حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار

كتابة:
حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار

معنى الأفلام الإباحية

الأفلام الإباحية: هي مقاطع مصورة لأشخاص يقومون بممارسة فاحشة الزنا من خلال مقطع فيديو، أو بث مباشر، أو ما شابه ذلك، وقد يقع العبد في الخطأ فيقوم بالبحث عن هذه الأفلام ومشاهدتها ولمَّا يلحظ خطأه يقوم بالاستغفار لله -تعالى- على ذلك، فإنَّ حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار سيتم تفصيله في المقال.

حكم النظر لعورة الرجل والمرأة

حرَّم الإسلام النظر إلى عورة الرجل والمرأة الأجنبيين، وفي هذه الأفلام نظر إلى العورة التي حرَّم الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- رؤيتها، فضلاً عن أنَّ هذا الفيلم هو عملية زنا مسجلة، فبالتالي مشاهدة الأفلام الإباحية حرامٌ فعلها وحرامٌ رؤيتها، ودليل ذلك ما يأتي:[١]

  • قال الله -عز وجل-: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ).[٢]
  • عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة).[٣][٤]

حكم التوبة بعد مشاهدة الفيلم الإباحي

شروط التوبة

شروط التوبة عند العلماء -رحمهم الله عز وجل-:[٥]
  • أن تكون التوبة لله -عز وجل-، خالصة لوجهه الكريم، فتكون محبة الله -عز وجل- ومخافته هي الباعث على التوبة والإقلاع عن الذنب أو المعصية، فيستحيل أن تكون النفس صالحة وطالحة في وقتٍ واحد.
  • الندم على فعل المعصية والذنب؛ فيكون العبد حزيناً ونادماً غير مُباهي ولا مستهزئ.
  • أن يعزم العبد على أن لا يعود إلى المعصية أو الذنب أبداً.
  • أن لا يجاهر العبد في المعصية؛ أي لا يفضح نفسه.
  • عدم الإصرار على المعصية، والإصرار أن يصر العبد ويبقى يرتكب المعصية أو الذنب.
  • أن يتبع هذه التوبة عمل صالح، فلا يكتفى أن تكون باللسان فقط.

قبول توبة العبد الصادقة

الاستغفار والتوبة الصادقة بعد فعل المنكر مقبولٌ عند الله، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -تعالى-: (أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ، فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي).[٦]

(فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ)،[٦][١] ومعنى الحديث أي ما دمت أيها العبد تعصيني وتُذنب، ثم ترجع وتتوب إلي؛ غفرت لك.[٧]

ويشترط لقبول التوبة ووجوب المغفرة، أن لا يُصرَّ العبد ولا يبقى على الذنب أو المعصية، قال الله -عز وجل-: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).[٨][٩]

أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية

تؤدي الأفلام الإباحية، إلى أمراض عدة منها:[٤]

  • قسوة القلوب وتحجره وعدم اتعاظه؛ بحيث يغطى القلب بهذه المعاصي، وتحول ما بينه وبين الطاعات.
  • الغفلة عن ذكر الله -عز وجل-، والغفلة عن فعل الطاعات والمسارعة إليها.
  • تؤدي إلى ارتكاب المحرمات والفواحش وغير ذلك؛ فيزيد بعد مشاهدة هذه الأفلام إقبالاً على ارتكاب المحرمات.

المراجع

  1. ^ أ ب لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (1430)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 192، جزء 6. بتصرّف.
  2. سورة النور، آية:30 31
  3. رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:338، حديث صحيح.
  4. ^ أ ب "حكم مشاهدة الأفلام الإباحية"، إسلام ويب، 3/8/2006، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2022. بتصرّف.
  5. صالح السلان (1416)، https://shamela.ws/book/36503/17#p1 https://shamela.ws/book/36503/18#p1 https://shamela.ws/book/36503/19#p1 التوبة إلى الله (الطبعة 4)، الرياض:دار بلنسية، صفحة 21 22 23 24، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2758، حديث صحيح.
  7. صالح السدلان (1416)، التوبة إلى الله (الطبعة 4)، الرياض: دار بلنسية للنشر والتوزيع، صفحة 24، جزء 1. بتصرّف.
  8. سورة آل عمران، آية:135 136
  9. صالح السلان (1416)، التوبة إلى الله (الطبعة 4)، الرياض:دار بلنسية، صفحة 24، جزء 1. بتصرّف.
5990 مشاهدة
للأعلى للسفل
×