كبائر الذنوب
الذنوب تُقسم إلى كبائر وصغائر، فالكبيرة: هي المعاصي التي فيها حد في الدنيا كالقتل والسرقة والزنا، أو جاء فيها وعيد في الآخرة بالغضب أو العذاب، أو لعن الله -تعالى- ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم- فاعلها، وأما الصغيرة فهي كل ما سوى الكبيرة، والصغائر تُكفر بعدة أمور، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ"،[١] فالصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصيام شهر رمضان مكفرات للصغائر من الذنوب، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة، والتوبة تكون بالاقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العودة إليه، والندم على فعله للذنب، وإعادة الحقوق إلى أصحابها إذا كان يتعلق الذنب بحقوق الناس، وقد قال الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْه نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا}.[٢][٣]
حكم قذف المحصنات في الإسلام
القذف هو الاتهام بالزنا، والمحصنات هم النساء العفيفات الغافلات عن الفواحش، وحكم قذف المحصنات في الإسلام التحريم، بل يُعد قذف المحصنات من الكبائر التي تهلك صاحبها وتدخله نار جهنم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ"،[٤] فالعرض والنسل من الضروريات الخمس التي جاء الإسلام للحفاظ عليها، وقد شُرعت العديد من الأحكام في الإسلام لتمنع الاعتداء على الأعراض، وقد لعن الله -تعالى- من يقذف المحصنات، فقد قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ}،[٥] فالذي يقذف المحصنات يُطرد من رحمة الله -تعالى- في الدنيا والآخرة، وقد توعدهم سبحانه بالعذاب العظيم.[٦]
حد القذف في الإسلام
بعد الحديث عن حكم قذف المحصنات في الإسلام ، من الجدير الحديث عن حد القذف، فقد حرم الإسلام الوقوع في أعراض الناس، وصيانة للأعراض من التهم الباطلة فقد شُرع في الإسلام حد القذف، وحد القذف ثمانين جلدة إذا لم يأتِ القاذف بأربعة شهود، فقد قال سبحانه: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}،[٧] فقد وصف الله -تعالى- الذين يقذفون المحصنات بالفسق، أي خارجون عن طاعته، وبالإضافة إلى عقوبة الجلد فلا تُقبل شهادة القاذف،[٨] وقد أقام الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- حدّ القذف على الذين رموا عائشة -رضي الله عنها- في حادثة الإفك، وكذلك أقام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حد القذف في عهده.[٩]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 233، حديث صحيح.
- ↑ سورة النساء، آية: 31.
- ↑ "تعريف الكبيرة والصغيرة"، al-maktaba.org، 16-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857، حديث صحيح.
- ↑ سورة النور، آية: 23-25.
- ↑ "حكم قذف المحصنات وعظم ذلك عند الله"، al-maktaba.org، 16-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية: 4.
- ↑ "حكمة مشروعية حد القذف"، al-maktaba.org، 16-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "الخصومة والدعوى"، al-maktaba.org، 16-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2020. بتصرّف.