حمام حليب الأم للطفل مافوائده؟

كتابة:
حمام حليب الأم للطفل مافوائده؟

أهمية حليب الأم

لطالما ارتبط حليب الأمّ بالصحّة والنفع لها ولرضيعها منذ سنوات طويلة، ناهيك عن الرابطة القويّة والمشاعر الرائعة التي تتطوّر ما بينهما خلال الرضاعة، وحتّى قبل وجود الأدلّة العلميّة على أهميّة حليب الأم وفوائده انتشر بين الناس عمّا يمنحه للطفل من قوّة وعافية، وفي الحقيقة فإنّ تأثيره يمتدّ طيلة حياة الطفل خلال نموّه وبعد بلوغه؛ فهو يُساعد في تقوية جهازه المناعيّ، وتقليل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسيّ أو الهضميّ أو حتّى التهابات الأذن، بالإضافة إلى أنّه يُقلّل احتماليّة الإصابة بالسكّري، وأمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والسّمنة، وأمراض المناعة الذاتيّة، والكثير غيرها.

وإلى جانب آخر ظهرت من مدة ليست بالبعيدة فوائد مُبتكرة لحليب الأمّ غير التي ذكرناها، وبطريقة استخدام مُختلفة أيضًا، إذ إنّ النفع الحاصل منه مُرتبط باستخدام الحليب نفسه وليس بشربه، فماذا تعرف عن حمّام حليب الأم لطفلها؟[١]


حمام حليب الأم للطفل

على الرغم من غرابة الأمر إلا أنّه حقيقة فعلًا؛ إذ إنّ حمام الطفل بحليب الأم Breast Milk Bath أصبح من التوجّهات الجديدة والثقافات الشائعة بين الأّمهات

اللواتي يُدركن ما يحتويه هذا الذهب الأبيض من منافع وفوائد، فمن بين ما يحتويه الحليب من معادن وفيتامينات وكربوهيدرات وبروتين بنسبٍ جيّدة يحتوي على 5% من الدهون التي تدخل أنواعها في الواقع كمكوّنات أساسيّة في إعداد الكثير من مُستحضرات العناية بالجلد والشعر؛ لذا فإنّ غسل جسم الطفل ببعض حليب أُمّه المُخفّف بالماء يُحقّق العديد من المنافع لصحّة جلده وشعره أيضًا.[٢]


ما هي فوائد حمام حليب الأم للطفل؟

قد تظنّ الكثير من الأمّهات المُرضعات أنّ مُجرّد فكرة غسل الطفل بحليبها إهدار للحليب، لكن بعد معرفة ما لذلك من فوائد للرضيع فلن تبخل به على طفلها بالتأكيد، ويُذكر من هذه الفوائد ما يأتي:

يحمي الجلد والجسم من الجراثيم

إذ إنّ حليب الأمّ يحتوي على حمض الأولييك الدّهنيّ (Oleic acid)، الذي يُساعد في التخلّص من بعض أنواع البكتيريا، مثل المكوّرات العنقوديّة الذهبيّة، التي توجد عادةً على سطح الجلد، كما يحتوي على بعض الأجسام المُضادة التي تُكافح العدوى؛ فتمنع دخول مُسبّبات المرض والالتهاب عبر الجلد من الجروح المكشوفة.[٣]

يشفي الجروح الصغيرة أو البسيطة

فاحتواء الحليب على أحماض أوميغا الدّهنيّة يُساعد في تجديد الجلد وترميمه، وهو أمرٌ مُهمّ في تعافي الجروح الصغيرة، مما يُسرّع عملية شفائها.[٣]

يرطب الجلد

يُمكن مُلاحظة فاعليّة حليب الأمّ للأطفال الذين يُعانون من حساسيّة الجلد وجفافه والحكة فيه؛ فهو يحتوي على حمض الأوليك، وحمض البالمتيك، وحمض اللينولينيك الدّهنيّ، وكلها أحماض تُرطب الجلد بدرجة كبيرة وتُغلفه مانعةً إصابته بالجفاف.[٣]

يُرمّم الجلد المتضرر من حروق الشمس

ذلك لاحتوائه على حمض اللينولينيك بشكليه المُختلفين؛ الأوميغا 3 والأوميغا 6، إذ يُقلّلان من ردّ الفعل الالتهابيّ الذي أحدثته الأشعّة فوق البنفسجيّة المُسبّبة لحروق الشمس.[٣]

يخفف من الأكزيما وطفح الحفّاض

إذ إنّ حليب الأمّ يُعدّ من أهمّ البدائل للمُستحضرات الجلديّة المُختلفة التي تُعنى بتخفيف الطفح الجلديّ الناجم عن استخدام الحفاضات، بالإضافة إلى مُساعدته في تهدئة أعراض الأكزيما التي تُصيب بعض الأطفال وتخفيفها، حتّى أنّ فاعليّته في علاج هذه المشكلات الجلديّة تُماثل استخدام الكريمات أو المراهم التي تحتوي على مادة الهيدروكورتيزون إحدى أقوى الموادّ الطبيّة في التعامل مع هذه الحالات.[٤][٣]

