حكم لعب النردِ

كتابة:
حكم لعب النردِ

حكم لعب النرد

اللعب بالنرد غير جائزٍ باتفاق جمهور الفقهاء، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَعِبَ بالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأنَّما صَبَغَ يَدَهُ في لَحْمِ خِنْزِيرٍ ودَمِهِ)،[١] ومعنى صبغ يده في لحم خنزير ودمه، في حال أكل منهما، وهو تشبيه لتحريم النرد بتحريم أكلهما، ونُقل اتفاق السلف على حرمة اللعب به، ونقل ابن قدامة الإجماع عليه، قال العزيزي عنه: "أَنَّ التَّعْوِيل فِيهِ عَلَى مَا يُخْرِجهُ الْكَعْبَانِ؛ أَيْ الْحَصَا وَنَحْوه فَهُوَ كَالْأَزْلَامِ".[٢]

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" قولهم: "لا يجوز اللعب بالنرد ولو كان بغير عوض، خصوصاً إذا شغل عن أداء الصلاة في وقتها، فالواجب ترك ذلك؛ لأنه من اللهو المحرم".[٣]

وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه لا بأس من اللعب بالنرد؛ إذا كان على غير مال وأن الأمر فيه سعة، وقد أفتت بهذا دار الإفتاء الأردنية، واستدلوا بأخبار منها ما روي عن عكرمة والشعبي؛ أنهما كانا يلعبان بالنرد، وذكروا أن سعيد بن المسيب سُئلَ عن اللعب بالنرد فقال: "إذا لم يكن قماراً فلا بأس به".[٤]

علة تحريم النرد

قال المناوي عن هذه اللعبة: "سبب حرمته أن واضعه سابور بن أزدشير أول ملوك ساسان شبه رقعته بوجه الأرض؛ والتقسيم الرباعي بالفصول الأربعة، والشخوص الثلاثين بثلاثين يوماً، والسواد والبياض بالليل والنهار، والبيوت الاثني عشر بشهور السنة، والكعاب الثلاثة بالأقضية السماوية فيما للإنسان وعليه، وما ليس له ولا عليه".[٥]

"والخصال بالأغراض التي يسعى الإنسان واللعب بها بالكسب فصار من يلعب بها حقيقاً بالوعيد المفهوم من تشبيه أحد الأمرين بالآخر؛ لاجتهاده في إحياء سنة المجوس المستكبرة على الله".[٥]

ومما ذُكر من أسباب تحريم النرد ما يأتي:[٦]

  • ورود الأحاديث في الزجر عنها باسمها مباشرة.
  • لأن ذلك مما يُلهي عن ذكر الله -تعالى- غالباً وعن الصلاة والطاعات بشكلٍ عام.
  • لأن النرد نوعٌ من الميسر يُقصَد به المبالغة؛ فيما لا منفعة فيها من عملِ دينٍ ودنيا.
  • لأن اللعب بها قد يؤدي إلى القمار أحياناً، أو الحلف كاذباً، أو ترك الصلاة وتأخيرها.

ما هو النرد؟

النرد ويُقال له؛ الأرن، والكوبة، والطبل، والكعاب، وأصله بالفارسية: "نردشير"، وهو اسمٌ لنوعٍ من الآلات التي يقامر بها، وهي قطعٌ ملونةٌ تكون من خشب النقش، ومن عظم الفيل، وقد جاء في أحاديث، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَعِبَ بالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأنَّما صَبَغَ يَدَهُ في لَحْمِ خِنْزِيرٍ ودَمِهِ).[١][٧]

والنرد: لعبةٌ لشخصين، ذات صندوق، وحجارة، وزهرين؛ والزهر، ويقال له زهر النرد: مكعب صغير يكون من العاج أو نحوه، محفور على الأوجه الستة منها نقط سود من واحدة إلى ست، ولعبة النرد تعتمد على الحظ، فتُنقل فيها الحجارة حسب ما يأتي به النرد، وتُعرف عند العامة بالطاولة، ويقوم كثير من الناس بتسلية أنفسهم بهذه اللعبة.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:2260، صحيح.
  2. مجموعة من المؤلفين ، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1160، جزء 6. بتصرّف.
  3. محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 7349، جزء 5.
  4. "حكم الألعاب المعتمدة على الحظ والتخمين"، الإفتاء الأردنية، 7/11/2018، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "النردشير.. معناه.. وسبب حرمته"، إسلام ويب، 26/2/2006، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022. بتصرّف.
  6. "علة تحريم اللعب بالنرد"، إسلام ويب، 1/9/2013، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2022. بتصرّف.
  7. محمد عبدالحق اليفرني، الاقتضاب في غريب الموطأ وإعرابه على الأبواب، صفحة 498، جزء 2. بتصرّف.
  8. أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 2191، جزء 3. بتصرّف.
3823 مشاهدة
للأعلى للسفل
×