حكم قيام العشر الأواخر من رمضان

كتابة:
حكم قيام العشر الأواخر من رمضان

حكم قيام العشر الأواخر من رمضان

ما الأحاديث المتعلقة بقيام العشر الأواخر؟

إن حكم القيام في العشر الأواخر من رمضان سنّة مؤكدة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث روى أبو هريرة -رضي الله عنه- وقال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[١][٢]


وروت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها).[٣][٤]


ولم يختلف الفقهاء في سنيّة قيام الليل في شهر رمضان، كما اتّفقوا على أن قيام العشر الأواخر سنة مؤكدة، إلا أنّ القيام بالعشر الأواخر له فضل أعظم، فقد رغّب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بقيام العشر الأواخر من رمضان وحثّ على ذلك في كثير من الأحاديث.[٥]


حكم تقسيم صلاة التراويح إلى قسمين: أول الليل وآخره

ما هو وقت صلاة التراويح؟

انتشر بين الناس اليوم تقسيم صلاة القيام إلى قسمين في رمضان وبالأخص في العشر الأواخر، فيؤدي المصلي جزءًا من الصلاة بعد العشاء مباشرة، ثم يرجع بعد فترة لأداء الجزء الثاني من الصلاة، وهذا الفعل مشروع، إذ لم يقم دليل من الشرع على منعه، كما أن وقت صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.[٥]


كيف يكون قيام العشر الأواخر من رمضان؟

صفة القيام في العشر الأواخر من شهر رمضان كما يأتي:[٦]

  • تؤدى صلاة الليل ركعتين ركعتين.
  • يجهر الإمام في صلاة القيام ويصلي ركعتين يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن الكريم مع التشهد والتسليم.
  • يُصلّي المُصَلّي الصلاة على هذه الحال، فيُسلّم بعد كل ركعتين، وله أن يصلي ما شاء من عدد الركعات، وقيل إن أدناها إحدى عشر ركعة مع الوتر، وله أن يزيد على ذلك ما شاء.


ما الأفضل: قيام العشر الأواخر في المسجد أم المنزل؟

إن أداء صلاة التراويح جماعة أفضل من صلاة الفرد منفردًا، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن قام معَ الإمامِ حتى ينصرفَ كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ)،[٧] ولا بأس بأداء صلاة التراويح في البيت إلا أنّها في المسجد أفضل؛ فالصلاة كلها في المسجد أفضل.[٨]


خلاصة المقال: اتّفق الفقهاء على استحباب قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان، فهي سنّة مؤكّدة عن النبي، والأفضل أن تُصلى جماعة في المسجد، وللمسلم أن يُصلّي جزءًا منها في أول الليل، ويُكمل ويزيد عليها في آخره ما شاء، ويُصلّى قيام الليل مثنى مثنى، أي يُسلّم المُصلّي بعد كلّ ركعتين، ويقرأ فيها ما تيسّر من القرآن بعد فاتحة الكتاب.

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:759، حديث صحيح.
  2. ابن عثيمين، الشرح الممتع على زاد المستقنع، صفحة 48. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:924، حديث صحيح.
  4. البهوتي، الروض المربع شرح زاد المستقنع، صفحة 115. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 2174. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8927. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:447، حديث صحيح.
  8. ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 474. بتصرّف.
3568 مشاهدة
للأعلى للسفل
×