محتويات
حوار بين طفل غني وآخر فقير
في حوارٍ جرى بين طفلين الأول والده غني ويُدعى يوسف، والآخر ميسور الحال ويُدعى عمر، يتحدثان عن أوضاعهما الاقتصادية والاجتماعية والتباين الواضح بينهما، إذ دار الحوار الآتي:
يوسف: أنا كل ما أُريده قبل أن أطلبه يكون متوفرًا لدي، فوالدي يُحضر لي هديةً كبيرةً كل أسبوع غير الهدايا اليومية والجوائز، التي يمنحني إيّاها تحفيزًا لدراستي.
عمر: أمّا أنا فأنتظر هدية نهاية العام، عندما أستلم الشهادة، وأكون فيها من المتفوقين، كم أشعر بالفرحة بفخر أبي بي أكثر ممّا أشعر بفرحتي بالهدية أو الجائزة، التي يُحضرها لي.
يوسف: لا فائدة من أن يفرح والدك، ثم لا يكون معك شيء تلعب به، أو تقضي عليه وقتك، أنا أُطالب أبي بالهدايا قبل كل شيء.
وصف كل من الطفلين لطبيعة حياتهما
بعد أن بدأ يوسف وعمر بالحديث عن الألعاب واقتنائها، دار الحوار الآتي:
عمر: أنا أعلم كم هي جميلة الألعاب والأشياء، التي نود اقتناءها جميعًا، ولا أحد لا يُحب أن يكون له بحرٌ من الألعاب التي يرغب بها، ولكنّ أبي لا يستطيع أن يُوفر لي كل هذا، وأنا أعلم أنّه يعمل جاهدًا من أجل هدية آخر العام؛ لذلك لا أعتبر الهدية هي القيمة بقدر أنّها رمز، والأهم هو حب والدي لي وتقديره لتفوقي، فهذا هو شيء كبيرٌ جدًا، لا تسعه كلمات ولا هدايا، هكذا علمني أبي.
يوسف: أشعر أنّني بين شاعرين يكتبان شعرًا أو نثرًا، أنت ووالدك رائعان، لكن لأكون صريحًا معك، فأنا لم أعش هذه المشاعر مع والدي، فأحد أصدقائي جاء لمنزلي، ورأى بأُم عينه حواراتنا وطريقة عيشنا، فقال لي: أنت أشبه بمن يعيش في وزراة والطابع الغالب هو رسمي بينكما، لكن الحقيقة أنّني لا أعرف ما هو الرسمي، وما هو غير الرسمي.
أحلام الطفلين البسيطة
بعد أن فتح يوسف قلبه لصديقه عمر، جرى الحوار الآتي:
أكمل يوسف حديثه: لا أعرف كيف أُفرق بين الرسمي وغير الرسمي، كل ما أعرفه أن أطلب شيئًا، ويُنفذ لي فورًا، لكن عندما تحدّثت أنت شعرت بفرق الألفة التي بيننا أنا وأبي، مقارنةً بك.
عمر: أنا لا أقول بأنّ المال لا يصنع علاقةً جيدةً، ولكني أقول لك ما أعيشه وحسب، فأنا أعيش حياةً بسيطةً، حيث أُحب أن نخرج كل أسبوع لحديقة بسيطة نتناول فيها طعام الإفطار، ونلعب سويةً وأجري مع والدي، هذه قمة السعادة عندي.
يوسف: أمّا أنا فالرحلات والزيارات لا تتوقف كل يوم، لذا فهي روتين قاتل، رغم أنّه شيء جميل، لا أشعر بالنشوة التي تحياها أنت في أسرتك، أظن أنّي أمتلك المال فقط، وأنت تمتلك الأسرة الدافئة.
أمل الطفلين بالمستقبل
بالرغم من الفروقات العديدة بين الطفلين إلّا أنّهما تشاركان الهموم معًا، وما زال لديهما أمل في المستقبل، إذ دار حوار حول ذلك على النحو الآتي:
عمر: لِمَ أنت حزين؟ يومًا ما سأمتلك أنا المال مع أسرتي الحنونة، وأنت ستُصبح أسرتك دافئةً وحنونةً مع المال الذي ملكوه، وبهذا نعيش سعداء أكثر من كل البشر.
يوسف: أجل، صدقت وسأسعى لذلك.
عمر: وأنا كذلك يا صديقي.
يوسف: ما دام في قلبنا أمل، فالمستحيل سيتحقق إن شاء الله.