محتويات
حكم صيام من أغمي عليه النهار كلّه وأفاق بعد المغرب
كيف قضى العلماء في مسألة صيام المغمى عليه؟
اختلف الفقهاء في حكم صيام من أغمي عليه النهار كلّه وأفاق بعد المغرب وتفصيل ذلك فيما يأتي:
القول الأول
ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن حكم من أغمي عليه النهار كلّه ولم يفق شيئًا منه، وكان ينوي الصيام من الليل فصيامه غير صحيح ويتوجب عليه القضاء، واستدل الجمهور على ذلك بما يأتي:[١]
- الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن ربه سبحانه: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي"،[٢] ووجه الاستدلال هو أن الله تعالى أضاف إمساك الصائم عن طعامه وشرابه إليه، والمغمى عليه لا يضاف الإمساك إليه فلم يجزئه صيامه.
- الصوم هو إمساك عن الطعام وتصاحبه النية، ولمّا كانت النيةُ ركنًا من أركان الصيام، فلا تجزئ وحدها من غير إمساك عن الطعام، وأيضًا فالإمساك وحده لا يجزئ مع أنه ركنٌ أيضًا.
القول الثاني
ذهب الحنفية والثوري والأوزاعي والمزني من الشافعية إلى أن صيام المغمى عليه النهار كله صحيح، واستدلوا على ذلك بأنّ المغمى عليه في رمضان قد حقّق ركني الصيام وهما الإمساك والنية، فيقضي ما بعده لعدم وجود النية، فالنية في الصيام تجب في كل يوم منه، وأيضًا في ذلك قياس على النائم، فلمّا كان صيام النائم صحيح فكذلك المغمى عليه صيامه صحيح.[١]
حكم صيام من أغمي عليه النهار كلّه وأفاق قبل أذان المغرب
هل كانت أقوال المذاهب الإسلامية واحدة في صيام المغمى عليه؟
قال المالكية بأن من أغمي عليه كل النهار وأفاق قبل المغرب فصيامه غير صحيح، وذهب الحنابلة والشافعية إلى أنّه إن أفاق في أيّ جزء من أجزاء النهار فصيامه صحيح، وأمّا الحنفيّة فقد ذهبو إلى تجديد نيّة الصائم إذا أفاق قبل الزوال.[٣]
حكم صيام من أغمي عليه جزءًا من النهار
هل تلزم الكفارة مع القضاء في حق مَن أغمي عليه؟
ذهب جمهور الفقهاء إلى صحة صيام من أغمي عليه جزءًا من النهار وأفاق بعدها واختلفوا في مدة الإغماء فقال المالكية لو أغمي عيه أكثر النهار فإنّ صيامه غير صحيح، أمّا لو كان إغماؤه مدة يسيرة فيصح صيامه.[١]
هل على من أغمي عليه النهار كلّه أن يدفع كفارة مع القضاء؟
وفي حالة إغماء الإنسان في شهر رمضان وبطلان صومه فإنه يترتب عليه قضاء الأيام التي أغمي عليه فيها ولم يذكر العلماء أنّ عليه دفع كفارة.[٤]
هل يمكن قضاء الصيام عن المغمى عليه؟
إذا تمكن المغمى عليه من الإفاقة مدة تسمح له بقضاء ما فاته من صيام، فإن ذلك واجب عليه؛ فالصيام لا يسقط بالإغماء ووجوب أداء الصيام هو ما أوجب عليه القضاء، حيث قال الله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}،[٥] ويجوز لأوليائه أن يقضوا عنه الأيام حتى وإن كان قد أفاق أيّامًا بعدد الأيام التي أغمي فيها، وفي حال استمرار الإغماء حتى الموت، أو في حال أفاق المغمى عليه مدة لا تمكنه من القضاء، بسبب عجزٍ أو غيره، فلا يجب عليه القضاء ولا يجب على ورثته كذلك.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت عواض العمري، أحكام القضاء في الصيام، صفحة 253-257. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1151، حديث صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 28. بتصرّف.
- ↑ ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:184
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 17896. بتصرّف.