حكم قراءة القرآن من النساء أمام الرجال

كتابة:
حكم قراءة القرآن من النساء أمام الرجال

القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى المُنزل على نبيه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وختم الله به الكتب السماوية التي أنزلها قبله، وتعريفه لُغةً مُختلف فيه؛ فمنهم من قال أنّه سُمّي قرآنًا من باب القرن، وهو جمع الشيء بعضه إلى بعضٍ، وكذلك القرآن قد جُمِعَت السور فيه وضُمّ بعضها إلى بعض، ومنهم من قال هو اسم قد سُمّي به كتاب الله من دون أن يكون قد اشتُقّ من كلمة أخرى، فهو قرآن كالتوراة والإنجيل، وهو غير مهموز؛ أي: إنّ لفظه هو القران من دون همز الألف، وقيل هو مصدر الفعل قرأ، فيقولون قرأتُ الكتاب قراءة وقرآنًا،[١] وأمّا اصطلاحًا فتعريفه الأشهر هو: "كلامُ اللهِ تعالى المُنزَّل على نبيه مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، المُعْجِز بلفْظه ومعناه، المُتعبَّدُ بتلاوته، المنقول بالتواتر، المكتوب في المصاحف من أَوَّلِ سورة الفاتحة إلى آخِرِ سورة الناس"، ولتلاوة القرآن فضل عظيم للرجال والنساء على حد سواء، وسيقف المقال مع حكم قراءة القرآن من النساء أمام الرجال.[٢]

حكم قراءة القرآن من النساء أمام الرجال

إنّ قراءة القرآن لها أجر عظيم ستأتي الفقرة القادمة على الحديث عنه، ولكن تقف هذه الفقرة مع حكم قراءة القرآن من النساء أمام الرجال، والكلام مداره على حكم جهر المرأة بصوتها أمام الرجال الأجانب سواء بالقرآن أم بغيره، وقد ذهب العلماء إلى أنّ صوت المرأة ليس بعورة، بدليل أنّ نساء النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كُنَّ يُكلّمن الصحابة -رضوان الله عليهم- ويستمعون منهنّ الأحاديث النبوية، ويتعلّمون منهنّ أحكام دينهم، وإنّما النهي كان عن الخضوع بالقول؛ وهو القول الذي يكون فيه تنغيم وترقيق وتفخيم؛ لأنّ ذلك هو الخضوع الذي قد تكون معه الفتنة، حيث قال تعالى في سورة الأحزاب: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا}،[٣] ومنه يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن جهرًا في حضرة الأجانب إن أمنت الفتنة، وقال فقهاء الشافعيّة بكراهة القراءة جهرًا ولو من دون تنغيم؛ خوف الفتنة، ولأنّ السامع قد يلتذّ بصوتها، وبذلك تكون الفتنة قد حصلت، والخلاصة أنّ صوت المرأة ليس بعورة، وحكم قراءة القرآن من النساء أمام الرجال جهرًا هو جائزٌ شرعًا شرط عدم الميل إلى ترقيقه أمام الأجانب؛ إذ ذاك مظنّة حصول التلذّذ وإثارة الشهوات في نفوس البعض، وهذا الأمر يختلف من امرأة لأخرى، والأولى للمسلمة اجتناب قراءة القرآن أمام الرجال ما لم تكن هنالك حاجة تستدعي ذلك، والله أعلم.[٤]

فضل قراءة القرآن الكريم

بعد الوقوف على حكم قراءة القرآن من النساء أمام الرجال فتقف هذه الفقرة مع فضل قراءة القرآن الكريم، ولعلّ هذا الأمر بابه واسع وعظيم؛ إذ الأحاديث والآيات والآثار التي تتحدّث عن فضل قراءة القرآن هي أكثر من أن تُحصى، ولكن تقف هذه الفقرة مع حديثين وردا في صحيح مسلم فيهما فائدة عظيمة من فوائد قراءة القرآن، أمّا الحديث الأوّل فيرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- ويقول فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ"،[٥] فهذه أربع فوائد يجنيها المرء من قراءة القرآن، فمنها السكينة التي تغشاهم، والرحمة التي تتنزّل عليهم، ومنها الملائكة التي تحفّهم وتحيط بهم وتحرسهم، ومنها أنّ الله -تعالى- يذكر قارئ القرآن عنده في الملأ الأعلى، وهذا أيضًا يسانده حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال يومًا لأُبيّ بن كعب رضي الله عنه: "إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ"، قالَ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قالَ: "اللهُ سَمَّاكَ لي، قالَ: فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي"،[٦] وهذه بعض الفضائل المقتضبة التي وقفت عليها هذه الفقرة، والله أعلم.[٧]

المراجع

  1. "القرآن "، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
  2. "التعريف بالقرآن الكريم لغة واصطلاحا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
  3. سورة الأحزاب، آية: 32.
  4. " حكم قراءة المرأة للقرآن بحضرة الرجال الأجانب"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2699، حديث صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 799، حديث صحيح.
  7. "فضل قراءة القرآن"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
2677 مشاهدة
للأعلى للسفل
×