حكم قضاء الصيام عن سنوات كثيرة

كتابة:
حكم قضاء الصيام عن سنوات كثيرة

مفهوم القضاء

قبل الحديث عن حكم قضاء الصيام عن سنوات كثيرة، لا بُدّ من بيان مفهوم القضاء، فقضاء الصيام: أداء الصيام في وقت غير وقته المفروض، والوقت المفروض للصيام هو في شهر رمضان،[١] ومعنى القضاء بشكل عام: أداء العبادة في غير وقتها المحدد والمفروض، والقضاء لا يجب ما لم تكن العبادة واجبة وتتعلق في ذمة المكلف، فالصيام الواجب قضائه يتعلق في شهر رمضان دون غيره من الأشهر الهجرية، والصلاة الواجب قضائها تتعلق بالصلوات الخمس دون غيرها من الصلوات، والمرأة الحائض ليس عليها صلاة أثناء حيضها، وبذلك ليس عليها قضاء ما فاتها من الصلوات أثناء فترة الحيض؛ لأنّ الصلاة غير واجبة بحقها بل محرمة عليها أثناء الحيض، بينما تقضي المرأة الحائض ما فاتها من الصيام أثناء فترة الحيض؛ لأنّ الصيام واجب عليها ومُنعت فقط من أدائه أثناء فترة الحيض.[٢]

حكم قضاء الصيام عن سنوات كثيرة

صيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام، ويُعد من أعظم الطاعات والعبادات، والصيام قد فُرض في الإسلام كما فُرض على الأمم السابقة، فقد قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}،[٣] ومن فضائل شهر رمضان أنّه أُنزل فيه القرآن الكريم، فقد قال سبحانه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}،[٤] وقد يتسائل البعض عن حكم قضاء الصيام عن سنوات كثيرة، وقد أفتت دائرة الإفتاء الأردنية بوجوب قضاء الصيام عن السنوات السابقة، فعلى المسلم المبادرة في قضاء ما فاته من صيام شهر رمضان؛ لأن هذا دين لله -تعالى- في ذمة العبد، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه، حيث قال: "أنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ: إنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، فَقالَ: أَرَأَيْتِ لو كانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ: فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ بالقَضَاءِ"،[٥] وإذا مات من عليه الصيام صام عنه وليه، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، حيث قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن مَاتَ وعليه صِيَامٌ صَامَ عنْه ولِيُّهُ".[٦][٧]

الأسباب الموجبة للكفارة في رمضان

قبل الحديث عن الأسباب الموجبة للكفارة في رمضان، لا بُدّ من بيان أنّ الإفطار في رمضان من غير عذر كبيرة من الكبائر، وقد ارتكب من فعل ذلك إثمًا وذنبًا كبيرًا، وعليه أنّ يتوب إلى الله -تعالى- ويندم على ما فعله، وكفارة الإفطار في رمضان عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا، وقد اختلف الفقهاء في الأسباب الموجبة للكفارة في رمضان، فقد ذهب الحنفية والمالكية إلى أنّ الجماع والأكل والشرب كلها أسباب موجبة للكفارة، أما الشافعية والحنابلة فقد اقتصروا السبب الموجب للكفارة في رمضان على الجماع دون الأكل والشرب.[٨]

المراجع

  1. "قضاء الصيام "، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2020. بتصرّف.
  2. "القضاء"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2020. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 183.
  4. سورة البقرة، آية: 185.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1148، حديث صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1952، حديث صحيح.
  7. "أحكام الصيام"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2020. بتصرّف.
  8. رجاء بن عابد المطرفي، الكفارات في الفقه الإسلامي، صفحة 70-72، بتصرف.
4074 مشاهدة
للأعلى للسفل
×