حكم صلاة العيدين في المذاهب الأربعة

كتابة:
حكم صلاة العيدين في المذاهب الأربعة

حكم صلاة العيدين في المذهب الحنفي

سنذكر بيان تفصيلي لما يتعلق بحكم صلاة العيدين في المذهب الحنفي من حيث ذكر الحكم الشرعي التكليفي، ودليله، وعدد التكبيرات الزوائد وهيأتها، ووقت أداء الصلاة فيما يأتي:[١]

  • الحكم التكليفي

واجبة؛ فهي تجب عند الحنفية على كل من تجب عليه صلاة الجمعة، مع التذكير بأن المراد بمصطلح "الواجب" عند الحنفية: "منزلة بين الفرض والسنة".

  • الأدلة على الوجوب

دليلان من القرآن؛ قوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٢] والمراد بالصلاة هنا: صلاة عيد الأضحى، وقوله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)،[٣] والمراد بالصلاة هنا: صلاة عيد الفطر، ودليل السنة الفعلية: هي مواظبة النبي عليها بدون تركها ولو مرة، ولكونه لا يصلي التطوع عادة في جماعة -ما عدا التراويح في رمضان والكسوف والخسوف-؛ فلو كانت سنة لاستثنيَت كالتراويح.

  • عدد التكبيرات الزوائد وهيئاتها

يكبر في الركعة الأولى ثلاث تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام يرفع يديه فيها، ثم يقرأ الفاتحة وسورة، ثم يكبر راكعاً بدون أن يرفع يديه، فإذا قام إلى بداية الركعة الثانية كبر ولم يرفع يديه وقرأ الفاتحة وسورة، ثم يكبر ثلاث تكبيرات يرفع فيها يديه، ثم يكبر للركوع ولا يرفع فيها يديه.

  • وقت أداء صلاة العيد

يبدأ مِن وقت ارتفاع قرص الشمس في السماء من الأفق بمقدار رمح أو مقدار رمحين، وينتهي إلى ما قبل زوال الشمس، ولو صلاها المصلي قبل وقتها فلا تجوز بل تكون نفلاً مُحرَّماً، ويُستحب عند الحنفية تعجيل الصلاة في عيد الأضحى؛ ليتفرغ المصلي للذبح والأكل، بينما يفضل تأخيرها قليلاً في عيد الفطر.

حكم صلاة العيدين في المذهب المالكي

سنذكر بيان تفصيلي لما يتعلق بحكم صلاة العيدين في المذهب المالكي؛ من حيث ذكر الحكم الشرعي التكليفي، ودليله، وعدد الكبيرات الزوائد، ووقت أداء الصلاة فيما يأتي:[٤]

  • الحكم التكليفي

سنة مؤكدة؛ فهي صلاة غير مفروضة، وقد حافظ النبي والخلفاء والمسلمون في شتى الأمصار والأزمان على أدائها.

  • الأدلة على أنها سنة مؤكدة

هي صلاة تشتمل على الركوع والسجود، ولم يثبت دليل على أنها فرض عين، ولا دليل على أنها فرض على الكفاية -كسائر النوافل-، وليس من سنتها الأذان بأي وجه -كصلاة الاستسقاء مثلاً-، والنبي الكريم صلاها وجمع لها وأمر بها، وحض عليها وخطب فيها.

  • عدد التكبيرات الزوائد وهيئاتها

يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات مع تكبيرة الإحرام، ثم يقرأ الفاتحة وسورة ثم يركع الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية: يكبر ست تكبيرات تكبيرة القيام من السجود، ثم يقرأ الفاتحة وسورة، ثم يركع الركعة الثانية.

  • وقت أداء صلاة العيد

يبدأ وقت صلاة العيدين من زمن شروق الشمس؛ لأن الرسول الكريم ثبت أنه صلاها في ذلك الوقت، ويبدأ تحرك المصلِّي إلى مُصلَّى العيد بحسب قرب منزله وبعده من المُصلَّى.

حكم صلاة العيدين في المذهب الشافعي

سنذكر بيان تفصيلي لما يتعلق بحكم صلاة العيدين في المذهب الشافعي؛ من حيث ذكر الحكم الشرعي التكليفي، ودليله، وعدد الكبيرات الزوائد، ووقت أداء الصلاة فيما يأتي:[٥]

  • الحكم التكليفي

سنة مؤكدة لغير الحاج بمِنى؛ فهي صلاة غير مفروضة حافظ النبي والصحابة عليها.

  • الأدلة على أنها سنة مؤكدة

قصة الأعرابي الذي جاء للنبي وهو يسأله عن الإسلام فقال له: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[٦] ولم يذكر منها صلاة العيدين، ولأنه لا يُسن للمناداة إليها أذان ولا إقامة.

  • عدد التكبيرات الزوائد وهيئاتها

يبدأ المصلي بتكبيرة الإحرام، ثم يقرأ دعاء الافتتاح، ثم يكبر سبع تكبيرات يرفع عند كل منها يده إلى محاذاة كتفيه، كتكبيرة الإحرام، ويفصل بين كل اثنتين بقدر آية معتدلة، ثم يتعوذ ويقرأ الفاتحة ثم يقرأ سورة ثم يركع، فإذا قام إلى بداية الركعة الثانية يكبر خمس تكبيرات -ما عدا تكبيرة الانتقال-، ثم يقرأ الفاتحة وسورة ثم يركع الركعة الثانية.

  • وقت أداء صلاة العيد

يبدأ الوقت من طلوع الشمس، ويستمر إلى وقت زوال الشمس، والوقت المفضل لأدائها هو عند ارتفاع الشمس بمقدار رمح؛ لأنَّ النبي الكريم واظب على أدائها في ذلك الوقت.

حكم صلاة العيدين في المذهب الحنبلي

فيما سيأتي بيان تفصيلي لما يتعلق بحكم صلاة العيدين في المذهب الحنبلي؛ من حيث ذكر الحكم الشرعي التكليفي، ودليله، وعدد التكبيرات الزوائد، ووقت أداء الصلاة:[٧]

  • الحكم التكليفي

فرض كفاية، إذا قام به بعض المسلمين سقط عن الباقين.

  • الأدلة على أنها فرض كفاية

قوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٢] ولأن النبي الكريم والخلفاء من بعده كانوا يداومون عليها، ويستمر وقتها مشروعاً إلى وقت زوال الشمس.

  • عدد التكبيرات الزوائد وهيئاتها

يبدأ المصلي بتكبيرة الإحرام، ثم يقرأ دعاء الافتتاح، ثم يكبر ست تكبيرات يرفع يديه لكل تكبيرة، ثم يتعوذ ويقرأ الفاتحة ثم يقرأ سورة ثم يركع، فإذا قام إلى بداية الركعة الثانية يكبر خمس تكبيرات -ما عدا تكبيرة الانتقال-، ثم يقرأ الفاتحة وسورة ثم يركع الركعة الثانية.

  • وقت أداء صلاة العيد

يبدأ وقت صلاة العيد مع بداية وقت صلاة الضحى؛ لأن النبي الكريم والذين جاؤوا بعده لم يصلوها إلا بعد ارتفاع الشمس.

المراجع

  1. نجاح الحلبي، فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 115. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سورة الكوثر، آية:2
  3. سورة الأعلى، آية:14-15
  4. القاضي عبد الوهاب، المعونة على مذهب عالم المدينة، صفحة 320. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 222. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله ، الصفحة أو الرقم:2678 ، صحيح .
  7. البهوتي، الروض المربع بشرح زاد المستقنع، صفحة 415. بتصرّف.
5730 مشاهدة
للأعلى للسفل
×