محتويات
حكمٌ مستوحاة من ليلة عيد الأضحى
- لو سأل النّاس بعضهم عن أكثر اللحظات فرحًا لقالوا هي لحظات ليلة عيد الأضحى؛ إذ يكون الإنسان مع أحبائه مُفعمًا بالأفراح، ولا يتمنّى أن تنتهي تلك اللحظات التي تغشاها الرحمة.
- النّاس في ليلة عيد الأضحى يُشبهون خلية النحل؛ حيث كل واحد منهم يُسرع إلى قضاء أعماله وكأنّ هذه الليلة هي آخر ليلة على وجه هذه الأرض وكلّ منهم يريد أن يسعى بأقصى ما عنده من الطاقة حتى يتمكن من إنهاء عمله.
- ليلة عيد الأضحى من النعم التي أكرم الله تعالى بها عباده، حيث يأوي الابن إلى حضن والديه، ويُمسك بيديهما التي مرّ الزمن عليها، وترك توقيعه بعد أن عبر، ويدعو ربه أن يديمها صحيحتين دافئتين مدى الحياة.
- ليلة عيد الأضحى بهدوئها ورحماتها وجمعها للناس كافة على طاولة السعادة، تُشبه قلب الأم الرؤوف الذي يجمع الأبناء كلهم على مائدة الفرح، فلا تراهم إلا وتنهمر الدموع من عينيها فرحًا بهذه اللحظات السعيدة.
- مُؤسِف مَن يُمضي لحظات ليلة عيد الأضحى بعيدًا عن أهله وأصدقائه وعائلته، إنّ السعادة لا تكتمل في تلك الليلة إلا حينما تتضافر القلوب بين بعضها، وينسجون معًا قصة الدفء والحب التي لا تنتهي.
- ليلة عيد الأضحى، ليلة الدفء والهناء، ليلة اجتماع العائلة واتفاقها على مضاء أيام العيد معًا، ما أجملها من ليلة!
حكمٌ مستوحاة من صلاة عيد الأضحى
- في صباح العيد لمّا ينطلق المسلم إلى محراب ربه ليشكره على نعمه يكون قد حاز خير الدنيا والآخرة، وفي هذه اللحظات لا يسعه إلا أن يشكر ربه على عطائه.
- صباح العيد الذي ينطلق المسلم فيه إلى الصلاة يُشبه ولادة الإنسان الأولى، حيث انتهى يوم عرفة، وغُفرت معه الذنوب بإذن من الله تبارك وتعالى، وجاء العيد بمثابة الجائزة من الله جلّ في علاه إلى عباده المتقين.
- صلاة العيد هي أوّل مكان يجتمع في صبيحته المتخاصمين والمتحابين في صفٍّ واحد، ويبقى المسلم هو تلك الحمامة البيضاء التي تعمر تلك الأماكن بفضل من الله تعالى وكرم عظيم.
- يقف المسلمون في صلاة العيد، وقد كساهم اللون الأبيض وكل واحد منهم يُحاول أن يفسح مسافة لأخيه علّه يقف فيها، فيبتغي الثواب من ربه تعالى، يشبهون الملائكة في صفائهم وصدقهم، وكأن واحدهم قد غُسلت الذنوب عنه، فصار في طهر أهل السماء.
- صلاة عيد الأضحى عنوان أيام العيد، والمكان الكريم الذي يبتدئ المسلم أيام عيده منه هو المسجد، فيقف في محرابه راجيًا ربه أن يتمّ نعمه عليه كما ابتدأه بقدرة منه سبحانه.
- يتزاحم المُصلّون في صلاة عيد الأضحى، ويرفع كلّ منهم دعواه إلى ربه وتنهمر الدموع، ويخرجون من المسجد أصفياء القلب متحابين كأنما كانت ملائكة السماء تُصافحهم وتهبهم من جمالها.
- صلاة عيد الأضحى هي الفرحة المنتظرة من عام إلى آخر، فيقفُ المسلم في محراب ربه مُستغفرًا عن كلّ الذنوب والخصومات التي كانت في عامه الماضي، مُبتدِئًا حياته من تلك اللحظة راجيًا من ربه الثبات.
حكمٌ مستوحاة من الذبح في عيد الأضحى
- لمّا تُذرف الدماء من الأضحية يكون ذلك الموقف أشبه بذبح الذنوب كلها، فمع قطرة الدم الأولى التي تنزف من الأضحية يغفر الله من ذنوب عبده المضحي ما شاء.
