حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج

كتابة:
حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج

رحلة الإسراء والمعراج

يأتي الإسراء بمعنى السير ليلًا، أما المعراج فهو من العروج أي الصعود، وهي معجزة حدثت مع الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث صعد به جبريل -عليه السلام- إلى السماء، وحصلت له أمور عدّة في تلك الليلة وهي الليلة التي أُنزل به قوله عز وجل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[١]،[٢] وفي هذا المقال سيتم الحديث عن بعض الأمور المتعلقة بهذه المعجزة ومنها فرض الصلاة بالإضافة إلى حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج.

حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج

ذكرى الإسراء والمعراج من الأيام التي يهتم بها المسلمون اليوم، فقد حصل فيها حدث مهم وعظيم، وكثير من الدول المسلمة تجعل هذه الذكرى يوم عطلة كالأعياد الأخرى، وبعض الناس يقوم بتخصيص عادات معينة لهذا اليوم، وهنا يُطرح سؤال مهم وهو ما حكم هذه العادات وما مدى صحتها وهل فعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة أم لم يفعلوها، ولعلّ من أهم ما يمكن مناقشته هو ما حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج نظرًا لانتشار هذه الأمر عند كثير من الناس، حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج ليس فرضًا حيث لا يوجد في الإسلام فرض للصيام إلا شهر رمضان، إذن هل هو نافلة ومستحب والجواب كلا ما هو بالنافلة لأنه لم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته أنهم كانوا يخصصون هذا اليوم بصيام، ولكن من صام هذا اليوم على نية التقرب إلى الله عز وجل ودون الاعتقاد بوجوب صيامه أو استحبابه فمأجورٌ بإذن الله خصوصًا إذا وافق يومًا مستحب الصيام فيه كصيام يومي الإثنين والخميس، وبذلك يكون حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج ليس واجبًا ولا مستحبًا ولا حرامًا حيث لم يرد بشأنه حديث أو نص مخصوص فيُترك الأمر على الإباحة والله اعلم.[٣]

فرض الصلاة

اختلف العلماء في تحديد التاريخ الصحيح للإسراء والمعراج على أقوالٍ عدّة ربما فاقت العشرة أقوال، ولكن أرجح هذه الأقوال وأصوبها والله اعلم أنها كانت في السنة العاشرة للبعثة قبل الهجرة بسنة ونصف تقريبًا، ومن المؤكد أن الصلوات الخمس قد فُرضت في هذه الليلة، وهنا يُطرح خلاف آخر وهو هل الصلاة كانت مفروضة ابتداءً قبل ذلك وحُددت بخمس صلوات في هذه الليلة أم لا، والذي يظهر من الأحاديث والأدلة أن الصلاة كانت موجودة قبل رحلة الإسراء والمعراج ولكنها لم تكن مفروضة وواجبة ومخصوصة على هذا الشكل، فقد حُدد عددها وأركانها وأوقاتها في هذه الليلة وقام سيدنا جبريل -عليه السلام- بتعليم ذلك كله لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أما ما كان قبل ذلك فهو على سبيل النفل والاستحباب لا على الوجوب قال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}[٤][٥]

المراجع

  1. سورة الإسراء، آية: 1.
  2. "نبذة عن الإسراء والمعراج"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 22-06-2019. بتصرّف.
  3. "حكم صيام يوم الإسراء والمعراج."، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019. بتصرّف.
  4. سورة ق، آية: 39.
  5. "متى فرضت الصلاة ؟ وكيف كان المسلمون يصلون قبل فرض الخمس ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019. بتصرّف.
3324 مشاهدة
للأعلى للسفل
×