علي بن أبي طالب
أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، الهاشميّ القُرشيّ، ابن عمّ رسول الله وصهره، وهو أولّ من أسلم من الصبية بعد نزول الرسالة، أحد الخلفاء الراشدين، وأولّ خليفة من بني هاشم، وهو من العشرة المبشرين بالجنّة، وُلِدَ في مكّة المكرّمة، وهاجر بعد إسلامه مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، آخاه النبيّ مع نفسه حين آخى بين المهاجرين والأنصار، كما يُذكر أنه كان قبل الإسلام ورعًا ولم يسجد لصنم قط، ولهذا يقول المسلمون "كرم الله وجهه" بعد ذكر اسمه[١].
الإمام علي بن أبي طالب
اشتهر الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بفروسيته وشجاعته، فقد شهد مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم المعارك والغزوات كلّها عدا غزوة تبوك حيث خلفه النبيّ فيها على المدينة، وله الكثير من المواقف الشجاعة التي يقف لها التّاريخ إجلالًا وإكرامًا، ففي الهجرة إلى المدينة لم يكن أول المهاجرين، بل بات في فراش رسول الله يوم هجرته، معرضًّا نفسه للقتل فداءً للنبيّ -صلّى الله عليه وسلم-، وقد كان -رضي الله عنه- من القلّة القليلة الذين ثبتوا مع رسول الله في غزوة أحد، ومنها ما حدث في غزوة الخندق حينما طلب عمرو بن ود المبارزة، وكان فارسًا مشهورًا بين العرب، فخرج من المسلمين علي بن أبي طالب، فقال: ارجع يا ابن أخي ومن أعمامك من هو أسن منك، فإني أكره أن أريق دمك، لكنًّ عليًّا كان شديدًا وأبى الرجوع، فتصارعا وصرعه، كما اشتهر علي عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة، كما يتّصف بالعدل والزُهد حسب الروايات الواردة في كتب الحديث والتاريخ، و يُعتبر من أكبر العلماء في عصره علمًا وفقهًا، ومن أقواله العظيمة: "ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك، ويعظم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله"[٢].
لقب علي بن أبي طالب
كان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يُعرف بأبي الحسن وأبي السبطين، والمقصود بالسبطين هما الحسن والحسين -رضي الله عنهما- لأنهما سبطا النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وكان يكنّى بأبي تراب وهو أحبّه إليه لأن النبيّ سمّاه به[٣]، كما جاء في الحديث الصحيح: " ما كانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أحَبَّ إلَيْهِ مِن أبِي تُرَابٍ، وإنْ كانَ لَيَفْرَحُ به إذَا دُعِيَ بهَا، جَاءَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بَيْتَ فَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلَامُ-، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا في البَيْتِ، فَقَالَ: أيْنَ ابنُ عَمِّكِ فَقَالَتْ: كانَ بَيْنِي وبيْنَهُ شيءٌ، فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِندِي، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ لِإِنْسَانٍ: انْظُرْ أيْنَ هو فَجَاءَ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هو في المَسْجِدِ رَاققِدٌ، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ وهو مُضْطَجِعٌ، قدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عن شِقِّهِ فأصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسولُ اللَّهِ يَمْسَحُهُ عنْه وهو يقولُ: قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ"[٤].
المراجع
- ↑ "علي بن أبي طالب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 03-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "مقتطفات من سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "أثر الإمام علي بن أبي طالب"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه سهل بن سعد الساعدي، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6280، [صحيح].