حكم من أفطر قبل الأذان بدقائق

كتابة:
حكم من أفطر قبل الأذان بدقائق

حكم من أفطر قبل الأذان بدقائق

لقد وحّدت الشريعة أمة الإسلام من خلال تشريعاتها الحكيمة الدقيقة؛ التي ربطت بالزمان والمكان، فجميع المسلمين قبلتهم واحدة، وترتبط عباداتهم بأوقات محددة لا يجوز للمسلم مخالفتها، وقد يتعرض بعض المسلمين إلى مواقف تخل بعباداتهم التي أمر الله بها.

وقد يتساءل المسلم الحريص على حكم هذه العبادة حرصاً منه على قبولها عند الله -تعالى-، ومن هذه العبادات التي تعلقت بالزمن عبادة الصيام، ففريضته في شهر رمضان ويبدأ من طلوع الفجر، وينتهي عند غروب الشمس.

وقد يتعرض المسلم لما يخل بهذا الصيام من أكل وشرب خلال فترة الصيام، فيتساءل حينئذ عن الحكم الشرعي لهذا الأمر الذي أخل بصيامه، وللإجابة عن هذا التساؤل لا بد من التفريق بين من يفطر متعمداً، ومن يفطر ناسياً أو جاهلاً بالحكم على التفصيل الذي سنذكره.

حكم من أفطر قبل الأذان بدقائق خطأ

من أفطر قبل دخول وقت الإفطار المرتبط بالأذان بلحظة أو أكثر؛ فإنه إما أن يكون متعمداً للإفطار عالماً بعدم انتهاء وقت الصيام وإما أن يفطر خطأً دون قصد لانتهاك حرمة الصيام، أو ناسياً، فمن أكل خطأ فالخطأ على أنواع ومن ذلك:[١]

  • الخطأ في احتساب الوقت

كمن نظر إلى السماء وهي غائمة فظن أن وقت الإفطار قد دخل؛ فأفطر ثم تبين له أن الوقت لم يدخل، فيكون بذلك قد أخطأ في احتساب الوقت.

  • الخطأ في مظنة دخول الوقت

كمن استيقظ من النوم وغلب على ظنه أن وقت الإفطار قد دخل، فيفطر ثم يتبين له عدم دخول الوقت، أو نظر إلى ساعة متعطلة فظن أن الوقت قد دخل فيفطر ثم يتبين له عدم دخول الوقت.

  • الخطأ في الأذان

كمن سمع أذاناً وظن أنه أذان المغرب، ولكنه لم يكن كذلك، فإذا أفطر فإن إفطاره يكون خطأ، أو أن المؤذن يؤذن قبل دخول الوقت فيخطئ الناس بخطأ المؤذن فيفطروا قبل دخول الوقت.

وكل هذه الأخطاء مغتفرة بإذن الله معفو عنها، وليس على المسلم فيها القضاء وصيامه صحيح؛ لأنها عن غير قصد وغير متعمدة، لقوله -تعالى-: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَـكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)،[٢] ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ تجاوَز عنْ أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرِهوا عليه).[٣][١]

وكذلك الحال فيمن تأخر في السحور فأكل بعد الأذان خطأً وظناً منه أن الفجر لم يحن؛ فكل ذلك لا قضاء فيه وهو مغتفر بإذن الله وصيامه صحيح،[٤] وعلى المسلم أن يحتاط لذلك كله فلا يأكل إلا بعد أن يغلب على ظنه ويتأكد، ويحرص على العلم بدخول الوقت أو خروجه سواء في السحور أو عند الإفطار لأن الصيام من حدود الله -تعالى-.[٥]

حكم من أفطر قبل الأذان بدقائق عمداً

أما من أفطر قبل الأذان بوقت ولو لحظة، وهو عامدٌ عالم بعدم انتهاء وقت الصيام وعدم دخول وقت الإفطار فهذا منتهك لحرمة شهر رمضان، وعليه أمران كما يأتي:

  • التوبة والرجوع إلى الله -تعالى- بالإنابة والاستغفار، وعدم الرجوع إلى مثل هذه الكبيرة.
  • قضاء صيام اليوم الذي أفطر فيه بيوم آخر بعد رمضان.

حكم من أفطر قبل الأذان بدقائق ناسياً

أما من أفطر قبل الأذان ناسياً صيامه فلا شيء عليه وصيامه صحيح وليس عليه القضاء؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا نَسِيَ فأكَلَ وشَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أطْعَمَهُ اللَّهُ وسَقَاهُ).[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ابن عثيمين، اللقاء الشهري، صفحة 13. بتصرّف.
  2. سورة الأحزاب، آية:5
  3. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:7219 ، صحيح.
  4. بدر الدين الزركشي، المنثور في القواعد الفقهية، صفحة 275. بتصرّف.
  5. محمد الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 18. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1933، صحيح.
2808 مشاهدة
للأعلى للسفل
×