محتويات
حكم صبغ الشعر بالسواد للرجال
حكم صبغ الشعر بالسواد للرجال عند الفقهاء كما يأتي:
- جمهور الفقهاء من الحنفيّة، والمالكيّة، والحنابلة: قالوا بكراهة صبغ الشعر بالسّواد في غير الجهاد، ولم يحرّموها، وقالوا بجوازها في الحرب؛ ليكون ذلك أهيب في عين العدو، أما إن كان للخداع عند النّكاح أو غيره فهو حرام.[١]
- الشافعية: قالوا بتحريم السّواد للرّجال، استناداً على عدّة أدلّة وردت في السنّة النبويّة،[٢] منها ما يأتي:[٢]
- قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (غَيِّروا الشَّيبَ، ولا تُقَرِّبوه السَّوادَ).[٣]
- حديث جابر بن عبد الله -رضيَ الله عنه- قال: (أُتِيَ بأَبِي قُحَافَةَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: غَيِّرُوا هذا بشيءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ)،[٤] فواضح من الأدلّة أن تغير لون الشعر من الشيّب جائز، ولكن النّهي جاء عن تغييره بالسّواد.
حكم صبغ الشعر بالسواد للنساء
أباح بعض العلماء للمرأة صبغ السّواد دون الرجال؛ متعلّلين بأنّ الزّينة مطلوبة لها، فأُبيح لها لبس الذّهب والحرير، ولم يباح ذلك للرّجل، واستدلّوا أيضاً بحديث أبي قحافة، فكان أمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بصيغة تجنّب الرّجال لهذا الفعل، ولقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (يكونُ قومٌ في آخرِ الزَّمانِ يخضِبون بهذا السَّوادِ كحواصلِ الحمامِ لا يرِيحون رائحةَ الجنَّةِ).[٥][٦]
فقيل إنّ الحديث وارد في الرّجال، إذ ورد في بعض ألفاظه بتخصيص اللّحية، والقول بالتحريم في عموم الصّبغ بالسّواد قوي، والقول بالكراهة أقوى كذلك، وهذا رأي عموم علماء الأمة.[٦] وقد فصّل بعض العلماء في حكم صبغ السّواد للمرأة بضابط الزّوج، فإن فعلته بأمر زوجها وللتزيّن له فهو مشروع؛ لجلب المصلحة وإبعاد المفسدة عنها، وإن فعلته وهي عازبة أو لا زوج لها فهو حرام.[١]
حكمة النهي عن صبغ الشعر بالسواد
فسّر العلماء سبب تحريم أو كراهة صبغ الشعر بالسّواد بعددٍ من الأسباب، نذكر منها ما يأتي:
- نهي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.
- منع الغرور والتّكبر.[٧]
- فيه تغيير لخلق الله -سبحانه وتعالى-.[٨]
- مخالفة حكمة الله -سبحانه- في الخلق، بأن جعل البياض علامة الكبر والشيخوخة.[٨]
- الشّيب نور وبهاء ووقار للإنسان بعد ما كان أسود الشعر في أوّل عمره.[٩]
- الشيب للمؤمن نور يوم القيامة كما جاء في الأحاديث النبوية، وقيل: يكون الشّيب نوراً على الصّراط لأهل الإيمان.[١٠]
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 350-351. بتصرّف.
- ^ أ ب لجنة الإفتاء (16/3/2011)، "حكم الخضاب بالسواد وبيع الصبغة السوداء"، دائرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 23/9/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:13588، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2102، صحيح.
- ↑ رواه الذهبي، في ترتيب الموضوعات، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:235، صحيح.
- ^ أ ب دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 459. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1459. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن عثيمين، فتاوى ورسائل ابن عثيمين، صفحة 121. بتصرّف.
- ↑ ابن جبرين، شرح أخصر المختصرات، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الروقي، كتاب اللباب شرح فصول الآداب، صفحة 105. بتصرّف.