم عن امتنانه بما آتاه الله -عز وجل- من نِعم، وأنّه -تعالى- هو المسدي بذلك إليه، لقوله تعالى في كتابه الكريم: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[٦]

مظاهر شكر النعم

تتعدّد مظاهر شكر المسلم على النعم، نذكر منها ما يأتي:

  • الإكثار من الحمد والثناء على الله -عز وجل-.[٧]
  • إظهار النعمة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يُحِبّ أن يرى أثرَ نعمتهُ على عبدهِ).[٨]
  • يسوغ للمسلم أن يذبح الذبائح لوجه الله -تعالى- تعبيراً عن شكره على النعم الّتي منَّ الله -تعالى- بها عليه.[٩]
  • يسنّ للمسلم أن يظهر شكره لله -عز وجل- على نعمه عن طريقسجود الشكر، أمّا صفته فلا يلزم له ما يلزم الصلاة؛ إذ لا يشترط له أداءُ تكبيرة الإحرام أو التشهد والتسليم، ويكونُ بأداءِ سجدة واحدة طاهراً كانَ أم مُحدِثاً.[١٠]
  • يشرع للمسلم أن يجتهد في قيام الليل شكراً لله -عز وجل- على نعمه اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ كان يُصَلِّي حتَّى تَرِمَ، أوْ تَنْتَفِخَ قَدَمَاهُ، فيُقَالُ له، فيَقولُ: (أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا).[١١]
  • من شكر المسلم للنعم أن يفرح بها.[١٢]

أهمية شكر النعم

تتجلّى أهمية شكر النعم في أمورٍ عدّة، نذكر منها ما يأتي:

  • إنّ شكر النعم هو سببٌ في زيادتها، لقوله -تعالى- في كتابه الكريم: (لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم).[١٣]
  • إنّ المسلم قد يمتحن في شكره لله -عز وجل- كما امتحن الله سليمان -عليه السلام-، فجاء على لسانه في الكتاب الحكيم: (قَالَ هَـذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ).[١٤]
  • إنّ عدم الشكر يقابله الكفر، كما جاء في القرآن الكريم، قوله تعالى: (وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)،[١٥]كما ربط الكفر والشكر في موضع آخر، إذ قال تعالى: (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ).[١٦]
  • إنّ الله -تعالى- وعدَ أن يجزي الشاكرين، إذ قال في كتابه الكريم: (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).[١٧]
  • إنّ القرآن الكريم قرن العبادةَ بالشكر، في قوله تعالى: (وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).[١٨]
  • إنّ الشكر من أعمال أهل الجنة، إذ قال -تعالى-: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ).[١٩]


المراجع

  1. الصفي الهندي، نهاية الوصول في دراية الأصول، صفحة 736.
  2. علي بن عمر بادحدح، دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 5. بتصرّف.
  3. سورة النحل، آية:53
  4. سورة النحل، آية:18
  5. سورة سبأ، آية:13
  6. سورة الضحى، آية:11
  7. ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 463.
  8. رواه الترمذي، في سنن الترمذي ، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم:2819، حسن.
  9. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 26.
  10. محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 558. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:6471، صحيح.
  12. عبد الكريم الخضير، التوحيد، صفحة 6.
  13. سورة إبراهيم، آية:7
  14. سورة النمل، آية:40
  15. سورة النمل، آية:40
  16. سورة الزمر، آية:7
  17. سورة آل عمران، آية:145
  18. سورة البقرة، آية:172
  19. سورة فاطر، آية:34
4718 مشاهدة
للأعلى للسفل
×