حويصلات مائية على الجلد ما السبب!

كتابة:
حويصلات مائية على الجلد ما السبب!

مرض الفقاع

يُعدّ ظهور الحويصلات المائية على الجلد نوعًا من أنواع مرض الفقاع (pemphigoid)، وهو أحد الأمراض المناعية التي يُهاجم فيها الجهاز المناعي في الجسم خلايا الجسم السليمة، مسبّبًا ظهور طفح جلدي وبثور مليئة بالسوائل، وتختلف أنواع مرض الفقاع باختلاف مكان ظهور الطفح الجلدي والبثور، ووقت حدوثها، وسنتطرق في هذا المقال إلى أحد أنواع هذا المرض، وهو مرض شبيه الفقاع الفقاعي (bullous pemphigoid).[١]


ما هي الحويصلات المائية على الجلد؟

تظهر الحويصلات المائية على الجلد بسبب الإصابة بمرض شبيه الفُقاع الفقعاني (bullous pemphigoid) ذاتي المناعة، الذي يُسبب حالةً جلديّةً نادرةً تظهر فيها مجموعة من النتوءات والبثور الجلدية، التي غالبًا ما تكون مليئةً بالسوائل، وقد تُصيب الحويصلات المائية الجلدية منطقةً صغيرةً من الجسم أو تنتشر على نطاق واسع، وعادةً ما تظهر هذه البثور على مناطق مرنة من الجلد، مثل منطقة تحت الإبط أو أسفل البطن.[٢]


ما هي أسباب ظهور الحويصلات المائية على الجلد وعوامل الخطر؟

السبب الرئيس لمرض الفقاع وظهور الحويصلات المائية على الجلد هو مهاجمة مجموعة من الأجسام المضادة والخلايا المناعية في الجسم للغشاء القاعدي للبشرة في الطبقات الخارجية من الجلد، مما يؤدي إلى انفصال طبقات الجلد، وظهور التقرحات والبثور المؤلمة، وكغيره من أمراض المناعة الذاتية ما تزال الأسباب الكامنة وراء حدوث هذا الهجوم المناعي غير واضحة، لكن تمّ تحديد مجموعة من العوامل التي قد تُساهم في تحفيز النشاط المناعي ضدّ خلايا الجلد السليمة، بما في ذلك:[٣]

  • العمر: إذ غالبًا ما يظهر مرض الفقاع لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، إلّا أنّه يمكن أن يصيب البالغين الأصغر سنًا، لكنّه نادر الحدوث لدى الأطفال.
  • الأمراض العصبية: إذ تزيد فرص الإصابة بهذا المرض لدى المسنين الذين يُعانون من بعض الأمراض العصبية، لا سيّما السكتة الدماغية، والخرف، ومرض باركنسون.
  • الأدوية: من أكثر الأدوية شيوعًا المرتبطة بمرض الفقاع هي العلاجات المناعية المستخدمة لعلاج السرطان الميلاني الخبيث (metastatic melanoma) وسرطانات أخرى، بالإضافة إلى بعض الأدوية المستخدمة لعلاج مرض السكري، كما ارتبطت بعض حالات مرض الفقاع ببعض الأنواع من المضادات الحيوية.
  • الأمراض الجلدية: كمرض الصدفية.
  • العلاج الضوئي: كالعلاج المستخدم لمعالجة بعض لأمراض الجلدية، مثل الصدفية.


ما هي أعراض الإصابة بالحويصلات المائية على الجلد؟

تتمثّل أعراض مرض الفقاع بظهور البثور والحويصلات المائية على الجلد، التي قد تتميز ببعض الخصائص الآتية:[٢][٤]

  • ظهور طفح جلدي أحمر اللون قبل ظهور الفقاعات، وعادةً ما يكون مصحوبًا بالحكة، وقد يستمر ذلك عدّة أسابيع أو أشهر قبل ظهور البثور.
  • انتشار البثور والفقاعات المليئة بالسوائل على الساقين، أو البطن، أو الفخذ.
  • ظهور فقاعات كبيرة مليئة بالسوائل عادةً ما تكون شفافة، لكنّها قد تحتوي على الدم في بعض الأحيان.
  • ظهور الجلد حول البثور بلون أحمر أو أغمق قليلًا من الجلد الطبيعي.
  • البثور سميكة وصلبة ولا تتمزق بسهولة.
  • البثور مؤلمة ومثيرة للحكة.
  • التقرحات الجلدية المفتوحة، التي تحدث بعد انفجار الفقاعات وخروج السوائل منها.


كيف يتم تشخيص الحويصلات المائية على الجلد؟

يمكن إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية والمخبرية لتشخيص حالات الإصابة بمرض الفقاع الجلدي والحويصلات المائية على الجلد، من ضمنها:[٤]

  • الفحص البدني، وتقييم الأعراض، وفحص مناطق الجلد المصابة.
  • فحوصات الدم المتنوعة.
  • خزعة الجلد؛ أي أخذ عيِّنة صغيرة من الجلد المصاب؛ لإجراء الفحوصات المخبرية.


