حكم قص الشعر عند الحزن

كتابة:
حكم قص الشعر عند الحزن


حكم قص الشعر عند الحزن

جرت العادة عند معظم النساء على مر العصور والأزمان إذا ما نزل بها مصاب أو محنة، مثل موت عزيز عليها من والد أو ولد أو قريب، فتجدها تنهار ولا تكاد تضبط نفسها وأعصابها وربما لا تستطيع أن تتحكم بسلوكياتها وتصرفاتها؛ فتارة تصرخ، وتارة تنوح، وأخرى تمزق ثوبها، وتضرب نفسها، وتحلق شعرها وتنثره حزنا، فما حكم قص الشعر عند الحزن؟


حكم قص الشعر عند الحزن

يعد قص الشعر عادة جاهلية توعد الشارع الحكيم فاعلها بالطرد من رحمته، ولقد جاء في الحديث: (فإنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ، والْحالِقَةِ، والشَّاقَّةِ).[١][٢]


ولقد تبرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- من اللواتي يحلقن شعر رؤوسهن وبين أن هذا ليس من قيم الإسلام وخصاله الكريمة، لأنّ هذا يعد علامة على عدم رضا العبد على قضاء ربه وقدره ودليل على قلة صبره وتسخطه.[٢]


موقف المؤمن من المصيبة والحزن

ينبغي على المؤمن بشكل عام والمرأة المسلمة بشكل خاص أن يتقوا الله -تعالى- ويظهروا الصبر والرضا والاحتساب عند نزول المصيبة ويقولوا: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، كما دلنا على ذلك الحق -عز وجل- في ثنائه على عباده من أهل الإيمان والإسلام حيث قال -تعالى-: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).[٣][٢]


لقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا نزل بالعبد المؤمن مصاب فعليه أن يدعو بهذا الدعاء: "اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها" ثم ضمن النبي -صلى الله عليه وسلّم- لقائله -إن قاله بيقين وثقة وتوكل على الله- الحصول على الأجر والثواب، وأن الله -تعالى- سيعوّض له خيرا مما فقده.[٤]


كما وحذّر الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلم-؛ بل قال إنّ من يقوم بصفع وجهه وخدشه ذاك الوجه الذي جعله الله -تعالى- موطن التكريم في الإنسان، وتمزيق ثيابه، ويتكلم بكلام أهل الجاهلية من السباب والشتائم وعبارات التسخّط في أحزانهم، فهو ليس على منهاج النبوة وطريقها الأمثل، فهذا محرم جملة وتفصيلا.[٢]


قص الشعر في الحزن من النياحة المحرمة

أمر النبي -صلى الله عليه وسلم -الصحابيات الجليلات- رضي الله عنهن- ونساء المؤمنين أن لا يقمن بالنوح عند أحزانهن ومصائبهن ومن ذلك حلق الشعر أو قصّه، ورفع الصوت بالعويل والنحيب، وتمزيق الثياب، ونقض ظفائر شعورهن، والتلفظ بالألفاظ القبيحة التي لا تليق بالإسلام والمسلمين.[٥]


ولعلّ البعض يتساءل لماذا خُصت المرأة بالنهي دون الرجال؟ وذلك لأنها ذات عاطفة كبيرة تفوق عاطفة الرجل، والمرأة المسلمة ينبغي أن تلتزم بقيم الإسلام وأن تكون دائمة الرضا والاحتساب والرزانة والاتزان والوقار في الحزن ودائمة الشكر والحمد والثناء في الفرح والسرور بل في كل أحوالها.[٥]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:104، صحيح.
  2. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 53. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:156 -157
  4. ابن باز، كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 395. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد إسماعيل المقدم، كتاب تفسير القرآن الكريم، صفحة 4. بتصرّف.
3064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×