الظلم
الظلم في اللغة يعني وضع الشيء في غير موضعه، أما في الاصطلاح فيعني التعدي عن الحق إلى الباطل، وقيل في تعريف الظلم: مجاوزة الحد والتصرف في ملك الغير،[١] وقد قسّم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الظلم إلى ثلاثة أقسام، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "الظلمُ ثلاثةٌ ، فظُلمٌ لا يغفرُهُ اللهُ، وظلمٌ يغفرُهُ، وظلمٌ لا يتركُهُ، فأمّا الظلمُ الذي لا يغفرُهُ اللهُ فالشِّركُ، قال اللهُ: إِنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وأمّا الظلمُ الذي يغفرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ العبادِ أنفسُهمْ فيما بينهُمْ وبينَ ربِّهمْ، وأمّا الظلمُ الّذي لا يتركُهُ اللهُ فظُلمُ العبادِ بعضُهمْ بعضًا حتى يَدِينَ لبعضِهِمْ من بعضٍ".[٢][٣]
حكم غيبة المظلوم للظالم
قد يتسائل البعض عن حكم غيبة المظلوم للظالم، والجواب على ذلك أنّ غيبة المظلوم للظالم لا تعدّ من الغيبة المحرمة، فقد يُحذّر المظلوم الناس من ظلم الظالم أو يشتكي عليه ليحصل على حقه منه، وقد قال الله تعالى: {لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}،[٤] فغيبة المظلوم للظالم مستثناة من الغيبة المحرمة،[٥] وقد ذكر ابن تيمية -رحمه الله- غيبة المظلوم للظالم من الحالات المستثناة من تحريم الغيبة، فقد قال: "المظلوم، له أن يذكر ظالمه بما فيه، إما على وجه دفع ظلمه واستيفاء حقه، أو يذكر ظالمه على وجه القصاص من غير عدوان ولا دخول في كذب ولا ظلم الغير، وترك ذلك أفضل".[٦]
حكم الغيبة في الإسلام
بعد الحديث عن حكم غيبة المظلوم للظالم، من الجدير الحديث عن حكم الغيبة في الإسلام، فلا شك في تحريم الغيبة، فقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}،[٧] والغيبة هي أنّ تذكر الشخص بما يكره، وقد حُرمت في الإسلام لما فيها من إيذاء واعتداء على الآخرين.[٨]
حكم الظلم في الإسلام
حرم الإسلام الظلم بين الناس، ولقد نهى الله -تعالى- والرسول صلّى الله عليه وسلم عنه، ولقد جاء في الحديث القدسي ما رويَ عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "قال اللهُ تعالى : يا عبادي! إِنَّي حرمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلْتُهُ مُحَرَّمًا بينَكم فلا تَظَّالموا"،[٩] وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ"،[١٠] فينبغي على المرء أنّ يبتعد عن الظلم؛ لأن الظلم ظلمات يوم القيامة.[١١]
المراجع
- ↑ "معنى الظلم لغة واصطلاحا"، al-maktaba.org، 2020-04-19، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-19. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3961، حديث حسن.
- ↑ "من الأخلاق الذميمة الظلم"، al-maktaba.org، 2020-04-19، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-19. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:148
- ↑ "هل يأثم المظلوم إن تحدث عن ظلم الظالم له أمام الآخرين"، www.islamweb.net، 2020-04-19، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-19. بتصرّف.
- ↑ "ذكر الظالم هل يدخل في باب الغيبة"، www.islamweb.net، 2020-04-19، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-19. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:12
- ↑ "حكم الغيبة"، al-maktaba.org، 2020-04-19، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-19. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:4345، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2442، حديث صحيح.
- ↑ "حكم الظلم"، al-maktaba.org، 2020-04-19، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-19. بتصرّف.