يساعد في التخفيف من قرصات الحشرات

كالقرصات الناجمة عن الناموس أو النحل وغيرهما، وهو من الخيارات السريعة والعلاجات المنزليّة البسيطة التي يُمكن اللجوء إليها للتعامل مع هذه القرصات.[٤]


يساعد في علاج قُبّعة المهد

تُسمّى أيضًا القبّعة الدّهنيّة (Cradle cap)، وهي من المشكلات الجلديّة التي تُلاحظ على الأطفال حديثي الولادة، وتتسبّب بتشكّل طبقة دهنيّة على فروة الرأس، ويبدو أنّ حليب الأمّ يملك دورًا جيّدًا في تخفيفها عند استخدامه مُباشرةً على المناطق المُصابة، أو عند تحميم الطفل به.[٤]

تنويه: على الرغم من النتائج المُرتبطة باستخدام حليب الأمّ في علاج الحالات السابق ذكرها إلا أنّ ذلك لا يعني التوقّف عن استخدام أيّ مُستحضرات جلديّة موصوفة من قِبَل الطبيب، أو الاستعاضة عنها بحليب الأمّ؛ إذ إنّ الطبيب يُعاين حالة كلّ طفل على حدة بدقّة مع أخذ وضعه الصحيّ كاملًا بعين الاعتبار، لذا يُمكن وصف حليب الأمّ من العلاجات المُساندة أو المُساعدة في ذلك.


كيف يمكن عمل حمام للطفل بحليب الأم؟

بالانتقال الآن إلى الجانب العمليّ تتضمن طريقة استخدام حليب الأمّ في عمل حمام مليء بالفائدة والنفع لطفلها اتباع الخطوات الآتية:[٥]

  • ملء حوض الاستحمام المُستخدم لتحميم الطفل بالماء الدافئ.
  • إضافة كميّة من حليب الأمّ تتراوح ما بين 150 - 300 مل إلى الماء، حتّى يُصبح لون المياه أقرب إلى لون الحليب.
  • وضع الطفل في المياه مدةً تتراوح ما بين 5-15 دقيقةً، مع مُحاولة إيصال المياه إلى جميع أنحاء جسمه ومكان طفح الحفاض أو فروة رأسه.
  • إخراج الطفل وتجفيفه جيّدًا كالمُعتاد، ووضع بعض الكريم المرطّب ذي نوعية مُناسبة على جسمه؛ للحفاظ على الترطيب الذي منحه حليب الأمّ له.


كم مرة يمكن حمام الطفل بحليب الأم؟

ليس بالضرورة أن يكون تحميم الطفل بحليب أُمّه يوميًّا للحصول على ما ذُكِرَ من فوائد، وإنّما يكفي تكرار غسله بالحليب مرّةً في الأسبوع، أو حتّى مرّةً واحدةً كل أسبوعين حسب حالة الطفل، ففي حال كان يُعاني من طفح الحفاض الشديد أو الأكزيما يُوصى حينها بتحميمه مرّتين في الأسبوع، وتقليل عدد المرّات وفق ما تُلاحظه الأمّ من تحسّن وتعافٍ لجلد الطفل.[٢]


هل يمكن حفظ حليب الأم بالثلاجة واستخدامه لحمام الطفل؟

يُمكن القول إنّ القاعدة الأساسيّة في استخدام حليب الأمّ المُجمّد أو المحفوظ في الثلاجة هي أن تكون رائحته ما زالت جيّدةً، ولا تُشير إلى وجود مشكلة فيه، إذ إنّه بالإمكان استخدامه خلال 6 أيّام من حفظه في الثلاجة، أو خلال 6 أشهر من حفظه في مُجمّد الثلاجة، فطالما حُفظ الحليب بإحدى الطرق تلك عندها يُمكن استعماله في تحميم الطفل بعد إذابته ليُصبح بدرجة حرارة مُناسبة، بما لا يُغيّر من درجة حرارة ماء الاستحمام بالتأكيد ويُزعج الطفل ببرودته، واستعماله بنفس طريقة الاستخدام المذكورة سابقًا.[٥][٣]


المراجع

  1. "Milk Therapy: Unexpected Uses for Human Breast Milk", www.ncbi.nlm.nih.gov, 2019-04-26, Retrieved 2020-08-05. Edited.
  2. ^ أ ب Mrunal (2019-09-09), "Breast Milk Bath for Babies", parenting.firstcry.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Rohit Garoo (2020-01-14), "6 Benefits Of Breast Milk Bath For Babies", www.momjunction.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
  4. ^ أ ب ت "6 Surprising Ways to Use Breast Milk", parents, Retrieved 19-8-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Rhona Lewis (2020-05-19), "The Many Benefits of Breast Milk Baths for Baby", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×