حكم نشر الأغاني

كتابة:
حكم نشر الأغاني

الموسيقى والأغاني

الموسيقى والأغاني من الفنون التي يُمارسها الإنسان منذ القدم، ويستمع الناس للموسيقى والأغاني من باب المتعة والتسلية، أو في مناسباتهم، ومع مجيء الإسلام، اختلفت النظرة تجاه الموسيقى والأغاني، ووردت في شأنها العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، وكثر الجدل حول حكمها خصوصًا في الوقت الحاضر، نظرًا لكثرة الأغاني وكثرة من يؤدونها، ومن الآيات القرآنية التي قيل أنها نزلت في الغناء قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}[١]، وفي هذا المقال سيتم إلقاء الضوء على الغناء والأغاني بشكلٍ عام، حيث وردت تفصيلات عدة حولها، كما سيتم توضيح حكم نشر الأغاني.[٢]

حكم نشر الأغاني

يتساءل كثيرٌ من الناس عن حكم نشر الأغاني، وما دامت الأغاني محرمة، فإنّ حكم نشر الأغاني محرمٌ أيضًا، إذ نصّ أهل العلم على أن الأغاني وكل ما يتعلّق بها من سماع أو نشر هو حرام، وهذا ينطبق أيضًا على المعازف والملاهي بمختلف أنواعها، وفي الحديث الشريف قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف"[٣]، وفي هذا الحديث الشريف جمع الرسول تحريم الحر وهو الزنا مع الخمر ولبس الحرير للرجال والمعازف، وهذا يدلّ على شدة تحريم الأغاني، وفي حديثٍ آخر عن تحريم الغناء قول النبي -عليه السلام-: "ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير"[٤]، وبما أنّ حكم سماع الأغاني والمعازف حرام، إذ فإنّ حكم نشر الأغاني حرام أيضًا، لأنّ الحرام لا يتجزأ، وعلى المؤمن الابتعاد عن كل ما يؤدي إليه، وألّا يستمع إلى الاغاني و ألّا ينشرها.[٥]

أقوال الفقهاء في الغناء

اتفق الأئمة الأربعة على أنّ الغناء حرام، وأنّ من يستمع إليه أو يُمارسه فاسق، فقول أبي حنيفة في الغناء أن الغناء فسق وأن التلذذ بسماع الأغاني كفر ومنكر يجب التخلص منه وعدم المضي فيه، أنا الإمام مالك فأجاب عن سؤاله عن الغناء بأنه باطل ويؤدي إلى النار، وهذا دليل تحريم، أما الإمام الشافعي فقد قال في الغناء بأنه يصدّ عن القرآن الكريم وذكر الله تعالى، وسببٌ للّهو، أما الإمام أحمد بن حنبل فقال أن الغناء يُنبت النفاق في القلب، وقال عنه بأنه لا يُعجبه، وقوله هذا يدل على أنّه لم يحرم الغناء وإنما جعله مكروهًا، لكنّ الفقهاء أجمعوا أنّه محرّم، وأنّ الكراهية هنا إشارة إلى النهي عنه، وقد قال العديد من السلف أن الغناء محرّم وأن الانشغال به سفاهة ويردّ به الشهادة ومنهم: القرطبي وابن تيمية، واستندوا بهذا إلى الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي جمعت الغناء مع المحرمات الأخرى، ويشمل هذا أيضًا المعازف بمختلف أنواعها.[٦]

المراجع

  1. سورة لقمان، آية: 6.
  2. "الموسيقى والغناء"، WWW.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-08-2019. بتصرّف.
  3. رواه ابن الصلاح، في الباعث الحثيث، عن أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 1/124، ثابت.
  4. رواه ابن القيم، في غاثة اللهفان، عن أبو مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 1/392، إسناده صحيح.
  5. "حكم الأغاني والموسيقى"، www.binbaz.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-08-2019. بتصرّف.
  6. "أقوال العلماء في حكم الموسيقى والغناء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-08-2019. بتصرّف.
4073 مشاهدة
للأعلى للسفل
×