حكم قراءة كتاب شمس المعارف

كتابة:
حكم قراءة كتاب شمس المعارف

ما هو كتاب شمس المعارف الكبرى؟

هو كتاب للمؤلف أبي العباس أحمد بن علي بن يوسف تقي الدين البوني القرشي، الشهير باسم أحمد بن علي البوني، واسم الكتاب كاملًا شمس المعارف الكبرى في علم الحروف والخواص، وهومن الكتب المشهورة ذائعة الصيت في الشعوذة والسحر وقد طبعَ في أربعة مجلدات.[١]


حكم قراءة كتاب شمس المعارف الكبرى

لقد حرَّم العلماء قراءة كتاب شمس المعارف الكبرى وما يشبهه من كتب، وقد تكون قراءته من الشرك؛[٢] لأنَّ السحر من أنواع الشرك بالله تعالى، فقد قال تعالى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ}،[٣] أي لا تكفر بتعلًّم السحر، وبالتالي فإنَّ تعلُّم السحر وتعليمه كفر وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء،[٤] وللمسلم ما يغنيه في كتاب الله تعالى وسنِّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.[٢]


لماذا حرّم العلماء قراءة كتاب شمس المعارف؟

لقد حرَّم الفقهاء من أهل العلم قراءة كتاب شمس المعارف الكبرى لأنَّه يعدُّ من أكبر الكتب في السحر والتنجيم وطرائق التعامل معها، وقد حدَّد فيه مؤلّفه ساعات فلكية صالحة للأعمال الشريرة، وقد أوردَ فيه أيضًا معتقداته عن تقديس الكواكب السيارة السبعة، كما احتوى على كثير من "الأوفاق" التي أكَّد أنَّ لها تأثيرًا كبيرًا في فعل كل ما يريده كاتبها، ويستطيع كاتبها أن يفعل بها ما يشاء، ووضع شروطًا لكتابة الوفق، منها: أن ترتَب الأعمال بأوقات محددة تكون موافقة لنحوس الكواكب أو سعودها.[٥]


وادَّعى البوني فيه أنَّه يعرف الأسماء التي كان عيسى -عليه السلام- يحيي الموتى بها بإذن الله، ومعرفة اسم الله الأعظم، وجعل وفقًا لكل اسم من الأسماء الحسنى ولفواتح السور، وجعل أوفاقًا لأعمال كثيرة جدًّا كحجب الأبصار وعقد الألسن ورؤية الأرواح وغيرها، وكلُّ ذلك من أعمال السحر المحرَّمة، كما أورد أعمال سحرية خاصة تتعلق بحقيقة الموجودات وإيهام القرّاء بالقدرة على استحضار الملائكة والجن والطلب منهم، وقد عمدَ الكاتب إلى أن يزين سموم الكتاب بأشياء من الدين، كأن يبيِّن فضل أسماء الله الحسنى ثمَّ يجعل لها أوفاقًا، وكل ذلك من السحر والشعوذة المحرم في الإسلام.[٥]


هل يجب التخلّص من كتاب شمس المعارف؟

ذهب أهل العلم إلى أنَّه يجب التخلُّص من كتب السحر والشعوذة، وبذلك يجب التخلص من كتاب شمس المعارف الكبرى لما فيه من السحر والكفر، وقد أورد الإمام النووي في كتابه "المجموع شرح المهذب" أنَّه يجب التخلُّص من كتب الكفر وإتلافها، ولا يجوز بيعها لانعدام المنفعة فيها، ومثلها كتب الشعوذة والسحر والتنجيم وغيرها من العلوم المحرمة والباطلة،[٦] فيمكن إتلافها إمَا بالتقطيع وإمّا بالحرق، والحرق أولى، وعن المروذي أنَّه سأل الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- في كتاب استعاره وفيه أشياء رديئة أيخرقه أم يحرقه؟ فأشار عليه أن يحرقه.[٧]

المراجع

  1. محمد بن رزق الطرهوني، كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا، صفحة 167. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 5758. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:102
  4. عبد العزيز الراجحي، كتاب دروس في العقيدة، صفحة 9. بتصرّف.
  5. ^ أ ب خالد الجريسي، كتاب الحذر من السحر، صفحة 155-156. بتصرّف.
  6. النووي، كتاب المجموع شرح المهذب، صفحة 253. بتصرّف.
  7. ابن القيم، كتاب الطرق الحكمية، صفحة 233. بتصرّف.
5739 مشاهدة
للأعلى للسفل
×