حكم صيام الأطفال في رمضان

كتابة:
حكم صيام الأطفال في رمضان

حكم صيام الأطفال في رمضان

يُستحب تدريب الأطفال على الصيام منذ الصغر، إن كان يستطيع الصيام دون مشقة، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يقومون بتشجيع أطفالهم على الصيام فقد ثبت عن الربيع بنت معوذ أنها قالت: (أَرْسَلَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- غَدَاةَ عَاشُورَاءَ، قالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، ونُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، ونَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ أعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حتَّى يَكونَ عِنْدَ الإفْطَارِ).[١][٢]

ولتعويد الأطفال على الصيام ولو لوقتٍ قصير، يحرص الأهل على إمساك أطفالهم عن الطعام ما بين الظهر والعصر أو العصر والمغرب، حسب قدرة واستطاعة الطفل، كي يعتاد على الصيام ويستشعر لحظات شهر رمضان.[٣]

طرق تشجيع وتحفيز الأطفال على الصيام

هنالك مجموعة من الطرق والوسائل لتعويد الطفل وتدريبه على الصيام، منها ما يأتي:[٤]

  • طريقة التشجيع

من طرق تشجيع الطفل: إيقاظه على السحور، وتحفيزه طيلة اليوم على إتمام الصيام إذا لم يكن هنالك أي مشقة عليه، وشَغْلِ وقته باللعب والأنشطة المفيدة، وبذلك يكون إلهاء للطفل عن التفكير في الطعام والشراب، وقد كانت هذه الطريقة متبعة عند الصحابة فكانوا يجعلون صغارهم يصومون ويصنعون لهم ما يلعبون به من دمى الصوف.

  • إخبار الأطفال عن ثواب الصيام وفضائله

يتم إخبار الأطفال بأنَّ الله -تعالى- خصَّصَّ للصائمين باباً من أبواب الجنة يُدعى باب الريان، وأنَّ في الجنة ما يريد الطفل وما يحب، وأنَّ الصائم يستجيب الله -تعالى- لدعائه، وأنَّ الصوم يجعل قلب الإنسان مليء بالرحمة التي تجعله يشعر بالفقراء والمحتاجين.

  • طريقة الترغيب، عن طريق تحفيز الطفل على الصيام، بإعطائه بعض الهدايا والأمور المحببة لنفسه، ولكن يجب الاعتدال في ذلك من دون أي مبالغة أو إسراف.
  • إجراء مسابقات رمضانية، إجراء مسابقة حفظ سور معينة من القرآن الكريم، بحيث يتسابق الأبناء على حفظها طيلة شهر رمضان المبارك.
  • مشاركة الطفل في تجهيز زينة رمضان، وذلك بجعل الطفل يشارك الوالدين في تزين المنزل استعداداً لشهر الفضيل، فقيام الطفل بذلك يجعله أكثر رغبة في الصيام.
  • التدرج مع الطفل في الصيام، وذلك بتخصيص أوقات معينة لصيامه، إذا كان غير قادر على صيام اليوم بأكمله.

العمر المناسب لصوم الطفل

لا يجب على الطفل الصغير الصيام حتى يصل إلى سن البلوغ، لقوله -صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ القلَم ُعَن ثلاثةٍ عن النَّائمِ حتَّى يَستيقظَ وعنِ الصَّغيرِ حتَّى يكبُرَ وعنِ المَجنونِ حتَّى يعقِلَ أو يفيقَ)،[٥] بينما يُستحب تعويده على الصيام قبل البلوغ، ويعتبر السن المناسب لتعويد الطفل على الصيام هو سن الإطاقة.[٦]


ومن العلماء الذين قالوا بأنَّ السن المناسب لصيام الطفل هو الإطاقة: الشافعي، وقتادة، والزهري، وعطاء، والحسن، ويختلف سنُّ الإطاقة من طفل إلى طفل بحسب بنيته الجسدية، وقد حدد بعض العلماء سن الإطاقة بسنِّ العاشرة، قياساً على الصلاة التي أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بوجوبها على الطفل الذي يبلغ العاشرة من عمره.[٦]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، الصفحة أو الرقم:1960 ، خلاصة حكم المحدث الصحيح.
  2. مصطفى العدوي، كتاب دروس للشيخ مصطفى العدوي، صفحة 33. بتصرّف.
  3. محمد المنجد، كتاب دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 32. بتصرّف.
  4. محمود سعدات، دور الصيام في تنشئة الطفل، صفحة 45-56. بتصرّف.
  5. رواه أبو داود، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4398، صحيح.
  6. ^ أ ب محمود فتوح محمد سعدات، دور الصيام في تنشئة الطفل، صفحة 54-57. بتصرّف.
2809 مشاهدة
للأعلى للسفل
×