كيف يمكن علاج الحويصلات المائية على الجلد؟

يركِّز العلاج على التئام الجلد، وتهدئة تهيّجه، وتخفيف الحكة، وتقليل الآثار الجانبية الضارَّة للأدوية، وتوجد مجموعة من الأدوية التي يمكن استخدامها في علاج حالات مرض الفقاع الجلدي، من ضمنها:[٥][٦]

  • الكورتيكوستيرويدات: تعدّ من العلاجات الأكثر شُيوعًا لمعالجة الحويصلات المائية على الجلد، وتُعدّ حبوب دواء بريدنيزون (prednisone) من أكثر أنواع أدوية الكورتيكوستيرويدات استخدامًا، وغالبًا ما تُستخدم هذه الأدوية لعدّة أسابيع، إلى حين توقف البثور والفقاعات الجديد عن الظهور، ثمّ تُخفف جرعاتها ليستمر استخدامها عدّة أشهر أو عدّة سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاستخدام طويل الأجل لهذه الأدوية يُمكن أن يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليستيرول في الدم، والعدوى.
  • الكورتيكوستيرويد الموضعية: تستخدم هذه الأدوية عن طريق تطبيقها مباشرةً على الجلد المصاب، وعادةً ما تُستخدم لتقليل الآثار الجانبية لحبوب الكورتيكوستيرويد.
  • الكريمات الموضعية: تستخدم الكريمات والمرطبات الموضعية لتخفيف جفاف الجلد، وتهدئة الحكة.
  • الأدوية البديلة للستيرويد: بما في ذلك أدوية أزاثيوبرين (azathioprine)، والميكوفينولات موفيتيل (mycophenolate mofetil)، وريتوكسيماب (rituximab)، إذ تستهدف هذه الأدوية الجهاز المناعي عن طريق تثبيط إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تقاوِم الأمراض في الجسم.
  • المضادات الحيوية: تُستخدم المضادات الحيوية لعلاج العدوى والالتهابات البكتيرية الثانوية التي قد تُصيب الفقاعات والتقرحات الجلدية.
  • أدوية أخرى: بما في ذلك مسكنات الألم والأدوية المضادة للالتهابات للسيطرة على الالتهاب وتخفيف التهيّج، مثل دواء ميثوتريكسات (methotrexate).


هل يمكن علاج الحويصلات المائية على الجلد في المنزل؟

تحتاج الحويصلات المائية على الجلد الناتجة عن مرض الفقاع الجلدي إلى العلاج الطبي؛ وذلك منعًا لحدوث المضاعفات الخطيرة، لكن يمكن اتباع مجموعة من استراتيجيات الرعاية الذاتية التي قد تساهم في تخفيف الأعراض، ودعم العلاج، وتسريع الشفاء، ومن بين هذه الاستراتيجيات ما يأتي:[٤]

  • العناية بالفقاعات والبثور، عن طريق اتباع تعليمات الطبيب بحذافيرها.
  • التقليل من الحركة وممارسة النشاطات المختلفة، لا سيّما عند ظهور الفقاعات على القدمين أو اليدين.
  • تجنَّب تعريض مناطق الجسم المصابة لأشعة الشمس المباشرة مدةً طويلةً.
  • ارتداء ملابس قطنية مريحة؛ لتقليل الاحتكاك مع الجلد والمساهمة في حماية الجلد.
  • اتباع نظام صحي ومتوازن، وتجنّب تناول الأطعمة الصلبة أو المقرمشة، مثل: شرائح البطاطس، والفواكه والخضروات غير المطبوخة؛ لأن هذه الأنواع من الأطعمة قد تزيد من حدّة الأعراض.


هل تؤدي الحويصلات المائية على الجلد إلى حدوث المضاعفات؟

قد يقاوم مرض الفقاع الجلدي والحويصلات المائية على الجلد العلاج، وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويؤدي إلى حدوث مجموعة من المضاعفات التي قد تكون خطيرةً في بعض الأحيان، من ضمنها:[٣][٧]

  • العدوى بالبكتريا العنقودية والمكورات العنقودية.
  • العدوى الفيروسية، كعدوى فيروس الهربس البسيط، أو الحماق النطاقي، أو الهربس النطاقي.
  • الالتهابات الجلدية، التي يمكن أن تكون خطيرةً جدًا إذا تعمقت في الجسم، وتسببت بحدوث الإنتان (Sepsis).
  • الآثار الجانبية للعلاج بالستيرويد، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، وضعف العظام، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يُنصح بمراجعة الطبيب باستمرار للسيطرة على الحالة، خاصةً في الحالات الآتية:[٧]

  • ظهور طفح جلدي أحمر ومثير للحكة يستمر عدّة أسابيع.
  • ظهور الكثير من الحبوب أو البثور الكبيرة المؤلمة.
  • البثور التي تستمر بالظهور والاختفاء.
  • احمرار البشرة أو انتفاخها وتورمها.
  • سخونة البشرة، أو ظهور بثور تحتوي على صديد أخضر أو أصفر.


المراجع

  1. "Pemphigoid", healthline, Retrieved 2020-7-11. Edited.
  2. ^ أ ب "Bullous Pemphigoid ", clevelandclinic, Retrieved 2020-7-11. Edited.
  3. ^ أ ب "Bullous pemphigoid", dermnetnz, Retrieved 2020-7-11. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Bullous pemphigoid", mayoclinic, Retrieved 2020-7-11. Edited.
  5. name="xIHrE9xHIt"/>Retrieved 2020-7-11. Edited.
  6. "Bullous pemphigoid", mayoclinic, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  7. ^ أ ب "Bullous pemphigoid", nhs, Retrieved 2020-7-11. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×