الرفق بالحيوان
حثّ الإسلام على الاعتناء بالحيوانات والرفق بها، وقد جعل الله -تعالى- الثواب الجزيل لِمن يُطعم ويسقي الحيوانات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "بيْنَا رَجُلٌ بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَا خُفَّهُ مَاءً، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وإنَّ لَنَا في البَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقالَ: في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ"،[١] كما أنّ من المحرمات في الإسلام تعذيب الحيوانات، فالواجب التعامل معها برفق، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لعَنَ اللهُ مَن مثَّلَ بالحيوانِ".[٢][٣]
حكم قتل الحيوانات لغير حاجة
في الحديث عن حكم قتل الحيوانات لغير حاجة، لا بُدّ من ذكر الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ، سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها وسَقَتْها، إذْ هي حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ"،[٤] فقد بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- حُرمة قتل الحيوانات لغير حاجة، وليس فقط قتل الحيوانات مُحرم لغير الحاجة بل حتى تعذيبها، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، حيث قال: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَرَّ عليه حِمَارٌ قدْ وُسِمَ في وَجْهِهِ فَقالَ: لَعَنَ اللَّهُ الذي وَسَمَهُ"،[٥] ولا يجوز حتى أخذ فراخ الحيوانات حتى لا تُفجع الأم بهم، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: "كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سفرٍ فانطلق لحاجته فرأينا حمَّرةً معها فرخان فأخذْنا فرخَيها فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفرشُ فجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال من فجع هذه بولدِها؟ رُدُّوا ولدَها إليها"،[٦] فعندما فزعت الطير لفقدان صغارها أمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بإرجاعهم إليها.[٧]
حكم قتل الحيوانات المؤذية
بعد الحديث عن حكم قتل الحيوانات لغير حاجة، لا بُدّ من بيان أنّ الإسلام مشروعية قتل الحيوانات المؤذية، وقد ذكر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بعض الحيوانات التي تؤذي الإنسان، ويجوز حتى للمُحرم في العمرة أو الحج أنّ يقتلها لشدة خطورتها، فعن عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "خَمْسٌ فَوَاسِقُ، يُقْتَلْنَ في الحِلِّ وَالْحَرَمِ: الحَيَّةُ، وَالْغُرَابُ الأبْقَعُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ العَقُورُ، وَالْحُدَيَّا"،[٨] وقد أمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بقتل الوزغ، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، حيث قال: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَمَرَ بقَتْلِ الوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا"،[٩] ويُقاس على هذه الحيوانات أي حيوان مؤذٍ قد يُشكل خطورة على حياة الناس.[١٠]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2466، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4454، حديث صحيح.
- ↑ "الرفق بالحيوان عبادة لله"، al-maktaba.org، 17-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2242، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 2117، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5268، حديث صحيح.
- ↑ "الرفق بالحيوان"، al-maktaba.org، 17-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1198، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 2238، حديث صحيح.
- ↑ "ضمان صاحب الكلب العقور ونحوه"، al-maktaba.org، 17-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.