حكم صيام أيام التشريق

كتابة:
حكم صيام أيام التشريق

حكم صيام أيام التشريق

في أيام التشريق يستحب للمسلم القيام بالعديد من الأعمال لكي يتقرب من ربه -سبحانه وتعالى-، ولكن هل يعد الصيام أحد هذه الأعمال؟ في هذا المقال سيتم توضيح حكم صيام أيام التشريق، كما سيتم ذكر الأعمال المستحبة في أيام التشريق.

تُعرف أيام التشريق بأنها أيام عيد الأضحى المبارك التي تبدأ بيوم النحر والأيام الثلاثة التي تليه،[١] وهي أيامٌ مباركة وعظيمة، وأيام شكر الله تعالى وذكره، وتُسمى بالأيام المعدودات التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم بقوله: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ).[٢]

وأما حكم الصيام في أيام التشريق فعلى التفصيل الآتي:

حكم صيام أيام التشريق للحاج

يجوز صيام أيام التشريق فقط للحاج المتمتع أو القارن الذي لم يجد الهدي، حيث يصوم أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من الحج، وسبعة إذا عاد إلى أهله، وهي رخصة لمن لم يستطع الصوم في أيام الحج الماضية ولم يقدم الهدي، وما غير ذلك فلا يجوز الصيام أبدًا للحاج لأنها أيام أكلٍ وشرب.[٣]

ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ)،[٤] وقد ذهب جماعةٌ من أهل العلم كالشَّافعي في قوله الجديد وغيره، إلى حُرمة صوم أيام التشريق للحاج مُطلقًا.[٣]

حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج

حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج تطوعًا أيضًا حرام ومنهي عنه ولا يجوز فعله، وصيام أيام التشريق محرم بإجماع المذاهب الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ).[٥][٦]

حكم صيام القضاء في أيام التشريق

أما حكم صيام أيام التشريق عن قضاء رمضان في أيام التشريق فقد أجمع العلماء على عدم جوازه ولا يحل أبدًا، ولهذا فإنّ من صامها جهلًا بحكمها فعليه الاستغفار والتوبة لله -تعالى-، ومن صامها من باب قضاء ما فاته من صيام أيام رمضان، فلا يُجزئ ذلك وعليه القضاء مرة أخرى في أيامٍ أخرى يجوز بها الصيام.[٧]

وكذلك فقد أجمع العلماء على حرمة صيام التطوع أو الكفارات أو النذور في أيام التشريق، ومن كان عليه صيام كفارة لأيام متتابعات فإنه يتوقف في أيام التشريق ويكمل صيامه بعدها.[٨]

الأعمال المستحبة في أيام التشريق

أيام التشريق أيامٌ مباركة، ولها فضلٌ عظيمٌ عند الله تعالى، كما أنّ الأعمال فيها لها أجورٌ مضاعفة وثوابٌ كبير، وفيما يلي بيان للأعمال المستحبة في هذه الأيام:

  • يُستحب الإكثار من العبادات في أيام التشريق، لأنّ الأعمال فيها أفضل من الأعمال في غيرها.
  • يُستحب الإكثار من ذكر الله تعالى والتكبير، خصوصًا بعد الصلوات المفروضة ويُستحب أيضُا التكبير المطلق بقول: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر".[٩]
  • تُقدّم فيها قربة عظيمة لله -تعالى- وهي ذبح الأضحية؛ إذ يُستحبّ ذبح الدواب في هذه الأيام المباركة، وذلك إحياءً لسنة النبي إبراهيم -عليه السلام- وسنة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، وفيها تذكر تمام النعمة من الله تعالى على عباده.[١٠]

ملخص المقال: أيام التشريق من الأيام المباركة لدى المسلمين، ولها فضل عظيم، لذا يحرص المسلمون على اختلاف أماكنهم وبلدانهم على عبادة الله -سبحانه وتعالى- في هذه الأيام المباركة، باستثناء الصيام؛ حيث يحرم صيام هذه الأيام باتفاق المذاهب الأربعة.

المراجع

  1. أحمد حطيبة، كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 12. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية:203
  3. ^ أ ب عبد الله الطيار، كتاب الفقه الميسر، صفحة 24-25. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر وعائشة ، الصفحة أو الرقم:1997 ، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نبيشة الخير الهذلي ، الصفحة أو الرقم:1141، صحيح.
  6. أسامة علي محمد سليمان، التعليق على العدة شرح العمدة، صفحة 14. بتصرّف.
  7. "قضاء الصوم الواجب في أيام التشريق لا يصح"، الإسلام سؤال وجواب ، 31/12/2006، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2022. بتصرّف.
  8. صلاح نجيب الدق (13/7/2015)، "حكم صوم العيدين وأيام التشريق"، موقع الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2022. بتصرّف.
  9. يحيى بن شرف النووي (1994)، كتاب الأذكار للنووي، بيروت-لبنان:دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 202-203. بتصرّف.
  10. صالح الفوزان (19-4-2010)، "في فضل أيام التشريق"، ملتقى الخطباء، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.
3567 مشاهدة
للأعلى للسفل
×