- قد يرى بعض النّاس منظر الدماء في الشوارع مُؤذيًا لأيام العيد، ولكنّ تلك الدماء تُذكر بوفاء سيدنا إبراهيم لربه تعالى حينما عزم على ذبح ابنه وإراقة دمائه مثل تلك النعاج؛ لأنّه وحده قد أمر بذلك.
- دماء الأضاحي هي المياه العطرة التي تغسل ذنب الإنسان، وتُكفر عن معاصيه التي ارتكبها طيلة العام، فأهلًا بعيد تُغفر الذنوب فيه بإراقة الدماء وإشباع الفقراء.
- الأضاحي في هذا الوقت من العام هي الجبران الذي وعد الله به أهل الأرض من فوق السماوات، فيأكل الفقير في هذا الوقت من السنة مثلما يأكل الغني دون زيادة ولا نقصان، فلا يشعر مَن اختصّه الله بضيق في المال بنقصان عن غيره من النّاس.
- تُوزّع اللحوم بعد أن تُذبح الأضاحي في أول يوم من أيام العيد، فلا يُحرم أحدٌ من تلك الأضحية، فيأكل منها الغني القريب، ويأكل منها الفقير البعيد، ويأكل منها صاحب الأضحية، فينعم الجميع برحمة من الله وكرم عظيم.
- اصطفى الله إسماعيل نبيه -عليه الصلاة والسلام- وحفظه لأبيه، وجعل عنه الفداء من الجنة بكبش عظيم كان قد رفعه قابيل قربانًا إلى ربه بنية صادقة، لذلك أن النفوس لا تُعتق، ولا تُفدى إذا لم يكن هناك صدق في النية وصدقها العمل.
حكمٌ مستوحاة من فرحة عيد الأضحى
- إنّ الفرحة في عيد الأضحى تُشبه فرحة الأم التي تُلاقي ابنها بعد بضع سنين مضت، وهما يُعانِيان مرارة الغربة وحزن الفراق وتعب الحياة، ثم يأتي اللقاء لتنجلي معه كل الهموم تلك.
- يستبشر النّاس في أول أيام الأضحى المبارك حتّى إنّهم يتسابقون على تقديم الخيرات، كم يكون ذاك المشهد مثيرًا للأشجان والأفراح في آنٍ معًا، أفراح العائلات التي منّ الله عليها بالاجتماع، والأشجان على عائلات تشرذمت ما بين الدول.
- يتسابق النّاس في أول أيام العيد مثل العصافير التي تتسابق في أيام الربيع معلية صوتها وهي تزقزق سعيدة فرحة بما وهبه الله لها من النعم، إنّ ذلك المشهد ليُسطّر في الذاكرة حتى يصعب محوه مع تعاقب الأيام.
- الأطفال في أيام العيد تُشبه وجوههم الغيوم في فصل الربيع، فهي هادئة سعيدة فرحة تأتي، وتذهب وتلمع الشمس من ورائها وكأنّها ملكت العالم بأسره، إنّ الأطفال في صفائهم لا يُشبهون إلا تلك القطع البيضاء المتناثرة.
- كم يبلغ الجمال ذروته في ليلة العيد لمّا يشتري الأبناء ثيابهم الجديدة، فيضع كل واحد منهم ما اقتناه إلى جانب سريره وهو يحلم طول ليله في صباح الغد، إنّ كل شيء جميل في عالم الطفولة لا يقدر على تنغيصه شيء.
- فرحة العيد هي الهدية التي حباها الله بعاده الصالحين، الذين قضوا عشرًا من ذي الحجة صائمين قائمين، إنني أكاد أجزم أنّ مَن لم يفعل الطاعات في تلك الأيام المباركة لن يشعر بطعم العيد مثل غيره.
حكمٌ مستوحاة من التهنئة في عيد الأضحى
- ينتقي النّاس أجمل العبارات وأحلاها ليتبادلوها في هذه المناسبة، وكل واحد منهم يُنسق عباراته وكأنّها باقة من الزهور لا تُهدى إلا إذا صاح الجمال منها.
- كم هو جَميل أن يصل للإنسان عبارة تهنئة بقدوم العيد عليه سواء كان من أشخاص يعرفهم أم حتى لا يعرفهم، إنّ ذلك يجعل الإنسان قادرًا على متابعة الحياة في هذا العالم الشاحب.
