محتويات
حكم من قص أظافره قبل الذبح
يُسن للمُسلم الذي يُريد أن يُضحي أن لا يقص أظافره بعد رؤية هلال شهر ذي الحجة،[١] وقد تعددت أقوال الفُقهاء في حُكم قص الأظافر قبل ذبح الأضحية على قولين، وهُما كما يأتي:[٢]
- القول الأول: التحريم
أي يحرم على من أراد الأُضحية إذا رأى هلال ذي الحجة أن يأخذ شيئاً من شعره أو أن يقص أظافره، وقد ذهب إلى هذا القول الحنابلة، وبعض الشافعيّة، كما أخذ به ابن حزم، وابن القيم، ومن المُعاصرين ابن عثيمين.
واستدلوا بقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ)،[٣] وهذا الحديث خاصٌ في النهي، والنهي يقتضي التحريم، ويجب تقديمه على غيره من الأدلة العامة.
- القول الثاني: الكراهة
يُكره للمضحي أن يأخذ من أظافره أو شعره حتى يذبح أُضحيته، وأخذ بهذا القول المالكيّة، وبعض الشافعيّة، وبعض الحنابلة، واستدلوا بالجمع بين قوليّ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ).[٣]
وقوله: (فَقالَتْ عَائِشَةُ -رَضيَ اللهُ عنها-: ليسَ كما قالَ ابنُ عَبَّاسٍ؛ أنَا فَتَلْتُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسولِ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَهَا رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بيَدَيْهِ، ثُمَّ بَعَثَ بهَا مع أبِي، فَلَمْ يَحْرُمْ علَى رَسولِ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- شَيءٌ أحَلَّهُ اللَّهُ له حتَّى نُحِرَ الهَدْيُ).[٤]
ودل الحديث الثاني على عدم تحريم النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- شيء ببعثه بهديه، والبعث بالهدي أكثر إرادةً من الأُضحية، ولو كان مُحرماً ومنهياً عنه لما فعله النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وتُعد الأُضحية صحيحةٌ لمن قص أظافره أو أخذ شيئاً من شعره خلال العشر من شهر ذي الحجة.[٥]
الحكمة من عدم قص الأظافر والشعر للمُضحي
توجد العديد من الحِكم لعدم قص الأظافر والشعر لمن أراد أن يُضحي، ومنها ما يأتي:
- بقاء كامل الجسم ليُعتق من النار؛ وذلك لأن المُضحي يجعل أُضحيته فداءً لنفسه من النار، فيكون كُل جزءٍ من أُضحيته فداءً لكُل جُزءٍ منه، ولكي لا يفقد جسمه شيئاً من الرحمة التي ينزلها على المُضحي.[٦]
- التشبه بالحاج المُحرم؛ لأن المُحرم لا يأخذ شيئاً من شعره وأظافره، كما أن الحاج يقوم بأكثر أعمال الحج في يوم النحر، وفي عدم قص الأظافر تشبُهاً به.[٧]
متى يجوز للمُضحي قص أظافره
يُندب لمن أراد أن يُضحي أن لا يحلق شعره أو يقص أظافره بِمُجرد دُخول شهر ذي الحجة، ويستمر بعدم القص إلى أن يذبح أُضحيته، والأصل للمُضحي أن يفعل ذلك قبل دُخول شهر ذي الحجة، فيُقبل على قص شعره وأظافره في آخر شهر ذي الحجة، وذلك تطبيقاً لما ورد عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- من الأحاديث في فعل ذلك.[٨]
المراجع
- ↑ "حكم قص الشعر والظفر لمريد التضحية"، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "ذَبحُ الأضْحِيَّةِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1977، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1700، صحيح.
- ↑ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الأولى، الرياض:رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، صفحة 427، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ زين الدين المناوي (1356)، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة 1)، مصر:المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 363، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى (2011)، الفقه الميسر (الطبعة 1)، الرياض:مدار الوطن للنشر، صفحة 123، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ عبد المنان التالبي، المسائل الجلية في أحكام الأضحية، صفحة 43. بتصرّف.