الزواج
يُعرَّف مفهوم الزواج في اللغة بأنَّه اقتران شيءٍ بشيءٍ واتحادهما معًا، وزوَّج الأشياء أي قرن بين بعضها بعضًا، أمَّا في الاصطلاح فيُعرف الفقهاء الزواج بأنَّه ما يتم إطلاقه على العقد الذي يمنح اثنين حقّ الاستمتاع ببعضهما بطريقة مشروعة، وقد عرَّف ابن عثيمين الزواج قائلًا: "تعاقدٌ بين رجلٍ وامرأةٍ، يقصدُ به استمتاع كلٍّ منهما بالآخر، وتكوين أسرة صالحة ومجتمع مسلم"، وقد حثَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على الزواج في قوله: "يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ"،[١] وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث حكم مبيت المتزوجة في غير بيتها دون إذن زوجها كما سيسلِّط الضوء على حقوق الزوج على زوجته.[٢]
حكم مبيت المتزوجة في غير بيتها دون إذن زوجها
في الحديث عن حكم مبيت المتزوجة في غير بيتها دون إذن زوجها، يمكن القول إنَّه لا يجوز للزوجة أن تعصي أمر زوجها ولا يجوز لها أن تخرج من بيت زوجها دون إذنه أبدًا، وإذا خرجت من بيت زوجها دون إذن الزوج كانت ناشزًا، آثمة، مذنبة، وفي هذه الحالة تسقط عن الزوج نفقتها، وقد استثنى أهل العلم من هذا الحكم من خرجت من بيت زوجها للضرورة القصوى، كأن تخرج لشراء أمر لا بدَّ منه أبدًا، أو أن تخرج خوفًا على حياتها وصحتها، أو ما شابه ذلك، ويستدلُّ أهل العلم على حديث السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- حين قالت لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "أتَأْذَنُ لي أنْ آتِيَ أبَوَيَّ"،[٣] ومن هذا الحكم يمكن القول إنَّ حكم مبيت المتزوجة في غير بيتها دون إذن زوجها غير جائز، لما ورد في حديث السيدة عائشة واستئذانها لرسول الله للخروج من بيتها إلى بيت أبويها، فعلى المرأة المسلمة أن تكون مطيعة لأمر ربها وأن تحسن معاملة زوجها وفق الأحكام والتشريعات التي جاءتْ في كتاب الله تعالى وسنة رسوله ووفق ما أفتى به علماء المسلمين، والله تعالى أعلم.[٤]
حقوق الزوج على زوجته
بعد التفصيل في حكم مبيت المتزوجة في غير بيتها دون إذن زوجها، جدير بالذكر إنَّ للزوج حقوقًا على زوجته، وضعها الشرع وفصَّل فيها في سبيل تحسين العلاقات بين الأزواج وبناء أسرة قائمة على ما يرضي الله تعالى، فكما أنَّ للزوجة حقوقًا على زوجها، فإنّ للزوج حقوق على زوجته، حيث قال تعالى في سورة البقرة: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}،[٥] ومن حقوق الزوج على زوجته ما يأتي:[٦]
- من حقوق الزوج على زوجته الطاعة والمعاملة بالمعروف، ولا طاعة للزوج في معصية الله، لأنَّه لا يصح لمخلوق أن يطيع أي مخلوق في معصية الخالق.
- ومن حقوق الزوج على زوجته أن تحفظ له ماله ونفسه وبيته وأن تكتم له سرَّه في الغيب وفي العلن، حيث قال تعالى: {حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}.[٧]
- ومن حقوق الزوج على زوجته أن تسلَّمه نفسها للاستمتاع بها متى شاء، حيث قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث: "إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ".[٨]
- ومن حق الزوج أن تستأذنه الزوجة في الصوم، حيث قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "لا يحلُّ لامرأةٍ أن تصوم وزوجُها شاهدٌ إلا بإذنِه".[٩]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5065، حديث صحيح.
- ↑ "تعريف الزواج وحكمه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-04-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4750، حديث صحيح.
- ↑ "ذهبت إلى بيت أهلها وأصبحت تخرج بدون إذن زوجها"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 25-04-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 228.
- ↑ "كتاب النكاح والطلاق أو الزواج والفراق"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-04-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 34.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3237، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 613، حديث صحيح.