حكم مصافحة النساء

كتابة:
حكم مصافحة النساء

التشريعات الإسلامية

يمكن تعريف التشريعات الإسلامية على أنّها مجموعة الأحكام التي يقوم عليها الدين الإسلامي بشكل عام، فهي الأحكام التي تحمل التحريم أو التحليل في الأمور الحياتية المختلفة لتنظيم حياة الناس وفق ما يُرضي الله سبحانه وتعالى، وقد وُضِعتْ هذه الأحكام من علماء المسلمين على مر العصور، واستُنبِطتْ من القرآن الكريم تارةً ومن السنّة النبوية تارةً أخرى، ومنها ما وُضِعَ قياسًا إلى حكم آخر، ومنها ما وُضِعَ بالاجتهاد من علماء المسلمين، وهذا المقال مخصص للحديث عن حكم مصافحة النساء في الإسلام.

حكم مصافحة النساء

إنَّ حكم مصافحة النساء في الإسلام يعتمد على المرأة التي يصافحها الرجل، فإنَّ كانت هذه المرأة من محارم الرجل المصافح كالأم مثلًا أو الأخت أو الخالة أو العمة أو الزوجة أو والدة الزوجة فلا بأس في هذه المصافحة وهي حلال، وأمَّا إذا كانَ هذا الرجل المصافح يصافح امرأة من غير محارمه فهذا غير جائز في الإسلام، والدليل على هذا هو ما وردَ عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- في قول عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: "واللَّهِ، ما أخذَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- علَى النِّساءِ إلَّا ما أمرَهُ اللَّهُ، ولا مسَّتْ كفُّ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- كفَّ امرأةٍ قطُّ" [١]، وهذا دليل على حرمة مصافحة الرجل للمرأة من غير محارمه، وكذلك دليل على حرمة مصافحة المرأة للرجل من غير محارمها، والله تعالى أعلم [٢].

وجدير في الذكر في هذا المقام أنَّه وردَ عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- أيضًا أنه قال: "لأن يُطعنَ في رأسِ أحدِكم بمخيطٍ من حديدٍ خيرٌ له من أن يمسَّ امرأةً لا تحلُّ له" [٣]، هذا دليل آخر على حرمة مصافحة النساء غير المحارم في الإسلام، والله تعالى أعلم [٤].

الحكمة من تحريم مصافحة النساء

إنَّ الإسلام دين الحق والصلاح والهداية، فهو لا يحرّم شيئًا إلّا لحكمة وهداية، ولا يحلل أيضًا إلّا لحكمة بالغة عميقة، وإنَّ الحكمة من تحريم مصافحة النساء تكمن فيما قد تؤدي إليه هذه المصافحة، فقد خلقَ الله تعالى البشر على الفطرة، وفطرة الرجل والأنثى تجعل بين الاثنين شيئًا من التجاذب غير الإرادي، فهو تجاذب فطري، لذلك حرّم الإسلام كلّ أشكال الملامسة والاختلاط بين الرجل والمرأة، ولعلّ هذا المعنى يظهر بشكل خفيٍّ في الآية التي حرّم الله تعالى فيها الزنا، حيث قال تعالى: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا" [٥]، وفي هذه الآية لم ينهَ الإسلام عن الزنا فقط، بل نهى عن الاقتراب منه ومن أي شيء قد يؤدي إليه من قريب أو من بعيد، ولعل الملامسة تؤدي إلى ما هو أسوء والعياذ بالله، لذلك حرّم الله تعالى المصافحة درءًا لما هو أعظم من فتنة والله أعلم  [٦].

المراجع

  1. الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 2342، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  2. حكم مصافحة النساء, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف
  3. الراوي: معقل بن يسار، المحدث: الهيثمي، المصدر: مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 4/329، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
  4. مصافحة ورياضة النساء, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف
  5. {الإسراء: الآية 32}
  6. الحكمة من تحريم مصافحة المرأة, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف
4710 مشاهدة
للأعلى للسفل
×