- يسير النّاس في الطرقات بعد صلاة العيد عائدين إلى منازلهم كلّ واحد منهم يُلقي التهنئة على الآخر، سواء أكان عارفًا له أم جاهلًا به، لا يجمعهم سوى لحظات الخير التي حباها الله لهم في هذه الشعيرة العظيمة.
- كل عام وأنتم بخير، أربع كلمات استطاعت أن تُؤلّف القلوب مهما كان الخصام قبلها عظيمًا، أربع كلمات تُقال في مناسبة عظيمة يحسبها تُنهي الخصومات والمشكلات وتُليين القلوب التي لو أنفقت ما في الأرض جميعه لما لانت ولكنّ الله ألّف.
- كم يعلو الجمال في صيحة الله أكبر في صباح يوم العيد، وتتلوها التهنئة التي تليّن النفس، وتؤلفها بين النّاس عامة، فالصغير يُعايد على الكبير، والكبير يحنو على الطفل الصغير، ويتماسك المجتمع بين بعضه بعضًا، وترتفع الأصوات بالحمد والتهليل.
حكمٌ مستوحاة من جمعة العائلة في عيد الأضحى
- كم يحلو العيد باجتماع العائلة بعضها يُساند الآخر، فالأول يُطلق نكتة تُثير ضحك الآخرين، والثاني يقيس ملابسه، والثالث يتذوّق من حلوى العيد، والآخر يحتضن يدي أمه ليُعايدها بهذه الأيام الفضيلة، كم هي عظيمة فرحة الأعياد في اجتماع العائلة!
- لا يًمكن أن يكون العيد ما لم تكن هناك عائلة بعضها يُعين الآخر على الفرح في هذه الأيام، فيتبادلون التهاني بين بعضهم بعضًا ويستشعرون هذه الأجواء السعيدة ويحمدون ربهم على ما وهبهم من النّعم والعطاء.
- العائلة هي الستار الذي يحتمي به الإنسان في ضجيج هذه الحياة؛ لذلك فإنّ فرحة العيد معهم تُساوي كونًا كاملًا من الجمال.
- العائلة هي الفرحة الأولى التي يفتح الإنسان عينيه عليها، وعيد الأضحى من أجمل المناسبات التي يسعد الإنسان حين يقضيها مع عائلته وأهله وأقاربه، فهم بمثابة الرحم الذي يتدفق على الجنين بإكسير الحياة.
- كم يفرح الإنسان بالعيد حينما يقضيه مع عائلته التي وهبته الأمل في هذه الدنيا، نعم تبقى العائلة هي الأبجديّة الأولى التي يُولد منها كلّ إنسان ويشب فيها ويترعرع بين يديها.
- فرحة العيد لا تُضاهى حينما يُعدّ إفطار الصباح ويكون الوالدُ هو سيّد المائدة، وكأنّه النّسر الذي يعتلي عرشه فوقَ الجبال.
حكمٌ مستوحاة من الزيارات في عيد الأضحى
- يذهب الإنسان في العيد ليزور أهله وأقاربه، فتنسحب الأحزان وتندثر الأحقاد والضغائن، ولا يعلو صوت فوق صوت تكبيرات العيد التي تنشر على الحي فرحًا وسعادة وأملًا بالمستقبل القريب.
- كيف يُمكن أن يكتمل عيد أيّ إنسان دون أن يشترك بفرحة ذلك العيد مع أصدقائه وأقاربه، فيهدي كل واحد منهم ضحكاته للعالم بأسره مُباهيًا بأهله الذين لم تلد الحياة نظيرًا لهم.
- كم هي جميلة أيام العيد لمّا يقضيها الإنسان مع أهله وأقاربه وبين جدران عائلته، فيغفو على أسرار العائلة، ويتبادل الضحكات مع ذويه مُعلنًا أنه الأسعد في هذا العالم.
- الحياة في العيد لا تُشبه ذاتها في باقي الأيام، فهي تمتن على الناس ببضع من الضحكات الجميلة التي يعزفها كل إنسان على أوتار السعادة.
- كم تبدو الأيام جميلة لمّا يجتمع كل شخص بعائلته في زيارات خفيفة يقضي فيها الإنسان وطرًا من السعادة، فيكون في تلك اللحظات سيد الأمل والتفاؤل.
- كم هي سُنّة جميلة تلك التي ورثها المسلمون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تبادل التهاني وزيارة الأقارب والسؤال عن حالهم وإظهار الفرح، كم هو عظيم ذلك الدّين الذي يكون إظهار السعادة في تلك الأيام سُنّة يُؤجر كلّ إنسان عليها!